الأحد 05 مايو 2024
20°اسطنبول
27°أنقرة
31°غازي عنتاب
26°انطاكيا
29°مرسين
20° اسطنبول
أنقرة27°
غازي عنتاب31°
انطاكيا26°
مرسين29°
34.92 ليرة تركية / يورو
40.78 ليرة تركية / جنيه إسترليني
8.89 ليرة تركية / ريال قطري
8.62 ليرة تركية / الريال السعودي
32.35 ليرة تركية / دولار أمريكي
يورو 34.92
جنيه إسترليني 40.78
ريال قطري 8.89
الريال السعودي 8.62
دولار أمريكي 32.35

خفايا على أطراف الألسنة

27 مايو 2021، 11:19 ص
خفايا على أطراف الألسنة
خفايا على أطراف الألسنة

ثامر الحجامي

كاتب عراقي

27 مايو 2021 . الساعة 11:19 ص

فنجان قهوة وسيكارة، وتأمل في نجوم ليلة بغدادية، غابت عنها الأضواء بسبب hنقطاع الكهرباء، والتفاتة إلى الشوارع المكتظة بالمارة، بعد أن هجروا بيوتهم يستنشقون نسمات الصيف الحارة، ونسوا أو تناسوا أن "كورونا" تسير بينهم،  وتسريبات من المطبخ السياسي، تجعلك تظن حينها أن.. لا إنتخابات مبكرة!

بعض الساسة في العراق يحتاجون لمن يرمي حجرا في مياههم الراكدة، حتى تظهر نواياهم في فلتات ألسنتهم، فيهرعون إلى التصريح بما يخفونه في قلوبهم، وما يضمرونه من خطط يقف عندها الشيطان مذهولا متسائلا: من أين تعلّموا هذه الحيل؟ وكيف خطرت في بالهم تلك الخدع؟  لكنه حين يعلم أنهم من تجار السياسة التي لا ضابط قانوني فيها ولا التزام دستوري، يقول لهم: ويلكم لقد سبقتموني!

ما إن صرح السفير البريطاني، بأن الأجواء غير مهيئة للانتخابات المبكرة، حتى ظهرت أصوات تطالب بتأجيها أو مقاطعتها تحت ذرائع كثيرة، ربما يكون بعضها واقعيا وحقيقيا، لكن أغلبها لأجل التمسك بالسلطة والبقاء أطول فترة ممكنة، ولو كان على حساب الاستحقاقات الدستورية، وإن إستدعى ذلك إثارة الأزمات والمشاكل والعراقيل، التي تعطل إجراء الانتخابات في موعدها المعلن، بعد أن تم تأجيلها سابقا.

الحكومة من جانبها أعطت تطمينات بأن الانتخابات في موعدها المحدد، لكنها إلى الآن لم تقدم البراهين الحقيقية لالتزامها بهذا الموعد.. فالمتابع للإجراءات الحكومية يرى أنها تسير مثل السلحفاة، وكأنها تريد أن تضع الشارع الراغب بالانتخابات أمام الأمر الواقع، بضرورة تأجيلها إلى العام القادم.

بل ربما سنشهد توترات أمنية في بعض المناطق الرخوة - كما جرت العادة سابقاً - كلما اقتربنا من موعدها، وبالتالي يكون التأجيل واقع حال لا مناص منه، وعلى المتضرر الرضوخ للأمر الواقع.

الأمن الانتخابي يكاد يكون مقلقا ومرتبكا، فإلى الآن لا يستطيع المرشحون التواصل مع الناخبين في بعض المناطق، وإن استعان بعضهم بعتمة الليل للتواصل مع أنصاره، فكثير منهم لا يأمن على نفسه حين الخروج إلى الشارع، وما حدث في الطارمية شمال بغداد من اغتيال أحد المرشحين خير دليل على ذلك، وما زلنا لم نصل إلى عتبة الدعاية الانتخابية بعد، خاصة وأن التنافس الانتخابي سيكون في مناطق محددة بحسب القانون الانتخابي الجديد.

كثير من الدوائر الحكومية ما زالت مغلقة في محافظات الوسط والجنوب، بسبب عجز القوات الأمنية عن تأمين الحماية لها، فيكفي عشرة أشخاص يأتون على دراجاتهم للتظاهر أمامها وإغلاقها، بذريعة أنهم متظاهرون، أو المطالبة بتوفير الخدمات والتعيينات، وما يحدث في الناصرية والكوت وبابل خير دليل على ذلك، فكيف ستحمي هذه القوات المراكز الإنتخابية ؟ وكيف سيتمكن الناخب من القدوم إلى هذه المراكز، والإدلاء بصوته بكل حرية ودون خوف؟

الواضح أن الحكومة لم تتخذ أي إجراء بهذا الشأن ولا تريد الإجابة أصلا على هذا السؤال!

بعض الكتل السياسية الكبيرة، لا تريد التفريط بمكاسبها الحالية وإن علا صوتها بالمطالبة بإجراء الانتخابات المبكرة، وبعض الأحزاب والحركات التي ظهرت بعد أحداث تشرين، تشعر أنها لم تنظم أمرها بعد، وأن خسارتها ستكون محققة، كونها لم تحقق مكاسب شعبية وجماهيرية تمكنها من الوصول للحكم، والحكومة من مصلحتها البقاء في السلطة لأطول مدة محددة، وكل ما يتطلبه الأمر هو إشعال فتيل الأزمات، وإثارة المشاكل التي تعطل إجراء الانتخابات في موعدها المحدد.

واضح أننا بدلا من السير نحو إجراء الانتخابات، فإننا ماضون الى تأجيلها "وما أضمر أحد شيئا، إلا ظهر في فلتات لسانه وصفحات وجهه " وما كان مخفيا صار يظهر رويدا، فالقوم في السر ليس القوم في العلن.