كشف مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية في تقرير لها، عن انتشار واسع لفيروس كورونا بمناطق سيطرة نظام الأسد في سوريا.

وأشارت المجلة إلى تذمر السكان من صدقية أرقام حكومة الأسد من خلال تشبيههم لأخبار الفيروس وانتشاره بـ"أخبار سعر صرف الليرة السورية أمام الدولار صعوداً وهبوطاً"، وفقاً لترجمة "عربي21".

وقال التقرير: إن "سوريا التي تعاني من العقوبات والأزمة الإقتصادية، تعيش وسط انتشار واسع لفيروس كورونا الذي لا يعترف به النظام، الذي يحاول إنكار وجوده مدفوعة بدوافع مصلحية أكثر مما تبدو على السطح".

ولفت التقرير إلى قصة وأسلوب دفن النظام لموتى كورونا، مشيراً إلى قصة أنس العبد الله "اسم وهمي"، الذي عانى مساء 20 تموز/يوليو الماضي، وأدخل مستشفى المجتهد في العاصمة دمشق، وتوفي بعد ساعات من وصوله، ودفن سريعاً بمقبرة نجها بالصحراء القريبة من دمشق.

وأشار التقرير إلى أن هذه المقبرة بات يعتمدها النظام على ما يبدو لدفن موتى كورونا، وهي كذلك معدة لدفن مئات الآلاف من ضحايا السجون، وذلك بحسب صور التقطتها الأقمار الإصطناعية وكذا مواقع التواصل.

وبحسب أرقام حكومة الأسد فقد ثبتت إصابة 2.300 شخص فيما مات أقل من مئة شخص، ولكن هذه الأرقام ليست سوى عشر الحجم الإجمالي للإصابات، وذلك حسب شهادات أعداد من السوريين، بمن فيهم عائلات يعتقد أن أفراداً منها ماتوا بسبب كورونا، إضافة لأعداد خافت عائلاتهم الإبلاغ عن إصابتهم.

وقال التقرير إن عمالاً في الصحة اشتكوا من غياب المتابعة والنقص الحاد في مواد السلامة لحماية أنفسهم ومرضاهم، لافتاً إلى أن "ست شخصيات بارزة بدمشق وثلاثة رموز إعلامية وقاضيين وعدداً من أعضاء لجنة إعداد الدستور جاءت نتائج فحوصهم إيجابية".

وكدليل على عدم قدرة النظام على التحكم بالفيروس، أعلن الأردن عن إغلاق المعبر الحدودي الذي يبعد 70 ميلاً عن دمشق، وجاء القرار بعد زيادة حالات الإصابات القادمة من سوريا، وتعكس التصريحات خوفاً من الدولة في ذهن الكثير من السوريين الذين عانوا لوقت طويل من قمعها.

اقرأ أيضاً: "أحمد" لاجئ سوري هرب بعائلته إلى لبنان لحمايتها فخسرها بانفجار بيروت

ونقلت المجلة عن مصدرين قولهما إن المناطق المحيطة بدمشق تنتشر فيها عناصر الحرس الثوري الإيراني ومقاتلي حزب الله اللبناني، ويقول التقرير إن التكتم على الأعداد الحقيقية من المصابين هي محاولة لإنقاذ سمعته بين الموالين له وعدم تعريض علاقاته مع رعاته في إيران للخطر.

ويخشى الكثير من السوريين تبني النظام "حصانة القطيع" كسياسة غير معلنة، ولم يعد السوريون المنهكون والباحثون عن طرق لتوفير لقمة العيش لعائلاتهم ينتظرون مساعدات لن تأتي وأصبحوا قدريين.

شاهد إصداراتنا: