عائشة صبري - آرام

تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي خلال اليومين الماضيين، صورة لطفلة صغيرة تقوم برفع كرتونه على رأس أبيها وهو يقود دراجته النارية، وذلك حرصاً منها على حمايته من أشعة الشمس مع ارتفاع درجات الحرارة.

الصورة تفاعل معها العديد من النشطاء لتسليط الضوء على حنان الطفلة "هبة أحمد يوسف الزقاق" 12 عاماً، لا سيما أنَّها تعاني من ضعف في السمع وتحتاج لسماعة أذن، الأمر الذي سارع فيه أصحاب الخير إلى تلبية هذه الحاجة بشكلٍ عاجلٍ.

والد الطفلة أحمد الزقاق، قال في تصريح لشبكة "آرام" الأربعاء: إنَّ "هبة عندما بدأت تشتكي من ضعف السمع على خلفية تأثرها بأصوات الانفجارات خلال حملة القصف على جنوب إدلب العام الماضي، أخذها إلى الطبيب لكن ضعف الإمكانيات المادية جعله يُقصّر بالعلاج حتى ذهب السمع تدريجياً".

وأضاف "وفي آخر معاينة أكد الطبيب أنه لا يوجد علاج سوى سماعة أذن أو عمليات جراحية خارج سوريا، لكنه بات مديوناً بأكثر من 1500 دولار أمريكي، ولم يعد يجد أحد يستلف منه كما أنه لا يعمل حالياً بعد أن كان يعمل أستاذ مدرسة".

وأشار إلى أن "إدارة المخيم ليس لديها الطاقة لاستيعاب كافة حاجيات النازحين نظراً لكثرة عددهم فهي تقدم الشيء الرمزي والبسيط لهم"، حسب تعبيره.

وأوضح "الزقاق" أنَّه يعيش مع أربعة بنات، ثلاث منهن أرامل ولديهن أولاد، والبنت الرابعة مطلقة، في مخيم (الضياء 3) قرب مدينة سرمدا شمال إدلب، وذلك بعد نزوحهم من بلدة كفروما جنوب إدلب قبل نحو عام".

ولفت إلى أنَّ "زوجته توفت قبل سنوات بحادث سير وتركت خلفها الطفلة هبة صغيرة حيث تزوج بامرأة أخرى وربّتها"، مبيناً أنَّ هبة تتميز بذكائها، فهي رغم ضعف السمع لديها تتفوق على أقرانها في المدرسة، وهي تتمتع بحنيَّة فائقة إذ تساعده وتعطف عليه كما تعتني بأولاد شقيقاتها البالغ عددهم 16 يتيماً.

من جهتها، منظمة "بنفسج" الإنسانية أعلنت عبر صفحتها في فيسبوك، الأربعاء، أنَّ فريقها وصل إلى الطفلة هبة وعائلتها، وتم توفير احتياجاتهم الأساسية من الغذاء والمأوى مع توفير سماعات طبية لهبة من أجل معالجة نقص السمع لديها مع تأمين مستلزماتها المدرسية.

يشار إلى أن محافظة إدلب تتضمن مئات الحالات الإنسانية التي بحاجة ماسة لعلاج أو الدخول إلى تركيا كون العلاج غير متوفر في الداخل السوري، كان آخرها دخول طفل فاقد للأطراف إلى تركيا.

ودعا فريق "منسقو استجابة سوريا" في بيان له حول الأوضاع الإنسانية والميدانية، المنظمات والهيئات الإنسانية العمل إلى تأمين احتياجات العائدين إلى مناطقهم، إضافة إلى تأمين احتياجات النازحين في مناطق النزوح.

اقرأ أيضاً: امرأة تنتحر في إدلب وناشطات يُدنَّ العنف

صورة الطفلة المتداولة وصورة أثناء فتح علبة السماعة

شاهد إصداراتنا