الأربعاء 03 ابريل 2024
20°اسطنبول
27°أنقرة
31°غازي عنتاب
26°انطاكيا
29°مرسين
20° اسطنبول
أنقرة27°
غازي عنتاب31°
انطاكيا26°
مرسين29°
34.44 ليرة تركية / يورو
40.21 ليرة تركية / جنيه إسترليني
8.78 ليرة تركية / ريال قطري
8.53 ليرة تركية / الريال السعودي
31.98 ليرة تركية / دولار أمريكي
يورو 34.44
جنيه إسترليني 40.21
ريال قطري 8.78
الريال السعودي 8.53
دولار أمريكي 31.98

لماذا العقوبات الأمريكية طالت "الفرقة الأولى" دون غيرها من ميليشيات الأسد؟

31 يوليو 2020، 11:32 ص
الفرقة الأولى بنظام الأسد
الفرقة الأولى بنظام الأسد

عائشة صبري - آرام

بيّن محلل عسكري سوري أهمية وتاريخ ومواقع "الفرقة الأولى" في جيش نظام الأسد وعلاقتها بإيران، كما أوضحت الولايات المتحدة الأمريكية أسباب فرض عقوبات عليها ضِمن اللائحة الجديدة التي أصدرتها الأربعاء، بموجب قانون "قيصر".

وقال الباحث في "المؤسسة السورية للدراسات وأبحاث الرأي العام" النقيب رشيد حوراني، في تصريح خاص لشبكة "آرام": إنَّ "الفرقة الأولى تتواجد في منطقة جغرافية تُعتبر بالنسبة لإيران خط الدفاع الثالث من حيث تواجدها في الجنوب السوري (درعا)".

وأوضح أنَّ "هذا الخط يمتد من مناطق يشملها الخط الثاني، وهي مدن وبلدات واقعة غربي درعا (الحارة، جاسم، نوى)، ليصل إلى ريف دمشق الجنوبي (الكسوة، دير علي، كناكر، سعسع) حيث تقع الفرقة الأولى، بينما خط الدفاع الأول لإيران يمتد من حرمون وحتى معبر نصيب الحدودي مع الأردن".

سيطرة إيران عليها

أفاد "حوراني" بأنَّ إيران -ومن مصدر من داخل الفرقة- "تُسيطر بالكامل على الفرقة الأولى التي تتخذ من منطقة الكسوة مقرًا لقيادتها"، وتنتشر ألويتها في مناطق "دير علي والحرجلة" جنوب دمشق.

وأردف أنَّ "حزب الله اللبناني ينتشر في جبال الكسوة، وهذا ما يؤكده القصف الإسرائيلي المستمر لمقرات وأماكن في الكسوة، فلا يمكن أن تقصف إسرائيل أهداف روسية في سورية".

وأشار "حوراني" إلى أنَّ نظام الأسد، لم يكن يعتمد على فرقة بعينها لتسيطر على منطقة ثائرة، بل كان ينتقي عدة كتائب من عدة فرق، ويُحدّد لها منطقة تحشيد للانطلاق منها إلى المنطقة الهدف وعندها يتم انتشار العسكر والعتاد، لزرع الخوف من بعضهم البعض".

اقرأ أيضًا: معاناة إدلب .. والعملات المتداولة تزيد "الطين بلة"!

توضيح أمريكي

نائب مساعد وزير الخارجية المبعوث الخاص إلى سوريا جويل رايبورن، صرّح أنَّ "الفرقة الأولى طوّرت كغيرها من الوحدات العسكرية التابعة للنظام، شبكة واسعة لتحويل المساعدة بعيدًا عن الشعب السوري، وفرضت الضرائب على السلع".

وأضاف "رايبورن" في تصريحات صحفية أول أمس الأربعاء: أنَّ "الفرقة الأولى مثال رئيس على سلوك الوحدات العسكرية التي أَثْرَتْ نفسها باستغلال بؤس الشعب السوري".

