الخميس 04 ابريل 2024
20°اسطنبول
27°أنقرة
31°غازي عنتاب
26°انطاكيا
29°مرسين
20° اسطنبول
أنقرة27°
غازي عنتاب31°
انطاكيا26°
مرسين29°
34.44 ليرة تركية / يورو
40.21 ليرة تركية / جنيه إسترليني
8.78 ليرة تركية / ريال قطري
8.53 ليرة تركية / الريال السعودي
31.98 ليرة تركية / دولار أمريكي
يورو 34.44
جنيه إسترليني 40.21
ريال قطري 8.78
الريال السعودي 8.53
دولار أمريكي 31.98
...

مفهوم التصوف عند الشيخ عبد القادر الجيلاني

03 نوفمبر 2020، 11:06 ص

رسم الشيخ عبد القادر الجيلاني منهجاً متكاملاً للتصوف، يجمع بين العلم الشرعي المؤسس على كتاب الله وسنة رسوله e ، وبين التطبيق العملي والالتزام بالشرع، فقد قال رحمه الله: انظر لنفسك نظر رحمة وشفقة ، واجعل الكتاب والسنة إمامك ، وانظر فيهما واعمل بهما، ولا تغتر بالقيل والقال والهوس ، قال تعالى: { وَمَآ ءَاتَىٰكُمُ ٱلرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَىٰكُمۡ عَنۡهُ فَٱنتَهُواْۚ } تخالفوه ، فتتركوا العمل بما جاء به ، ولا تخترعوا لأنفسكم عملاً وعبادة، كما قال الله عز وجل في حق قوم ضلوا سواء السبيل { وَرَهۡبَانِيَّةً ٱبۡتَدَعُوهَا مَا كَتَبۡنَٰهَا عَلَيۡهِمۡ } وقال: يا قوم انصحوا القرآن بالعمل به، لا بالمجادلة فيه، الاعتقاد كلمات يسيرة والأعمال كثيرة، عليكم بالإيمان به، صدقوا بقلوبكم، واعملوا بجوارحكم، واشتغلوا بما ينفعكم، ولا تلتفتوا إلى عقول ناقصة دنية.

 

-  تعريف التصوّف عند الشيخ:

قال: التصوف هو الصدق مع الحق، وحسن الخلق مع الخلْق (4). وقال: هو تقوى الله، وطاعته، ولزوم ظاهر الشرع، وسلامة الصدر، وسخاء النفس، وبشاشة الوجه، وبذل الندى، وكف الأذى، وتحمل الأذى والفقر، وحفظ حرمات المشايخ، والعشرة مع الإخوان والنصيحة للأصاغر والأكابر، وترك الخصومة، والإرفاق، وملازمة الإيثار، ومجانبة الادخار وترك صحبة من ليس من طبقتهم، والمعاونة في أمر الدين والدنيا. وبين الشيخ عبد القادر الجيلاني أن التصوف يقوم على ثماني خصال:

أ ـ السخاء:

ويجعل القدوة في ذلك، خليل الرحمن إبراهيم عليه السلام الذي اشتهر صلوات الله وسلامه عليه بذلك.

ب ـ الرضا:

ويجعل القدوة فيه إسحاق بن إبراهيم عليه السلام، وكأنه بهذا يشير إلى أنه هو الذبيح، وأن استسلامه لأمر ربه ورضاه كان أبرز صفاته، وهذا القول مرجوح عند أهل السنة والجماعة، فقد ذكر ابن القيم ـ رحمه الله ـ الخلاف في هذه المسـألة، ورجَّح بالأدلة القاطعة والبراهين القوية أن الذبيح هو إسماعيل عليه وعلى نبينا وعلى سائر الأنبياء أفضل الصلاة وأزكى السلام.

ج ـ الصبر: والقدوة في التخلق بهذا الخلق العظيم، أيوب عليه السلام، فقد أثنى الله عليه بقوله: {وَخُذۡ بِيَدِكَ ضِغۡثا فَٱضۡرِب بِّهِۦ وَلَا تَحۡنَثۡۗ إِنَّا وَجَدۡنَٰهُ صَابِراۚ نِّعۡمَ ٱلۡعَبۡدُ إِنَّهُۥٓ أَوَّاب ٤٤}. وذلك لما تحلَّى به من الصبر، لمواجهة تلك الابتلاءات العظيمة، التي لا يكاد يطيقها بشر في جسده وماله وولده.

