الجمعة 05 ابريل 2024
20°اسطنبول
27°أنقرة
31°غازي عنتاب
26°انطاكيا
29°مرسين
20° اسطنبول
أنقرة27°
غازي عنتاب31°
انطاكيا26°
مرسين29°
34.44 ليرة تركية / يورو
40.21 ليرة تركية / جنيه إسترليني
8.78 ليرة تركية / ريال قطري
8.53 ليرة تركية / الريال السعودي
31.98 ليرة تركية / دولار أمريكي
يورو 34.44
جنيه إسترليني 40.21
ريال قطري 8.78
الريال السعودي 8.53
دولار أمريكي 31.98

حنينك مفضوحٌ وجرحك واضحُ | أول شهقة للناي | الشاعر وليد الشواقبة

06 مارس 2021

حنينُك مفضُوحٌ وجُرحُك واضحُ وصوتك مجروحٌ وصمتك جارِحُ تُشتِّتُكَ الدُنيا بألفِ متاهةٍ كأنك فيها يا أخا الحُزنِ سائِحُ كأنَّك يا بن الحُزنِ ساقٍ بحانةٍ يُساقِيك كأس الهمِّ غادٍ ورائِحُ كأنَّك يا حُزنَ الكمَاناتِ لم تنَم قريراً فهذا لونُ دمعِك كالِحُ نهاراً تُصلِّيك الجراحُ جنازةً وتسهرُ طولَ الليلِ فيك نوائِحُ لقد مِتَّ قبلَ اليومِ تسعين مرَّةً وها أنت في بحرٍ من الموتِ سابِحُ تُسائلُ : أين الصَّالحون ألم يعُد على هذهِ الأرضُ البغِيَّةِ صالِحُ ؟ ويمتصُّك الأصحابُ والأهلُ سُكَّراً وإن صِحتَ قالوا : إنَّ طعمَك مالِحُ وإن غِبتَ لا شوقٌ إليك ولا جوىً عليك وحيداً في الغِيابِ تُكافِحُ. تصيحُ بمن مرَّوا أمامَك : حاذِرُوا فليس لحُزني يا رفاقُ مكابِحُ وإن عُدتَ تهجُوك الطَّريقُ كأنَّما تعودُ بوجهٍ لم تخنهُ ملامِحُ تقُولُ : إيابي يا طريقُ غنيمةٌ فتهمِسَ في أذنيك " فُقدُك فادِحُ " فتركُضُ نحوَ البَيتِ بابُك مغلقٌ كدفترِ شِعرٍ لم يلامِسهُ فاتِحُ وتنهَرُك الجُدرانُ " قد عُدتَ خاسِراً " وتسألُها : هل عاد قبلي رابِحُ ؟ وأين الَّتي قد أقسَمت لي بِنبضِها ستبقى على عهدِ الهَوى لا تُبارِحُ ؟ لها الحقُّ أن تنأى ، هَواها مُذلَّلٌ ولكنني صعبٌ هوايَ وجامِحُ وأين قَميصي يا جِدارُ وصُورتي وصوتي وأحلامي الصِّغارُ الصَّوادِحُ ؟ لقد كَبروا صارُوا نُصوصاً عصيَّةً على الشَّرحِ مهما خِلتَ أنَّك شارِحُ أنا لعنَةُ المعنَى بجَنبَيَّ شاعرٌ خليعٌ وعُذرِيٌّ وهاجٍ ومادِحُ تُمازِحُني الأقدارُ هل تدرك الَّذي يُكابِدهُ الإنسانُ حين تُمازِحُ ؟! أُصافحُ حظِّي كُلَّ يومٍ وإنَّني لأعرفهُ مُستكبِراً لا يُصافِحُ لكَ اللهُ يا بن الإنكساراتِ لم تزَل على رغمِ هَذا الإنكِسارِ تُسامِحُ لكَ اللهُ يا منفىً يُذبِّحُ رُعبَهُ ويا وطناً كم أرعَبتهُ مذابِحُ ويا مسرَحاً لا يُتقِنُ الزَّيفَ هاجرت جماهيرُهُ فاستقطبتها مسارِحُ ويا قمَراً .. لا غيمةٌ يمَّحي بها ولا نجمةٌ يحكي لها ويُصارِحُ ويا نَهَراً لم يفشِ سرَّ عُبُورِهِ لِيعبُرَ صيَّادون جوعى نوابِحُ حَنانَيك لا تلعَن جراحَك إنَّها أفادتك لمَّا لم تفِدك النصائِحُ يقُولُ لكَ العرَّافُ قلبُكَ كلما ارتديتَ غُموضاً " إنَّ صِدقَك فاضِحُ " فيا مَن نأى عنَّا ستجمعُنا غداً كما فرقتنا قبلَ أمسِ المصالِحُ