الأربعاء 03 ابريل 2024
20°اسطنبول
27°أنقرة
31°غازي عنتاب
26°انطاكيا
29°مرسين
20° اسطنبول
أنقرة27°
غازي عنتاب31°
انطاكيا26°
مرسين29°
34.44 ليرة تركية / يورو
40.21 ليرة تركية / جنيه إسترليني
8.78 ليرة تركية / ريال قطري
8.53 ليرة تركية / الريال السعودي
31.98 ليرة تركية / دولار أمريكي
يورو 34.44
جنيه إسترليني 40.21
ريال قطري 8.78
الريال السعودي 8.53
دولار أمريكي 31.98

"رويترز" تكشف في تقرير لها خفايا دقيقة حول خلاف الأسد ومخلوف

14 اغسطس 2020، 02:44 م
رامي مخلوف وبشار الأسد
رامي مخلوف وبشار الأسد

كشفت وكالة "رويترز" في تقرير لها، الأسباب التي أدت إلى تفاقم الخلافات بين رجل الأعمال السوري رامي مخلوف، وابن عمته بشار الأسد.

ونقلت الوكالة عن أكثر من 30 مصدراً من بينهم مقربون من عائلتي الأسد ومخلوف ورجال أعمال محليون ومسؤولو مخابرات غربيون رفض كثير منهم نشر أسمائها لحساسية الموضوع: أن "مخلوف أبقى بعض ثروته بعيداً عن أنظار بشار اﻷسد، بينما كان يوسع إمبراطوريته على مدى عقدين".

وأضافت المصادر أن الأسد أصدر تعليماته لمدير المخابرات في مايو/ أيار 2019 بتعقب ثروات مخلوف المخبأة في الخارج والتي تقدر بمليارات الدولارات".

وتابعت "أصبح بعد عقد من الحرب في أمس الحاجة إلى السيولة لدرجة أن مصرف سوريا المركزي استدعى في سبتمبر/ أيلول 2019 كبار رجال الأعمال السوريين إلى اجتماع وأمرهم بتسليم بعض ثرواتهم".

وقال شخص على صلة بعائلة الأسد: إن "مخلوف كشف على الملأ الانقسام داخل النظام".

وأوضح التقرير أن الترتيبات المالية بين عائلتي الأسد ومخلوف بدأت مع الآباء حين استولى حافظ الأسد على السلطة في انقلاب عسكري عام 1970.

ولجأ إلى محمد والد مخلوف لإدارة الأموال التي تدرها الصناعات التي تسيطر عليها الدولة وعمولات العقود، كان محمد، المعروف بلقب أبو رامي، يتمتع بمهارات مالية يفتقر إليها حافظ.

ونقل التقرير عن "جوشوا لانديس" وهو متخصص في الشؤون السورية ورئيس مركز دراسات الشرق الأوسط بجامعة أوكلاهوما "كان جانب مخلوف بشكل عام أفضل تعليماً وتمرساً، ومن ثَم كان بوسعه المساعدة في الشؤون المالية، وهو أمر لم تكن عائلة الأسد بارعة فيه ولم تتلقَّ التعليم له... كما أنهم كانوا (عائلة مخلوف) أفضل في التعامل مع أهالي دمشق وحلب الذين يهيمنون على الاقتصاد السوري".

وحصد مخلوف الأب ثماراً كبيرة من هذه العلاقة ففي السبعينيات من القرن الماضي، عُيِن رئيساً للمؤسسة العامة للتبغ التي كانت تحتكر الصناعة في سوريا، وبعد عقد من الزمان، وسع مصالحه التجارية بصفته رئيساً للبنك العقاري المملوك للدولة، ولعب دور الوسيط للعقود الحكومية.

ومضى التقرير بالقول: "نشأ الأبناء معاً وكانوا مقربين وقال أحد شركاء مخلوف السابقين: إنه عندما كان رامي مخلوف شاباً اعتاد الذهاب إلى مسكن الأسد وكان يفتح الثلاجة مثل أي فرد من أفراد الأسرة".

وقال أيمن عبدالنور الذي التقى بالاثنين عندما كانا طالبين وهو مدرس بجامعة دمشق: إن مخلوف والأسد كانا مقربين لدرجة أن سلوكياتهما كانت متشابهة، مضيفاً: "كان رامي يجلس هادئاً للغاية مثل بشار لقد تطبع بشخصيته لأنهما تربيا معاً".

وقد تمتعت سوريا بنمو اقتصادي سريع في أوائل العقد الأول من القرن الحالي، وازدهرت أعمال مخلوف وكانت جوهرة التاج هي شركة الاتصالات "سيريتل"، ووفقاً لمخلوف فقد نمت الشركة من بضع مئات الآلاف من المشتركين إلى 11 مليون مشترك، وقال لانديس "حوّل رامي سيريتل إلى شركة متطورة يتطلع الكثير من أفضل وأنبغ العقول في سوريا للعمل فيها".

وعندما خرج المتظاهرون إلى الشوارع للمطالبة بإسقاط الأسد عام 2011، كانت هتافاتهم موجهة أيضاً ضد "اللص" مخلوف، ومع تحول الانتفاضة الشعبية إلى حرب ثم إلى صراع متعدد الأوجه، ساعد مخلوف في دعم حملة الأسد العسكرية بالوقود والواردات الأخرى.

وقالت أكثر من عشرة مصادر مطلعة: إن مخلوف كان يعمل على تعزيز أوضاعه من وراء ظهر الأسد، وقال مصرفي وشريك تجاري سابق: إن مخلوف أنشأ شبكة من شركات الواجهة، بعضها في لبنان، حيث حقق مكاسب خاصة منفصلة عن الأموال التي طلب الأسد وضعها في ملاذات آمنة نيابة عن الأسرة الحاكمة.

