أقدمت امرأة على الانتحار بتناول كمية سم، في منطقة أطمة شمال محافظة إدلب شمالي سوريا، وطالبت مجموعة ناشطات في المحافظة بمحاسبة زوج الامرأة كمتهم بالتسبب في وفاتها.

وأفادت مصادر محلية بأن المتوفية هي ميساء درباس (33 عاماً)، من سكان قرية ركايا سجنة جنوبي إدلب وتعمل معلمة في مدرسة أطمة الريفية.

واتهمت مجموعة ناشطات، تحت اسم "صوتك ثورة مستمرة" "أحمد درباس" بتعنيف زوجته "ميساء" وإبعاد أطفالها عنها، ما دفعها لإنهاء حياتها بتناول كمية من السم.

وأضافت في بيان أمس الأربعاء، أن "صديقات المتوفية في المدرسة أشرن إلى أنها كانت تأتي مؤخراً وعلى وجهها أثار تعنيف لكنها كانت ترفض الإفصاح عن أسبابه".

واعتبرت مجموعة الناشطات زوج "ميساء" المتهم الأول بالتسبب في وفاتها، وطالبت من وصفتهم بالمسؤولين في منطقة أطمة بالتحرك لمحاسبته.

وأوردت الصحفية السورية زينة أرحيم قصة المرأة في منشور على صفحتها في فيسبوك، الخميس، بأن "ميساء درست تاريخ وتخرجت من معهد الفنون النسوية لتتزوج ابن عمها الذي كان يضربها لأي سبب، ومسح شخصيتها بحسب شهادة رفيقتها المُقرّبة".

وأضافت أنها "نزحت من قرية الركايا بريف إدلب الجنوبي إلى أطمة بشمالها مع عيلتها لتبحث عن الأمان، وتحدثت لرفيقتها أنها بمرة كانت ستموت لضربها زوجها بمفك البراغي على ظهرها، كما لم يسلم الولاد  من ضربه".

وتابعت "بأول هذا الأسبوع قرر زوجها يأخد الولاد ويطردها إلى بيت أهلها، الذين لم يدافعوا عنها بحكم القرابة بين العائلتين".

وأشارت إلى أن "ميساء قبل يومين عادت من دوامها المدرسي، حاولت تأخذ ولادها، ما رضي زوجها، فذهبت إلى بيت أهلها وشربت ثلاث حبات غاز (سم فيران)، وماتت".

من جهتها، الناشطة الإدلبية سلوى عبد الرحمن كتبت على صفحتها في فيس بوك، "قتلت نفسها ميساء لتصرح عن أسباب قدومها المتكرر للمدرسة وآثار الضرب على وجهها (بشهادة صديقاتها بالمدرسة) وهي تتعب من الخروج صباحاً للمدرسة مشياً على الأقدام فزوجها لا يريد أن تستقل أي عربة ولا يريد أن يوصلها".   

وقالت المذيعة في إذاعة "هوا راديو الكل"، يارا جلال عبر منشور في صفحتها: "في ألف ميساء في هذا العالم، وألف قصة ستتكرر متل قصتها إذا ما كان في حماية وضمان لكرامة المرأة، الكرامة يا عالم الكرامة".

بدورها تحدثت إيناس عبد العزيز، عن ركيزتين في المجتمع يرتكز عليهما عند أخد أي قرار، هما العادات والتقاليد والقانون (لا حدا يقلي على الدين لأنه لو الدين بيتطبق صح ما كنا شفنا هالقرف هاد)".

وأدانت الناشطات "محاولة لتشويه سمعتها من أهل زوجها بما ليس فيها، واتهامها بأنها ليست المرة الأولى التي تقدم فيها على الانتحار" قائلة: إن "تشويه السمعة هو حال جميع المعنفات من النساء اللواتي يتحولن من ضحية عنف وقهر إلى مجرم خالف عادات المجتمع".

اقرأ أيضاً: جريمتا قتل منفصلتان بريف إدلب والجناة "أب وزوجة"

شاهد إصداراتنا