لارا أحمد:

مؤخراً، أجرت بعض شركات الاتصال ومراكز الأبحاث الفلسطينية مجموعة من استطلاعات الرأي على شرائح مختلفة من الشعب الفلسطيني. وكان الغرض من هذه الدراسة، استبيان رأي الشارع الفلسطيني حيال القيادي البارز في حركة فتح "جبريل الرجوب".

عُرف الرجوب مؤخراً كـ "مهندس" أو "عرّاب" المصالحة بين حركتيْ فتح وحماس، هاتين الحركتين اللتين عُرفتا بخلافاتهما التاريخية الحادّة والشديدة. في الأيام الماضية، عقد الرجوب ممثّلاً عن فتح ندوة صحفية مع صالح العاروري ممثّلاً عن حركة حماس، وأعلنا فيها الاتفاق على ضرورة إعداد خطة عمل مشتركة بين الفصيليْن من أجل إحباط مخططات الاحتلال الرامية للسيطرة على أراضي واسعة بالضفة الغربية وأغوار الأردن.

إلا أنّ نتائج استطلاعات الرأي جاءت على خلاف ما توقّعته الجهات التي أشرفت عليها. الرجوب الذي كان يُنظر إليه سابقاً كشخص متواضع له مقبولية شعبية لم يعد ينال ثقة واسعة، وقد تم وصفه بعبارات من قبيل "الانفصالي" و"الأناني" و"الانشقاقي"، وهو توجه عام لقرابة ثلثي المستجوبين حسب هذا الاستطلاع. (56٪) من الذين شاركوا في الاستطلاع أكّدوا أيضاً أنّ الرجوب ليس زعيماً وطنيّاً بالمعنى الحقيقي وأنّ "التنظيم" يُشاركهم وجهة النظر ذاتها. الكثير من المستجوبين أكدوا أنّ هذا هو السبب المباشر والأساسي لعدم استجابة الجمهور الفلسطيني لدعوات الرجوب للاحتجاج على خطة الضم. كما كشف الاستطلاع أن غالبية الشعب الفلسطيني لا يتوقع أن يُحسن الرجوب التعامل مع الأزمة الاقتصادية والصحية في البلاد، كما لا يُرجى الكثير من عمله المشترك مع حماس من أجل إيجاد نقاط اشتراك ممكنة.

لا شكّ أنّ الرجوب شخصية وطنية لها تاريخها السياسي المحترم، إلا أنّ خياراته السياسية الأخيرة جعلت شريحة واسعة من سكان الضفة الغربية يفقدون الثقة فيه وفي خياراته.