د ـ الإشارة:

ويذكر أن القدوة فيها هو زكريا عليه السلام، وكأنه يشير بهذا إلى سرعة بديهته، وشدة فهمه وذكائه عليه السلام، فإنه لما رأى أن الله يرزق مريم فاكهة الشتاء في الصيف وفاكهة الصيف في الشتاء، أدرك بفطنته مدى قدرة الله عز وجل، وعدم ارتباطها بالأسباب، وأن الله قادر على أن يرزقه ولداً، ولو كان شيخاً كبيراً قد وهن عظمه، واشتعل بالشيب رأسه مع كبر امرأته، فدعا الله وناداه وقال: {رَبِّ هَبۡ لِي مِن لَّدُنكَ ذُرِّيَّةٗ طَيِّبَةًۖ إِنَّكَ سَمِيعُ ٱلدُّعَآءِ ٣٨}

 

 

هـ التصوّف:

والقدوة في ذلك موسى بن عمران عليه السلام. ولعله أراد بذلك الإشارة إلى الاصطفاء، الذي وقع عليه من الله بقوله عز وجل: {إِنِّي ٱصۡطَفَيۡتُكَ عَلَى ٱلنَّاسِ بِرِسَٰلَٰتِي وَبِكَلَٰمِي}.

و ـ السياحة:

ويذكر أن القدوة فيها هو عيسى ابن مريم عليه السلام.

ز ـ الفقر:

ولا شك أن أعظم الناس اتصافاً بهذا الوصف، وهو الافتقار إلى الله وصدق اللجوء والاعتماد عليه هو خير البشر، وسيد ولد آدم محمد e ، والشواهد على هذا كثيرة جداً في سيرته العظيمة.

والصوفي عند عبد القادر الجيلاني، هو من تحقق من معاني التصوف، حتى صار أهلاً لأن يطلق عليه صوفي في وصفه: صوفي مأخوذ من المصافاة؛ يعني عبد صافاه الله عز وجل، أو من كان صافياً من افات النفس، خالياً من مذموماتها، سالكاً لحميد مذاهبه، ملازماً للحقائق، غير ساكن إلى أحد من الخلائق. ويضع ضابطاً دقيقاً للصوفي فيقول: الصوفي من صفا باطنه وظاهره بمتابعة كتاب الله وسنة رسوله e ويقول: الصوفي، الصادق في تصوفه يصفو قلبه عما سوى مولاه عز وجل، وهذا شيء لا يجيء بتغيير الخرق، وتعفير الوجوه، وجمع الأكتاف، ولقلقة اللسان، وحكايات الصالحين، وتحريك الأصابع بالتسبيح والتهليل، وإنما يجيء بالصدق في طلب الحق عز وجل، والزهد في الدنيا، وإخراج الخلق من القلب، وتجرده عما سوى مولاه عز وجل.

2 ـ العوامل التي أدت إلى تصوّفه:

هناك عوامل عدة أثرت في تكوين شخصية الشيخ عبد القادر الجيلاني منها:

أ ـ نشأته في أحضان أسرة صالحة:

تتألف من والده، الذي كان مشهوراً بالصلاح والعبادة، وحسن السيرة، ووالدته فاطمة أم الخير بنت أبي عبد الله الصومعي، المعروف بالتقوى والورع، وعمته التي كانت على جانب كبير من الخير والصلاح. وقد وصف الشيخ عبد القادر الجيلاني نفسه بقوله: أهَّلني الله عز وجل ببركات متابعتي للرسول e ، وبِرِّي بوالدي ووالدتي ـ رحمهما الله ـ عز وجل، والدي زاهد في الدنيا مع قدرته عليها، ووالدتي وافقته على ذلك ورضيت بفعله، كانا من أهل الصلاح والديانة والشفقة على الخلق.

 

ب ـ اتصاله بالصوفية في بغداد:

فقد شكَّل انتقاله إلى بغداد تطوراً جدياً في حياته، لما واجهه من تغير كبير في البيئة العامة، والحياة الخاصة حيث اختلط بالعلماء والفقهاء، ومشايخ الصوفية، وذلك في قاعات الدروس، ومجالس العلم، ووقف على انتماءاتهم ونشاطاتهم، وتأثر بذلك تأثراً كبيراً، وقد بدأ وقائع دراسته بدراسة الفقه الحنبلي، وقراءة القران الكريم، ثم اتجه بعد ذلك إلى دراسة التصوّف وعلومه، وكان لصحبته للشيخ حماد الدباس الأثر الكبير في تحديد توجيهاته الصوفية.

ج ـ عدم ارتياحه إلى سلوك بعض الفقهاء والوعّاظ في زمانه:

والذين كانت تحكمهم الأهواء والمنافع الشخصية، وكانوا يثيرون الخلافات المذهبية، ويغيّرون انتماءاتهم طبقاً لمصالحهم الذاتية، ممّا عمق قناعته بأن انحراف بعض الفقهاء وتكسبهم بدينهم هو نتيجة حتمية لفراغ قلوبهم من التقوى ومراقبة الله عز وجل، وجعله يسلك طريق التصوف، لكن ثقافته الفقهية الي تستمد أصولها من الكتاب والسنة وهدي السلف الصالح، كان لها الأثر الكبير في سلامته وعبوره ساحل النجاة، وعدم تأثره بالفلسفات وعلوم الكتابة.