ولفت إلى أنَّها هاجمت كغيرها من الميليشيات المدنيين، وتجاهلت بشكل قاسٍ الحياة الإنسانية، بدلًا من أن تقوم بدورها في حماية الشعب السوري، مضيفًا: أنَّها "بربرية لبشار الأسد في الجيش السوري".

وتساءل سياسيون أنه أليس من الأولى هو "إدراج وزارة دفاع الأسد"، مستدركين أنَّ العقوبات تأتي بالتدريج ويجري التشدد بها على مراحل، وتحمل رسائل أنَّها قيد التصعيد إذا لم يتم التجاوب مع تنفيذ القرار 2254، إضافة إلى كونها رسائل للروس لتدجين هذه الفرق العسكرية وتمييع قوتها.

يذكر أنَّ "الفرقة الأولى" تُسمّى "لواء الانقلابات" حيث خرجت منها القوَّة العسكرية التي نفذت معظم الانقلابات المعروفة في سورية في ستينيات القرن الماضي، ونظرًا لتخوف النظام من أن يحرك تاريخها في نفوس العاملين فيها، عمل على ضبطها بطرق عديدة.

ووفق "حوراني" فإنَّه تم تعيين غالبية قادتها الضباط من الطائفة "العلوية"، حيث قصّ ضابط برتبة نقيب كان يرأس سرية الاستطلاع في الفرقة خلال مهمة فيها ما يعانيه بقوله: "مخنوق خنق أنا هون وحداني واليوم الذي لا أحتك به مع أحدهم رغم أنه لا يأتي إلا كل عشرة أيام هو عيد، تلطيش حكي وبيع وطنيات ع كتافي".

وتابع، "إضافة إلى تكثيف لجان التفتيش التدريبية والأمنية التي تتفقد أحوال الفرقة، وإغراء قادتها من الصف الأول وكسب ولائهم من خلال إغرائهم بمناصب أعلى من قيادة الفرقة، فمثلًا تم تعيين قائدها علي أيوب، رئيسًا لهيئة أركان جيش النظام، ونُقل رياض حداد، منها إلى الإدارة السياسية وهو برتبة عميد ليصبح مديرًا لها".

وأضاف، "منها تم تعيينه سفيرًا للنظام في روسيا، وتعيين زهير الأسد قائدًا لها، في الوقت الذي لم يسمح للواء عزام المصري -من أبناء مدينة حمص- الذي تقلَّد مناصب قيادية فيها، أن يكون على رأسها رغم كفاءته وخبرته العسكرية المشهود لها من قيادة النظام، حيث نُقل إلى الفرقة الثامنة عشر ليكون قائدًا لها، ومنها إلى إدارة الدفاع المدني ليُسرح من هناك".

"الفرقة الأولى" اليوم، هي أثر بعد عين فارغة من العتاد والرجال، فلا ألوية ولا كتائب ولا سرايا، وهياكلها التنظيمية موجودة على الورق فقط، وربّما لم يعد تاريخها يخيف النظام، وربّما سيطرة الإيرانيين وحزب الله على أماكن انتشارها الجغرافي في المنطقة الجنوبية، رفع عن النظام حملًا كان ينوء بحمله ويُشكل له هاجسًا يؤرقه.

اقرأ أيضًا: لاجئون سوريون في تركيا يساندون أهالي إدلب بالعيد على طريقتهم

يُذكر أن الولايات المتحدة الأمريكية فرضت الأربعاء، الحزمة الثانية من العقوبات على نظام الأسد بموجب قانون "قيصر"، طالت أربعة أشخاص و11 كيانًا، بينهم حافظ بشار الأسد، ورجل الأعمال وسيم القطان، والفرقة الأولى في جيش النظام، كما توعدت بفرض المزيد من العقوبات خلال الأسابيع القادمة.

شاهد إصداراتنا