في 27 يوليو لعام 2020، على أثير راديو صدى موسكو صرح نائب مجلس الدوما إيغور سوخاريف أن إنفاق الأموال الآن على الحرب في سوريا أكثر أهمية من رواتب الأطباء، قال إنه قبل بضع سنوات تم تخصيص الكثير من الأموال للقيام بتحديث وتطوير الرعاية الصحية، ولكن من السابق لأوانه تقييم نتائجها. وشدد نائب فصيل روسيا الموحدة على أنه يعتبر من غير المنطقي تخصيص مبالغ ضخمة للقطاع الصحي كل عام. وعلى الرغم من رواتب الأطباء الصغيرة، فمن الضروري الآن الاستثمار في عملية عسكرية في سوريا: نعم، ليس هناك ما يكفي من سيارات الإسعاف، ولكن لا يوجد عدد كاف من الأشخاص الذين يعملون لقيادتها، نعم - هذا عمل شاق للغاية. لنفترض أن الدفع لا يفي بالتكاليف الأخلاقية والمادية التي يتحملها الأطباء. أنا أتفق معك تمامًا، كل شيء ممكن يتم فعله لذلك. ربما نحتاج إلى سوريا اليوم أكثر من الأجور. ولكن يجب علينا أن نفهم لماذا نشن حربًا في سوريا، ولماذا نحتاج إلى البحر الأبيض المتوسط ​​، وما هي التهديدات من السفن التي يمكنها دخول البحر الأبيض المتوسط ​​بصواريخ كروز. والعواقب المترتبة على أمن روسيا من ذلك - ليغفر لي الأطباء.

وهذا ليس أول تصريح تقوله فيه موسكو بأنها لن تترك الأسد وحيدا فأيضا تحدث السفير الروسي ومبعوث الرئيس، فلاديمير بوتين، إلى سوريا، ألكسندر يقيموا، عن عدم تخلي روسيا عن سوريا في هذه الأوقات في وقت سابق وهذا يدل على أهمية الملف السوري لموسكو وأنها لن تخرج من سوريا ولن تترك القواعد العسكرية في سورية وسوف تبقى الداعم الأقوى للأسد.

روسيا لن تترك الأسد فقط إذا جاءت أموال من الغرب أو أمريكا من أجل أن تتخلص روسيا من الأسد وكما نعرف ففي الماضي روسيا تخلصت من صدام حسين في العراق و من معمر القذافي في ليبيا عبر صفقات سرية، لذلك ليس من الغريب بأن تتابع موسكو سياستها القمعية في سوريا ولكن في النهاية روسيا تفهم جيدا بأن الأسد لم يعد الأقوى لذلك إما عليهم استبداله بشخصية ثانية كمثال يمكن أن نأخذ سهيل الحسن الذي يدعم تماماً سياسات واستراتيجيات روسيا في سوريا وأيضا لا نستطيع أن ننسى بأن الإعلام الروسي و في الكثير من المناسبات كان يتحدث عن سهيل الحسن كبطل قومي روسي.

روسيا بوتين ليست لديها سياسة خارجية قوية فهي تتبع التشبيح السياسي وهذا ما نراه في ماريا زاخاروفا التي تهاجم الغرب والمعارضة الروسية بطرق تشبيحية ولا تحترم قانون الدبلوماسية العالمية وهذا ليس غريب على نظام يستحكم الناس بالخوف وبروباغندا السياسية فعلى مدار سنوات من الحرب في أوكرانيا و سوريا كانت القنوات الروسية الحكومية تنشر بروباغندا عن الواقع الذي يعيشه مواطنو أوكرانيا و سوريا، ففي سوريا كانت تعمل تقارير بأن الشعب السوري يعيش في حرية تامة في ظل النظام السوري وفي أوكرانيا كانت تهاجم الحكومة الأوكرانية وكانت تصور تقارير بأن الثورة التي حدثت في أوكرانيا هي صناعة أمريكية وبأن الشعب الأوكراني بعد التغير السياسي أصبح يعيش في فقر ومشاكل سياسية أكثر مما كان عليه قبل الثورة ما لم يحدث في الواقع تماماً.

الحل السوري هو حل سياسي ولا يمكن مواجهة روسية عسكرياً، قانون قيصر لن يغير من سياسة موسكو في سوريا ولن يضغط على موسكو ففي الماضي تم فرض عقوبات قوية على موسكو بسبب تدخلها في الأزمة الأوكرانية ولكنها لم تغير كثيراً في سياسة بوتين وأصدقاءه بل على العكس، الاقتصاد الروسي تحسن وروسيا لم تترك المناطق التي سيطرت عليها في أوكرانيا ولذلك أي عقوبات تفرض على موسكو لن تغير من سياسة موسكو وخطتها في سورية.