الإثنين 04 مارس 2024
20°اسطنبول
27°أنقرة
31°غازي عنتاب
26°انطاكيا
29°مرسين
20° اسطنبول
أنقرة27°
غازي عنتاب31°
انطاكيا26°
مرسين29°
34.06 ليرة تركية / يورو
39.73 ليرة تركية / جنيه إسترليني
8.62 ليرة تركية / ريال قطري
8.37 ليرة تركية / الريال السعودي
31.39 ليرة تركية / دولار أمريكي
يورو 34.06
جنيه إسترليني 39.73
ريال قطري 8.62
الريال السعودي 8.37
دولار أمريكي 31.39

وفد "بثقل دولة".. محللون يكشفون لـ"آرام" مهمة الروس الخاصة بزيارتهم للأسد

08 سبتمبر 2020، 10:50 م
وفد "بثقل دولة".. محللون يكشفون لـ"آرام" مهمة الروس الخاصة بزيارتهم للأسد

بسام الرحال

صحفي سوري

08 سبتمبر 2020 . الساعة 10:50 م

حملت زيارة الوفد الروسي رفيع المستوى إلى العاصمة دمشق برئاسة وزير الخارجية سيرغي لافروف ونائب رئيس الوزراء يوري بوريسوف، العديد من التساؤلات حول طبيعة المهمة التي كُلّف بها الوفد، والذي وصفه متابعون للشأن السوري أنه وفد "بثقل دولة".

استعرضت "آرام" رأي العديد من المحللين المهتمين بالشأن السوري، الذين أشاروا إلى أن الزيارة تحمل العديد من التوجيهات لنظام الأسد حول عدة ملفات، أبرزها ملف إدلب واللجنة الدستورية والوجود الإيراني، إضافة للتأكيد على المصالح الروسية التي تراها فاتورة حربها إلى جانبه طيلة السنوات الماضية.

ورأى الباحث عباس شريفة في تصريح خاص لـ"آرام"، أن "زيارة لافروف لدمشق لا تعتبر تغييراً إيجابياً في الموقف الروسي من الأسد، ولا لتحقيق حل سياسي مقنع للشعب سوري".

وأضاف أن "الزيارة تشير إلى أنها تهدف إلى تقديم المزيد من الدعم والتنسيق لنظام الأسد، وتمسك روسيا بشكلية الحل السياسي الذي يضمن مصالحها الاقتصادية والأمنية والاستراتيجية في سوريا، والمرتبطة أساساً ببقاء نظام الأسد الذي أبرم مع روسيا العديد من العقود والصفقات الاقتصادية".

واستدل شريفة على ذلك "بمستوى الزيارة بما ضمه الوفد الروسي من وزير الخارجية ونائب رئيس مجلس الوزراء الروسي، ومكان الزيارة في دمشق والوفد الأمني والاقتصادي المرافق مع لافروف والتصريحات التي أطلقها لافروف ضد الغرب وسياسته في سوريا واعتبار النظام منتصراً في معركته".

وقال الباحث السوري: "لا شك أن هناك بعض المواقف الروسية لا تعجب نظام الأسد، مثل قضية الالتزام مع تركيا باتفاق موسكو بخصوص إدلب والميل إلى التهدئة، وتنفيذ الاتفاقات المتعلقة بأمن طريق (M4)، وعزل المعارضة المعتدلة عن الفصائل الإرهابية بينما يفضل النظام الحل العسكري".

وتابع "وكذلك موقف روسيا من قوات سوريا الديمقراطية، حيث تميل روسيا للتفاهم معهم وإعطاءهم بعض المكاسب من أجل سحب هذه الورقة من يد الولايات المتحدة الأمريكية، بينما يرغب النظام ببسط سيطرته على كامل منطقة الجزيرة وشرقي الفرات".

وأكد شريفة على أن الموقف الروسي يبدو للآن متمسكاً ببقاء نظام الأسد واعتبار عمل اللجنة الدستورية بسقفه الزمني الفتوح هو بديلاً عن هيئة الحكم الانتقالي، وعدم ممانعة روسيا بترشح بشار الأسد للانتخابات الرئاسية القادمة.

من جهته، قال الصحفي فراس ديبة: إن "لافروف حمل نصائح ورسائل إلى بشار الأسد من أجل عدم ذهاب الملف السوري إلى حيث لا تريد روسيا، أبرزها حل مسألة النفوذ الإيراني في سوريا، والتي تتطلب خروج إيران بالكامل من الجنوب السوري بناء على طلب الولايات المتحدة وإسرائيل".

وأضاف أنه "من الرسائل التي حملها لافروف أيضاً هي ملف إدلب، حيث يطلب بوتين من بشار التهدئة لعدم الإنجرار أمام مواجهة جديدة، وذلك لتبرير العمل على تفعيل مسألة إعادة الإعمار في سوريا".

