الثلاثاء 05 مارس 2024
20°اسطنبول
27°أنقرة
31°غازي عنتاب
26°انطاكيا
29°مرسين
20° اسطنبول
أنقرة27°
غازي عنتاب31°
انطاكيا26°
مرسين29°
34.06 ليرة تركية / يورو
39.73 ليرة تركية / جنيه إسترليني
8.62 ليرة تركية / ريال قطري
8.37 ليرة تركية / الريال السعودي
31.39 ليرة تركية / دولار أمريكي
يورو 34.06
جنيه إسترليني 39.73
ريال قطري 8.62
الريال السعودي 8.37
دولار أمريكي 31.39

مات الذي كان يحميها ويسعدها .. فالدهر من بعده بالفقر أشقاها | امرأةٌ مشرّدة | معروف الرصافي

01 اغسطس 2021

لقيتها ليتني ما كنت القاها تمشي وقد أثقل الأملاق ممشاها أثوابها رثّةٌ والرجل حافية والدمع تذرفه في الخدّ عيناها بكت من الفقر فاحمرّت مدامعها واصفرّ كالورس من جوع محيّاها مات الذي كان يحميها ويسعدها فالدهر من بعده بالفقر أشقاها الموت أفجعها والفقر أوجعها والهمّ أنحلها والغمّ أضناها فمنظر الحزن مشهود بمنظرها والبؤس مرآه مقرون بمرآها كرّ الجديدين قد ابلى عباءتها فانشقّ أسفلها وانشق أعلاها ومزّق الدهر ويل الدهر مئزرها حتى بدا من شقوق الثوب جنباها تمشي بأطمارها والبرد يلسعها كأنه عقرب شالت زباناها حتى غدا جسمها بالبرد مرتجفا كالغصن في الريح واصطكّت ثناياها تمشي وتحمل باليسرى وليدتها حملاً على الصدر مدعوماً بيمناها قد قمّطتها بأهدام ممزّقة في العين منثرها سمبحٌ ومطواها ما أنس لا أنس أنيّ كنت أسمعها تشكو إلى ربّها أوصاب دنياها تقول يا ربّ لا تترك بلا لبن هذي الرضيعة وارحمني وإياها ما تصنع الأم في تربيب طفلتها أن مسّها الضرّ حتى جفّ ثدياها يا ربّ ما حيلتي فيها وقد ذبلت كزهرة الروض فقد الغيث أظماها ما بالها وهي طول الليل باكية والأم ساهرة تبكي لمبكاها يكاد ينقدّ قلبي حين أنظرها تبكي وتفتح لي من جوعها فاها ويلمّها طفلة باتت مروّعةً وبتّ من حولها في الليل ارعاها تبكي لتشكوَ من داءٍ ألم بها ولست أفهم منها كنه شكواها قد فاتها النطق كالعجماء أرحمها ولست أعلم أيّ السقم آذاها ويح ابنتي أن ريب الدهر روّعها بالفقر واليتم آها منهما آها كانت مصيبتها بالفقر واحدة وموت والدها باليتم ثنّاها هذا الذي في طريقي كنت أسمعه منها فأثرّ في نفسي وأشجاها حتى دنَوت إليها وهي ماشية وادمعي أوسعت في الخد مجراها وقلت يا أخت مهلاً أنني رجل أشارك الناس طرّاً في بلا ياها سمعت يا أخت شكوىً تهمسين بها في قالة أوجعت قلبي بفحواها هل تسمح الأخت لي أني أشاطرها ما في يدي الآن استرضي به اللها ثم اجتذبت لها من جيب ملحفتي دراهماً كنت استبقي بقاياها وقلت يا أخت أرجو منك تكرِمتي بأخذها دون ما منٍّ تغشاها فأرسلت نظرةً رعشاءَ راجفةً ترمي السهام وقلبي من رماياها وأخرجت زفرات من جوانحها كالنار تصعد من أعماق أحشاها وأجشهت ثم قالت وهي باكية واهاً لمثلك من ذي رقة واها لو عمّ في الناس حسَنٌ مثل حسّك لي ماتاه في فلوات الفقر من تاها أو كان في الناس انصاف ومرحمة لم تشك أرملة ضنكاً بدنياها هذي حكاية حال جئت أذكرها وليس يخفي على الأحرار مغزاها أولى الأنام بعطف الناس أرملةٌ وأشرف الناس من في المال واساها اشترك معنا في قناتنا وفعل خاصية الجرس ليصلك كل جديد وإن أعجبك الفيديو اضغط إعجاب وشاركنا رأيك وشكراً.. لمراسلتنا عبر الإيميل لاقترحات قصائد وشعراء : [email protected]