09 فبراير 2020
حافٍ فؤادي في البطاحِ مُعَرَّى أَفرغْ عليه كآلِ ياسرَ صبرا صُلِّبْتُ فوقَ جذوعِ حبِّكَ لمْ أكنْ جزِعاً ولم أشرحْ بغيركَ صَدرا والطيرُ تأكلُ خبزَها المقسومَ مِن رأسي فتمتلئُ الحواصلُ شعرا أغَداً أرى تأويلَ إقبالي على حوضٍ أراني فيه أعصرُ خمرا أغداً ستبتلُّ العروقُ لخافقٍ ما زال يقبضُ في سبيلكَ جمرا الشوقُ يختصرُ القرونَ، بخفقةٍ أجتازُ أربعةً إليكَ وعشْرا وهواكَ مشطٌ للقلوبِ وقبْلَه كانت خصالُ القومِ شُعْثاً غُبْرا سلْ معشرَ الطلقاءِ أَنفضّوا وهم طُلقا؟ أم ازدادوا بعفوِك أسْرا قرَّنتهمْ بصنائعِ الحسنى وقد عيَّ الفصيحُ وما أثابكَ شكرا ولربما ذُهلتْ هُنودُ وأشفقتْ إذ راجعتْ أُحُدَاً لديكَ وبدْرا أتَلُوكُ من أثَرِ الرسولِ ورَهْطِهِ كَبِدَاً فتَجزيها الهدايةَ أجرا! طأطأتَ في الفتح المبينِ ليَرفعوا هاماتِهم ويقاسموك النَّصرا طهَّرتَهم في كوثرِ الغفرانِ لا تثريبَ فانقلبوا نجوماً زهرا وصفحتَ عن متربِّصٍ بكَ غِيلةً يبغيكَ في البيتِ المحرَّمِ غدرا فمسحتَ مضغةَ قلبِه بيدٍ إذا لمستْ عُبابَ البحرِ يخشَعُ طُرّا ونزعتَ من عينيه خائنةَ الهوى والريبِ حتى أوحَتا لكَ فجْرا واشٍ يقصُّكَ في البطاحِ، حصانُه يعصيه، تمنحُه سِوارَي كسرى ودعاؤكَ النبويُّ تستبقيه كي نلقاهُ في يومِ التغابُنِ ذُخرا اِستمطَروا كِسَفَ السماءِ اسْتعجَلوا سَوطَ العذابِ فكنتَ أرفعَ قَدْرا لم تحتمِلْ غِلّاً تغاضبُهم به rr كلا ولم تُذهِبْ دعاءَك هدرا لو قد رأى موسى صنيعَك ربما لرأى بأنّكَ جئتَ شيئاً نُكْرا حاشاكَ بلْ مهجٌ ضننتَ بها على سقرٍ لتَصبغَها حِجالاً غُرّا كانت تنادي من غيابَةِ يأسِها حتى مددتَ لها الهدى يا بشرى يا من جمعتَ هباءَنا المنثورَ مِن عصفِ الرياحِ ومن ضياعِ الذكرى وبعثتَ من نسْيِ الهوامشِ ذكرَنا لنكونَ في أمِّ الكتابِ ونُقرا كنّا وحوشاً أنت من أنقذتَنا من نابِنا الشرِسِ المعبَّأِ شرّا كنا قرابيناً بمذبحِ جهلِنا فصنعتَ من دمِنا المشرَّدِ عطرا كنا نَدِبُّ على ثرى وثنيةٍ وحميّةٍ خُسْراً يكابدُ خسرا قد لَفَّ خَزْرَجَنا الظلامُ وأوسَنا بَكراً وتغلبَ داحِساً والغَبْرا فأضأتَ حتى صار يبصرُ بعضُنا بعضاً فيا سبحانَ مَن بكَ أسرى ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ كلمات: أحمد الحسين أداء: خالد الدغيم