وأكد ديبة على أن الوضع بإدلب سيبقى جامداً لفترة لا بأس بها، بسبب ترابط ملف إدلب مع الوجود الإيراني بالجنوب واللجنة الدستورية، وفي حال أراد بشار الأسد الذهاب عكس رغبات روسيا فإننا سنكون أمام مواجهة جديدة في إدلب.

وتسعى روسيا إلى تفعيل ملف إعادة الإعمار لتجني الأرباح الاقتصادية لمشاركتها في الحرب السورية، بحسب ديبة، وهذا الأمر يرتبط بمسألة تطبيق القرار الأممي 2254، ويتطلب تفعيل عمل اللجنة الدستورية التي يعطلها وفد النظام بسبب كسب الوقت للوصول إلى الانتخابات الرئاسية في العام المقبل.

وهذا ما حمله لافروف الأسد بهدف الحصول على ملف إعادة الإعمار، وإلا انتخابات 2021 ستكون باطلة في نظر المجتمع الدولي ولن يتم تفعيل ملف إعادة الإعمار، وسيؤدي إلى مشكلة لاحقة قد تضطر النظام وروسيا إلى إجراء انتخابات رئاسية بعد عام 2021 بفترة قصيرة، وفقاً للباحث فراس ديبة.

وشدد الباحث على أن روسيا لا يهمها بشار الأسد كشخص، وإنما يهمها كضامن لمصالحها وكرئيس ضعيف تابع للقيادة الروسية التي تتقصد إهانته بكثير من المواقف، لكنها ستتخلى عنه إذا ضمنت مصالحها التي تحصل عليها بوجوده.

أما الباحث في مركز "جسور" للدراسات، وائل علوان، فقد لفت إلى أن زيارة لافروف إلى بشار الأسد بهذه السرعة وبوقت قصير لابد أنها لأمر سياسي ضمن برنامج تعمل عليها روسيا ضمن تفاهماتها الإقليمية والدولية.

وأوضح علوان أن هذه التفاهمات تصل إلى نظام الأسد على شكل توجيهات وهي جزء من المسار السياسي البطيء والحذر الذي تسير به موسكو وتراعي فيه التوجه الأمريكي.

وقال: "هناك وفد متعدد فيه رئيس الوزراء، والذي التقى بنظيره السورية، وكان هناك جملة من المكتسبات الاقتصادية الكبيرة بما في ذلك توسيع القواعد البحرية وتوسيع النفوذ والمشاريع الروسية في سوريا، وهذا استحقاق تراه روسيا في مقابل دعمها لنظام الأسد".

 وحول مسألة مصير بشار الأسد قال علوان: إنه "ليس هناك توافق روسي أمريكي على إزاحة بشار الأسد، وإنما هناك توافق على إبقاء صوري له في مرحلة معينة تضمن من خلال ذلك موسكو شرعنة كل التفاهمات والمكتسبات التي تبرمها مع النظام".

وأردف "روسيا لا تريد أن يزال بالطريقة الثورية، ولا أن يزال كمدان ومجرم فيؤثر على مصالحها بسوريا"، مرجحاً أن يكون هناك تقليص صلاحيات نفوذ بشار الأسد ضمن التفاهمات الروسية الأمريكية للحل السياسي.

في حين أشار العلوان إلى مصير إدلب بالقول: إن "التفاهمات التركية الروسية في أفضل حالاتها، واتفاق آذار/ مارس الماضي لا زال قائماً وهذا ما أكده لافروف".

واستدرك "هناك مناوشات محدودة تجري، لكن خطوط التماس تم الحفاظ عليها بشكل كامل لمدة 6 أشهر وهذا جديد على الخارطة السورية منذ بداية الصراع المسلح مع النظام تدخل الأطراف الدولية"، متقوقعاً أن تبقى ادلب بوضع الهدوء وأن يُحافظ على إطلاق النار فيها.

اقرأ أيضاً: روسيا تسلّم نظام الأسد سلاحاً متطوراً لمواجهة الدبابات التركية

وتأتي زيارة الوفد الروسي في ظل تحركات دبلوماسية يشهدها الملف السوري، إذ شهد الأسبوع الماضي عقد اجتماعات بين ممثلي المعارضة السورية وعدد من مسؤولي الدول اللاعبة في الملف السوري.

كما تأتي بعد نحو عشرة أيام من انتهاء الجولة الثالثة من اجتماعات اللجنة الدستورية في جنيف، وسط حديث إيجابي عن أهمية الجولة.

ودعمت روسيا نظام الأسد، خلال السنوات الماضية، سياساً واقتصادياً وعسكرياً، بذريعة "مكافحة الإرهاب" والتصدي لما يصفه نظام الأسد بـ "المؤامرة".

وبدأت خلال عام 2019، بالبحث عن فاتورة تدخلها ودعمها، فوقّعت مع النظام عدة اتفاقيات في قطاعات حيوية وسيادية في الدولة، مثل استخراج الفوسفات والتنقيب عن النفط والغاز وإنشاء صوامع قمح، وسعت إلى توقيع اتفاقيات من أجل توسيع سيطرتها على شواطئ البحر الأبيض المتوسط.

شاهد إصداراتنا: