الأربعاء 06 مارس 2024
20°اسطنبول
27°أنقرة
31°غازي عنتاب
26°انطاكيا
29°مرسين
20° اسطنبول
أنقرة27°
غازي عنتاب31°
انطاكيا26°
مرسين29°
34.06 ليرة تركية / يورو
39.73 ليرة تركية / جنيه إسترليني
8.62 ليرة تركية / ريال قطري
8.37 ليرة تركية / الريال السعودي
31.39 ليرة تركية / دولار أمريكي
يورو 34.06
جنيه إسترليني 39.73
ريال قطري 8.62
الريال السعودي 8.37
دولار أمريكي 31.39

من الألف إلى الياء.. هكذا تُصرف التبرعات التي تستلمها المنظمات باسم نازحي إدلب

22 يوليو 2020، 08:39 م
من الألف إلى الياء.. هكذا تُصرف التبرعات التي تستلمها المنظمات باسم نازحي إدلب

بسام الرحال

صحفي سوري

22 يوليو 2020 . الساعة 08:39 م

تتبرع العديد من الدول والمنظمات الإنسانية بمبالغ مالية كبيرة لصالح النازحين والمهجرين شمال سوريا، إلا أن معظم السوريين هناك يشتكون من قلة المساعدات المالية التي تصلهم رغم أن وسائل التواصل الاجتماعي تكاد لا يغيب عنها أخبار التبرعات التي تجمع لصالحهم.

وتساءل العديد من هؤلاء النازحين والمهجرين عن كيفية صرف هذه الأموال التي تأتي باسمهم، وكان آخرها مؤتمر المانحين في بروكسل الذي بلغت التبرعات فيه نحو 7 مليارات دولار، إلا أنها كالعادة لا يعرف من استلمها وأين صرفت، ومن هم الأشخاص الذين استفادوا منها.

وحول كيفية صرف هذه الأموال التي تأتي لصالح النازحين والمهجرين السوريين، بيّن عمار المحمد، أحد العاملين بالمنظمات الإنسانية بإدلب في تصريح خاص لـ "آرام"، أن التبرعات المالية لا تقدم للمتضررين بسوريا بشكل مباشر، وإنما عن طريق وسيط الذي بدوره يحتاج لكلفة تشغيلية ومصاريف إدارية يقوم بخصمها من المبلغ المقدم.

وتابع موضحاً: "تقوم إحدى الدول وقد تكون ألمانيا مثلاً بالموافقة على مقترح مشروع لأحد المنظمات الإنسانية العاملة بإدلب بتكلفة 100 ألف دولار، إلا أنها لا تقدمه بشكل مباشر للمنظمة وإنما عن طريق وسيط مثل منظمة (GIZ الألمانية) التي بدورها سوف تقوم بخصم جزء من المبلغ تحت مسمى مصاريف إدارية وقد يكون الخصم 10بالمئة من قيمة المشروع (بقي 90 ألف دولار)".

وأضاف المحمد "المنظمة الألمانية ستقوم بتقديم المبلغ لمنظمات عاملة على الأرض في إدلب، والتي بدورها ستقوم أيضاً بخصم جزء من المبلغ مصاريف إدارية وتشغيلية، إضافة لخصم جزء آخر من المبلغ من مكاتبها في تركيا التي ترسل لها المبلغ (الخصم مرتين)، حيث تتفاوت نسبة الخصم بين المنظمات بحسب ذمم القائمين عليها".

وأردف "بعد هذه المرحلة يصل المبلغ إلى داخل سوريا وقد خصم منه أكثر من 30%بالمئة، وتبدأ مرحلة التنفيذ التي تحتاج إلى طاقم إداري من عمال وموظفين بحاجة إلى رواتب لتنفيذ المشروع الإنساني، بالإضافة لشركاء من السلطات المحلية (مجالس، هيئات، فصائل.. الخ) والتي ستستهلك جزءاً كبيراً من ميزانية المشروع، خصوصاً إذا كان طويل الأمد، حيث يبقى من الـ 100 ألف دولار نحو 40 ألف فقط".

وأشار المحمد إلى أنه خلال تنفيذ هذه الجهات للمشروع الذي قد يكون سلل إغاثية أو دعم زراعي أو دعم مياه ومادة الخبز، فإن شراء المواد اللازمة تكون غالباُ فوق السعر الطبيعي بسبب تعامل تجار معينين مع هذه المنظمات، إضافة إلى حالات اختلاس وتزوير الفواتير وتخفيف مواصفات وتقليل بالكميات والتي تؤدي إلى نقص عدد المستفيدين.

ولفت إلى أنه خلال استجرار المواد والتخزين والتوزيع سيتطلب ذلك مصاريف أجور نقل ومستودعات وعمال تحميل وتوزيع، فضلاً عن عمليات هدر وتلف، خاصة أن المال عام وليس خاص، وعند التوزيع لا بد من وجود المحسوبيات التي تحرم المستهدفين الحقيقين من المشروع، يتبعها تسجيل المنظمة المنفذة لقوائم المستفيدين التي ترسلها بعد هندستها بشكل جيد إلى المنظمة الوسيطة التي ستكون راضية على الأرقام التي وصلتها، لكن الحقيقة أن التوزيع على الأرض يختلف.

وضرب المحمد مثالاً لإحدى المنظمات العاملة في إدلب، التي أعلنت أنها بصدد تنفيذ مشروع "تجديد الخيام المهترئة" بقيمة 500 دولار للخيمة الواحد، ما يعني أن المنظمة إذا بدلت 1000 خيمة فإن التكلفة على الورق ستكون 500 ألف دولار، لكن بالحقيقة قيمة تفصيل الخيمة عند الحداد لا تتجاوز الـ 100 دولار.

اقرأ أيضاً: شاب يقتل زوجته بطريقة بشعة في حمص لأسباب غامضة

وكانت العديد من التقارير السابقة أشارت إلى أن كثيراً من المنظمات الإنسانية التي تستلم مبالغ مالية لدعم النازحين والمهجرين السوريين خلقت علامة استفهام كبيرة بكيفية صرف هذه الأموال.

وأظهرت التقارير أن هذه المنظمات تصرف على نفسها أكثر من 60 بالمئة من الميزانية المرصودة لمشروع محدد حصلت على أمواله بتلك الصفة، فيما يحصل المستهدفون من المشروع على الفتات، ما يجعلها تعتاش على حساب الأزمات وحاجات الناس.

يُذكر أن الحملات العسكرية التي شنها نظام الأسد بدعم روسي على المناطق المحررة بريفي حلب وإدلب تسببت في نزوح أكثر من مليون مدني باتجاه الحدود التركية، الذين يعيشون أوضاعاً إنسانية متردية، على الرغم من وجود عشرات المنظمات الإنسانية العاملة على الأرض، والتي تستلم مبالغ مالية كبيرة باسمهم.

شاهد إصداراتنا: