الأربعاء 24 ابريل 2024
20°اسطنبول
27°أنقرة
31°غازي عنتاب
26°انطاكيا
29°مرسين
20° اسطنبول
أنقرة27°
غازي عنتاب31°
انطاكيا26°
مرسين29°
34.44 ليرة تركية / يورو
40.21 ليرة تركية / جنيه إسترليني
8.78 ليرة تركية / ريال قطري
8.53 ليرة تركية / الريال السعودي
31.98 ليرة تركية / دولار أمريكي
يورو 34.44
جنيه إسترليني 40.21
ريال قطري 8.78
الريال السعودي 8.53
دولار أمريكي 31.98
...

"بوصبع الأزرق" بين الطابور الخامل والطابور "الهامل"

25 يوليو 2020، 03:33 م

أعتقد أن تهجمنا على تلك الفئة المضللة وتلك المعتزلة هو موقف علينا مراجعته، قبل أن تنهال سهامنا على أخوة في الوطن اختاروا موقفا مغايرا للمسار الثوري الشعبي ربما علينا أن نطرح على أنفسنا بعض الأسئلة التي قد تساهم في نقل الوعي الثوري إلى من فاتهم قطاره، ولم لا ننظم رحلات توعوية لضمهم إلى الركب الجماعي.

 

الطابور الخامل

لماذا لم يعد لفئة من مجتمعنا موقف أو على الأقل رأي في القرارات والمواقف المحورية الداخلية والخارجية، السياسية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية والسيادية و التربوية والتعليمية و"التديينية" و"التقنينية" ..

ربما لأن الفرد بعدما اغتُصبت إرادته وزُوِّر اختياره مراراً اعتزل اللعبة، ولم يعد يعتبر نفسه مواطنا بل مجرد عابر سبيل لا يهمه شأن الدار ولا تخاصم أهلها ويكتفي بلقمة وركن مظلم ينزوي فيه ليحلم بغدٍ أفضل في مكان أفضل، ومن بعيد "يسترق الأمل " من أمجاد الماضي أو بطولات الأجداد أو وهم "الأنا الأعلى " التي تغطي مركبات نقصها بكبرياء عنتري ..

مُسِخ مفهوم الحق في المواطنة ليتحول إلى مزاولتها في المناسبات واعتزالها في المواقف حتى المعارضة دخلت منذ مدة طور "العنوسة السياسية" ولم يعد لها أي تأثير على المجتمع المضرب في صمت سلبي عن الأعراس الانتخابية التي أضحت أقرب لحفلات فلكلورية تنكرية منها لاستحقاقات ديموقراطية، شكشوكة تطبخ على نار هادئة وبين الفينة والأخرى ترش عليها بعض البهارات لتداعب رائحتها النفوس الجائعة وتمنيها كذبا بفرج قريب ..

 

الطابور الهامل

تلك النفوس الجائعة للحل، العاجزة عن صنعه تتمسك بسراب العطشان في صحراء الاستبداد، جردها تراكم الخنوع من حرية الإرادة فتحولت إلى متلقي لا يملك غربال الفرز، يسهل استدراجها إلى حفلات النظام التضليلية لتصفق دون هوادة علَّها تنال بعض الفتات من موائد السادة..

قد لا نفهم التركيبة النفسية لمن يجدد ببلاهة عقود الولاء لجلاده، لمن يتفانى في الدفاع عن لص استولى على داره وحوله وأهله إلى عبيد في خدمته، ولربما غاص العديد من علماء النفس والاجتماع والمفكرين في دراسة الظاهرة وتشريح جثت العهود البائدة لفهم الخلل، وقد تختلف الرؤى بين من يفسر الظاهرة كعاهة نفسية ومن يجعلها موقفا جماعيا مختلا ينتجه الاعوجاج السلطوي، وبين من جمع التفسيرين في نظرة تحليلية تربط الموقف الفردي بالثقافة المفروضة من السلطة لصنع موقف جماعي خاضع لها، ولكننا في كل الأحول نتفق أننا أمام واقع له جذور تاريخية تجعلنا مجبرين على قراءتها بمرجعية "ما كان" وواقعية "ما هو كائن"

 

بوصبع الأزرق!

إن ما سمي "بوصبع الأزرق" هو مكون واقعي علينا التعامل معه بمنطق الشراكة الحتمية والبحث عن سبل لجعلها ممكنة لا تناحرية بدل نبذه، كتبسيط لهذا: وكأنك تملك شقيقا يعاني من خلل عضوي أو نفسي يكبل قدراته وأهليته في القيام بواجباته اتجاه المنزل والأسرة، والحلول المتاحة أمامك إما تقبله وتأهيله ليكون فردا إيجابيا في البيت أو تجنَّبهُ وتقبل سلبياته والسلبيات الناتجة عن سلبياته أو رفضه بمواجهات يومية لا تفضي إلى نتيجة.

إن الانحصار في الفئة الواحدة دون البحث عن توسيعها، والدوران في الحلقة المغلقة للحراك قد يكون حلاًّ آمنا يمكنك من المحافظة على المكاسب المحققة، لكنه كذلك يوسع الفجوات بينك وبين بقية الفئات ويسمح للنظام المتربص باستخدامها وأكثر من ذلك يمنحه الوقت لإعداد خطط الاحتواء و الالتفاف والقمع، وقد لمسنا مؤخرا بوادر الفرقة تحاول أن تتسلل بين الحراكيين بزرع بذور التشكيك والتخوين، وأصبح واضحا أننا تحولنا إلى هدف مفتوح وثابت يمكن قنصه في غياب التصعيد والمباغتة، وحين أتكلم عن التصعيد فلست أتحدث عن التصعيد الميداني فقط بل عن الانتقال الفعلي إلى مرحلة التخطيط للفعل ليحقق المكاسب وأهم مكسب أراه هو توسيع دائرة الوعي واستقطاب ذاك "الطابور الخامل" الذي طال سباته وذاك "الطابور الهامل" الذي اتعبته الأماني الكاذبة إلى صفنا بتغيير خطابنا وتبني لغة الشراكة، أن نخطف انتباه الوعي الجماعي لتلك الفئات من غفلة الاستحمار وغفوة اليأس لينضموا إلى المسار الثوري وذاك أكبر تحدٍ..