 

د ـ المكانة العالية والمنزلة الرفيعة التي كانت للتصوّف في زمانه:

أثرُ الجهود الكبيرة التي بذلها الإمام الغزالي، الذي اشتهر أمره وذاع صيته، في بداية نشأة الشيخ عبد القادر، يُظْهِر تأثر الشيخ عبد القادر في كتابه (الغنية) حيث يظهر التشابه بينه وبين كتاب (الإحياء للغزالي)، وفي نظري أن الشيخ عبد القادر بسط تعاليم الغزالي، ونقَّحها، وزاد عليها وكوّن تياراً إسلامياً متماسكاً، وحوّل هذا التيار إلى عمل جماعي منظم منضبط، واستطاع تكوين صف قيادي مساعد له، ساهم في تشكيل التيار الإسلامي العريض.

3 ـ موقفه من العلم والعمل:

اهتم الشيخ عبد القادر الجيلاني بجانبي العلم النظري، والعملي، وفي هذا المجال قال في نصيحة وجهها إلى بعض طلاّبه: إن أردت الفلاح فاصحب شيخاً عالماً بحكم الله عز وجل، وعلّمه يعلمك ويؤدبك، ويعرفك الطريق إلى الله عز وجل.

ويقول: «إذا لم تتبع الكتاب والسنة، ولا الشيوخ العارفين بها فما تفلح أبداً .

وكان الجانب العلمي موضع عناية الشيخ عبد القادر الجيلاني، فمن وصاياه التي كان يوجهها إلى طلاّبه ومريديه

قوله: «يا غلام تحفظ القران ولا تعمل به، تحفظ سـنة رسوله e ولا تعمل بها. فلأي شيء تفعل ذلك؟

تأمر الناس وأنت لا تفعل، وتنهاهم وأنت لا تنتهي، قال عز وجل: {كَبُرَ مَقۡتًا عِندَ ٱللَّهِ أَن تَقُولُواْ مَا لَا تَفۡعَلُونَ}.

لمَ تقولون وتخالفون أما تستحون؟ لم تدَّعون الإيمان ولا تؤمنون؟!.

ويؤكد على التشبيه السيء للعالم الذي لا يعمل بعلمه بقوله: مثّل الله العالم الذي لا يعمل بعلمه بالحمار فقال: {كَمَثَلِ ٱلۡحِمَارِ يَحۡمِلُ أَسۡفَارَۢاۚ} الأسفار هي كتب العلم، هل ينتفع الحمار بكتب العلم!! ما يقع بيده منها سوى التعب، والنصب.

من ازداد علمه، ينبغي أن يزداد خوفه من ربِّه عز وجل وطواعيته له. يا مدعي العلم أين بكاؤك من خوف الله عز وجل؟ أين حذرك وخوفك؟ أين اعترافك بذنوبك؟ أين مواصلتك للضياء بالظلام في طاعة الله عز وجل؟ أين تأديبك لنفسك ومجاهدتها في جانب الحق وعداوتها فيه؟ أنت همك القميص والعمامة والأكل والنكاح والدور والدكاكين والقعود مع الخلق والأنس بهم.

وكان الشيخ عبد القادر الجيلاني يهتم بالجوانب التربوية كثيراً، إذ إن معظم توصياته لها علاقة مباشرة بالسلوك العملي التربوي، ومن الأمثلة على ذلك تلك الخصال الحميدة، التي وصَّى بها، والتي تحتاج إلى مجاهدة عظيمة، حتى يمكن للإنسان الاتّصاف بها، وهي:

أ ـ ألا يحلف بالله عز وجل لا صادقاً ولا كاذباً، ولا عامداً ولا ساهياً؛ لأنه إذا أحكم ذلك من نفسه وعوَّد لسانه، دفعه ذلك إلى ترك الحلف ساهياً وعامداً، فإذا اعتاد ذلك فتح الله عليه باباً من أنواره، يعرف منفعة ذلك في قلبه، ورفعة درجته، وقوة في عزمه، وفي صبره، والثناء عند الإخوان، والكرامة عند الجيران، حتى يأتمّ به من يعرفه، ويهابه من يراه.

ب ـ أن يجتنب الكـذب لا هازلاً ولا جاداً، لأنه إذا فعل ذلك، وأحكمه من نفسه واعتاده لسانه شرح الله تعالى به صدره، وصفا به علمه، كأنه لا يعرف الكذب، وإذا سمعه من غيره عاب ذلك عليه، وعيَّره به في نفسه، وإن دعا له بزوال ذلك كان له ثواب.