ومع انهيار الاقتصاد، بات الأسد عازماً على استعادة مليارات الدولارات التي يحتفظ بها مخلوف في شركات خارجية، حسبما قالت أكثر من عشرة مصادر، وتشمل هذه المصادر أشخاصاً من ذوي النفوذ في المجتمع المالي السوري، ومسؤولاً على صلة بحكومة الأسد ومصادر استخبارات غربية.

وفي صيف عام 2019، التقى الأسد وشقيقه ماهر رئيس الحرس الجمهوري، الذي يدافع عن مقر حكم الأسد في دمشق، مع علي مملوك مدير جهاز مخابرات النظام المعروف باسم إدارة المخابرات العامة، وقال "شخص متحالف مع النظام ومصدر استخباراتي غربي تم اطلاعه على الاجتماع": إن "عائلة الأسد طلبت من مملوك في ذلك الاجتماع تعقب ثروة مخلوف في الخارج".

وأضاف المصدر الاستخباراتي الغربي: "كان الوقت قد حان لترتيب البيت الآن بعد أن خفت الضغوط الأمنية عن النظام في أعقاب احتواء المعارضة".

وقد "ظهر أول المؤشرات على سقوط مخلوف في ديسمبر/ كانون الأول 2019، عندما اتهمته مديرية الجمارك السورية وبعض رجال الأعمال الآخرين باستيراد بضائع دون التصريح بقيمتها الحقيقية، وجمد الأمر الذي اطلعت عليه "رويترز" أصول مخلوف وزوجته ووقَّعه وزير مالية النظام السوري وقال مخلوف منذ ذلك الحين: إنه دفع 7 مليارات ليرة سورية (3 ملايين دولار) لتسوية النزاع".

وبحسب التقرير فإن "الأموال التي جمعها مخلوف في الخارج، وتقدرها مصادر في مجتمع الأعمال السوري بأكثر من 10 مليارات دولار، لها وزن اقتصادي حقيقي، وقال دبلوماسي غربي: إن "استعادة هذه الأموال تمثل أهمية وجودية للنظام السوري".

وأضافت المصادر: "على الرغم من إذعانه في مسألة الخلاف الجمركي، إلا أن مخلوف قاوم فكرة التنازل عن ممتلكاته الهائلة"، وقال مصرفيون وشركاء أعمال مطلعون على الأمر إنه أبلغ اﻷسد بأن "يسعى للحصول على الدولارات من مكان آخر ومن أباطرة آخرين".

وقال مصرفي في دمشق مطلع على الأمر: إن موظفي شركة "سيريتل" استُجوبوا بشأن تحويل الأموال إلى شركات واجهة أنشأها مخلوف في الجزر العذراء البريطانية وجزيرة جيرزي وحول تفاصيل الشركات الخارجية التي وقعت صفقات إدارة مع سيريتل.

اقرأ أيضاً: "غوغل بلاي" يعاقب المصرف المركزي التابع لنظام الأسد

ووفقاً لـ"زميل عمل سابق" لمخلوف فإن "سنوات من عمل اﻷخير كحارس موثوق به للأموال وأميناً لصندوق أسرة اﻷسد جعلت مخلوف يشعر بأنه شريك، وكان مخلوف يقول لأبناء عمومته (عائلة الأسد) "نحن شركاء" وأحس بصدمة عندما قالوا له الآن "لا أنت تخدمنا فحسب".

ومن بين مصالح مخلوف خارج سوريا، كانت هناك شركة محاماة في بيروت تسمى شركة الشرق الأوسط للقانون (ش.م.ل) وتُظهر البيانات المتاحة علناً أن مخلوف وشقيقه وشركاءه اللبنانيين أسسوا الشركة عام 2001، وبحسب السجل التجاري اللبناني، تواصل الشركة عملها وتشمل أنشطتها إدارة الشركات داخل لبنان وخارجه ومعاملات التجارة الخارجية.

وقال زميل عمل سابق لديه معرفة مباشرة: إن مخلوف أنشأ كيانات في جزيرة جيرزي والجزر العذراء وقال الشريك السابق، وهو مساهم في شركة الشام القابضة التي يملكها مخلوف، وهي شركة تطوير عقاري "كان مخلوف يشتري إمدادات ومعدات للحكومة من الشركات التي يمتلكها في نهاية المطاف، وكان يؤسس هذه الشركات الوهمية التي تتولى التوريد".

و"قدّر شركاء أعمال سوريون ثروة مخلوف الشخصية بما يتراوح بين 5 مليارات دولار و15 مليار دولار، ولا يزال حجمها الحقيقي سراً خافياً".

وأوضح التقرير أن اقتصاد نظام الأسد بات منهاراً، و"بينما دعمت روسيا الأسد عسكرياً وبإمدادات غذائية، فإن تدخلها لم يكن بالمجان؛ إذ يتعين على النظام أن يدفع مقابل معظم القمح الروسي الذي يستورده وكذلك شراء الأسلحة، وفي الأشهر الأخيرة أدت أزمة مصرفية في لبنان إلى قطع مصدر حيوي للدولارات عن النظام؛ ما أسفر عن تفاقم الصدمة الاقتصادية وتدهور العلاقات المالية المتوترة بالفعل بين الأسد ومخلوف".

يُذكر أن مخلوف أرسل عدة رسائل مصورة للأسد نشرها على صفحته في "فيسبوك" حذره فيها من تبعات سياسته، وعرض عليه التوصل لحل وسط إلا أن أجهزة أمن نظام الأسد واصلت اعتقالاتها لموظفي شركات مخلوف وأصرت على شروطها.

شاهد إصداراتنا: