22 يناير 2023
" طراز العظمة الذي يتطلبه الشرق في الوقت الحاضر، وفي كل حين، لأن عظمته ليست بالدنيوية المادية، وليست بالأخروية المُعرضة عن الدنيا، وهو زعيم العمل بين العُدْوتين من الدنيا والآخرة، قوّام بين العالَميْن كأحسن ما يكون القوّام " هكذا كان وصف عباس محمود العقّاد للشاعر الإسلامي العالمي محمد إقبال . محمد إقبال أول شاعر يلقب بشاعر الإسلام ، كما كان أول مناد بقيام وطن خاص بالمسلمين في شبه القارة الهندية ، وهو ما تحقق بقيام باكستان بعد وفاته بسنوات . نشأ في رحاب التصوف والاغتباط بنعمة الإسلام فأورثته حبا للرسول صلى الله عليه وسلم ، كان هذا الحب جارفا غامرا، ملك عليه أقطار نفسه واستبد بهواه ، وعصمه من غوائل الحياة الغربية وشرور الحضارة المادية ، يقول عن نفسه : "لم يستطع بريق العلوم الغربية أن يبهر لبي ويُعشِيَ بصري، لأني اكتحلت بإثْمِد المدينة". "إن تربة المدينة أحب إلي من العالم كله". بين يدينا جلسة شعرية جميلة بين شاعرين اقتبسا من كلام محمد إقبال بعض القصائد وقدماها لنا بصورة فنية جميلة .... هنا أدب خالد ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ بدأ الجلسة الشعرية أديبنا المرهف فقال ناقلا عن فيلسوف الإسلام : لا تفش للأنعام أسرار الأسود ولا حديث الصقر للغربان من شاب في نسج الحصير فماله يوما إلى نسج الحرير يدان والذئب يأكل يوسفا خيرا له من أن يباع لتاجر العبدان فيرد عباس على لسان محمد إقبال: أشواقنا نحو الحجاز تـطـلعت كحنين مغترب الى الأوطان إن الطيور وإن قصصت جناحها تسمو بفطرتها إلى الطيران ثم يرد أنس فيقول: أنا أعجمي الدّنّ لكن خمرتي صنع الحجاز وكرمها الفينان إن كان لي نغم الهنود ولحنهم لكنّ هذا الصوت من عدنان فيتابع عباس : أيها المسلم يا نور السماء كيف لا تشرق في أرض البشر؟ أنت سلطان الليالي، لا كما قالت الحمقى : أسير للقـــــــدر ثم يرد أنس فيقول: حديث الروح للأرواح يسري وتدركه القلوب بلا عناء هتفت به فطار بلا جناح وشق أنينه صدر الفضاء ومعدنه ترابي العشق ولكن جرت في لفظه لغة السماء لقد فاضت دموع العشق مني حديثا كان علوي النداء فحلق في ربا الأفلاك حتى أهاج العلم الأعلى بكائي تحاورت النجوم وقلن صوت بقرب العرش موصول الدعاء وجاوبت المجرة علّ طيفا سرى بين الكواكب في خفاء وقال البدر هذا قلب شاك يواصل شدوه عند المساء ولم يعرف سوى رضوان صوتي وما أحراه عندي بالوفاء ألم أك قبل في جنات عدن فأخرجني إلى حين قضائي فيرد عليه عباس شريفة فيقول : هذي الكماة عبادك الأخيار حملوا عناء العالمين وساروا أصحاب سرك والسيادة طبعهم والنور في نظراتهم والنار عزفوا عن الدارين إلا أنهم علم على الدارين لا ينهار ثم يجود أنس فيقول : أنظر إلي فأنت بالجدوى وبالإحسان أوفى إن لم أكن بهداك مفتاحا أكن بحماك سيفا لي محنة من دونها قطع الصخور من الجبال فامنح لفأسي منك حدا ماضيا عند النزال إن كان عمري قد بدا خلوا من المحصول جدبا ما زلت أملك مضغة يدعونها في الحب قلبا أخفيته لأكون فردا في هواك وفي رضاك وعليه خاتم حبك الغالي فليس به سواك كلمات : محمد إقبال أداء : أنس الدغيم - عباس شريفة