ج ـ أن يحذر أن يَعِدَ أحداً شيئاً فيخلفه، ويقطع العِدَةَ البتة، فإنه أقوى لأمره وأقصد لطريقه، لأن الحلف من الكذب، فإذا فعل ذلك فُتح له باب السخاء، ودرجة الحياء، وأعطي مودة في الصادقين، ورفعة عند الله جلَّ ثناؤه.

د ـ أن يجتنب أن يلعن شيئاً من الخلق، أو يؤذي ذرة فما فوقها، لأنها من أخلاق الأبرار والصديقين، وله عاقبة حسنة في حفظ الله تعالى في الدنيا، مع ما يُدَّخَر له من الدرجات ويُستَنقَذ من مصارع الهلاك، ويسلمه من الخلق ويرزقه رحمة العباد ويقربه منه عز وجل.

هـ - أن يجتنب الدعاء على أحد من الخلق، وإن ظلمه فلا يقطعه بلسانه، ولا يكافئه بقولٍ، ولا فعلٍ، فإن هذه الخصلة ترفع صاحبها إلى الدرجات العلى، وإذا تأدب بها ينال منزلة شريفة في الدنيا والاخرة، والمحبة والمودة في قلوب الخلق أجمعين من قريب وبعيد، وعزَّ في الدنيا في قلوب المؤمنين.

و ـ ألا يقطع الشـهادة على أحد من أهل القبلة، بشرك، ولا كفر، ولا نفاق فإنه أقرب للرحمة، وأعلى في الدرجة، وهي تمام السـنة، وأبعد عن الدخول في علم الله، وأبعد من مقت الله، وأقرب إلى رضاء الله تعالى ورحمته، فإنه باب شريف كريم على الله تعالى، يورث العبد الرحمة للخلق أجمعين.

ز ـ أن يجتنب النظر إلى المعاصي، ويكف عنها جوارحه، فإن ذلك من أسرع الأعمال ثواباً في القلب، والجوارح في عاجل الدنيا، مع ما يدَّخره الله له من خير الاخرة.

ح ـ أن يجتنب أن يجعل على أحد من الخلق مؤنة صغيرة، ولا كبيرة، بل يرفع مؤنته عن الخلق أجمعين، مما احتاج إليه، واستغنى عنه، فإنَّ ذلك في تمام عزة العابدين، وشرف المتقين، وبه يقوى على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ويكون الخلق عنده أجمعين بمنزلة واحدة، فإذا كان كذلك نقله الله إلى الغنى واليقين والثقة به عز وجل، ولا يرفع أحداً سواه، ويكون الخلق عنده في الحق سواء، ويقطع بأن هذه أسباب عز المؤمنين، وشرف المتقين، وهو أقرب باب للإخلاص.

ط ـ ينبغي له أن يقطع طمعه من الآدميين، ولا يطمع نفسه فيما في أيديهم، فإنه العز الأكبر والغنى الخاص، والملك العظيم، والفخر الجليل، واليقين الصافي، والتوكل الشافي الصريح، وهو باب من أبواب الثقة بالله عز وجل، وهو باب من أبواب الزهد، وبه ينال الورع، ويكمل نسكه، وهو من علامات المنقطعين إلى الله U.

ى ـ التواضع ، لأنّ به يُشيَّد محل العابد ، وتعلو منزلته ، ويستكمل العز والرفعة عند الله سبحانه وعند الخلق ، ويقدر على ما يريد من أمر الدنيا والاخرة ، وهذه الخصلة أصل الخصال كلها وفرعها وكمالها ، وبها يدرك العبد منازل الصالحين الراضين عن الله تعالى في السَّراء والضراء ، وهي كمال التقوى والتواضع ، وألا يلقى العبد أحداً من الناس إلا رأى له الفضل عليه ويقول: عسى أن يكون عند الله خيراً مني وأرفع درجة ، فإن كان صغيراً قال: هذا لم يعص الله تعالى وأنا قد عصيت ، فلا شك أنه خير مني ، وإن كان كبيراً قال: هذا عَبَدَ الله قبلي ، وإن كان عالماً قال: هذا أعطي ما لم أبلغ ونال ما لم أنل وعلم ما جهلت ، وهو يعمل بعلمه ، وإن كان جاهلاً قال: هذا عصى الله بجهل ، وأنا عصيته بعلم ، ولا أدري بما يختم لي وبما يختم له.

وإن كان كافراً قال: لا أدري عسى أن يُسْلم فيختم له بخير العمل، وعسى أن أكفر فيختم لي بسوء العمل.

 

المصادر والمراجع:

علي محمد الصلابي، كتاب العالم الكبير والمربي الشهير الشيخ عبد القادر الجيلاني،

 ص45-52

 فتوح الغيب للجيلاني، المقالة السابعة والخمسون ص166.

ذيل طبقة الحنابلة لابن رجب (1/298)