في لحظات الظلام نرتشف نبيذ الفوضى العارمة، من أقداح العدم، نذوق شفاهها العذبة، الهوينى...الهوينى.
في أمسيات الشغب والمجون، نطرب لسكون العالم السجين، نتلذذ بانتفاضة أرواحنا الثائرة التواقة.
بين العتمة والعتمة، نتصفح التفاسير والمعاني القاتمة، بل العميقة المتمنعة.
تحت أضواء الشموع وفي ربوع سكرتنا، بالعربدة ثملين نجيب عن أسئلة حرنا فيها في لحظات صحوتنا.
يقال أن الخمرة تذهب العقل، بل هي تزيل شوائب الفكرة، تمنحها مساحة اللاوعي اللازمة لتتجلى، لتبرز على السطح دون أن تُصنف أو يُحكم عليها.
نحن حتى أمام أنفسنا نخجل من تبني الأفكار أو الدفاع عنها، لكنّ لحظات النشوة تُحفزها وتُقنعنا بها.
ليلة بضوء خافت، موسيقى هادئة وجو رائق، لكن بأفكار صاخبة وعقل مثارٍ متعطشْ.
ليلة خالية من كل شيء، هكذا تبدو من الخارجْ، كرجل منزوع السيجارة، مفتوح القميص، فوضويّ الجلوس، يعاكس الزمان شيب رأسه واللحية، تصفه بالعدمية لكن الداخل يتخبط يموت ويحيا، كتبه صدامية متناقضة، دون هوية ولا هواية.
ليالي الترف هذه ثرية، أبية لا تغريها دعواتي المتكررة، المقود بين يديها والمفتاح في جيبها تقتحم برجي متى ما شاءت هي.