كشف موقع "ميدل إيست آي" البريطاني، أن وفداً سعودياً التقى بشكل سري مع نعيم قاسم نائب زعيم "حزب الله" اللبناني في آذار/ مارس الماضي، وذلك بعد إخفاق المحادثات مع الحوثيين.
وقال الموقع في مقال له، إن حزب الله قدم مطالب كشرط للالتزام بوقف إطلاق نار مباشر في اليمن، أبرزها إقالة الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، تم الاستجابة لمعظمها بعد ثلاثة أسابيع، حسبما ترجم "عربي21".
وجاء في مقال الموقع، أن اجتماعاً سرياً عقد في لبنان بين وفد سعود وحزب الله، مهد الطريق للهدنة في اليمن، معتبراً هذا الاجتماع "خارقاً للعادة لأن الطرفين يعتبر كل منهما الآخر خصماً لدوداً".
وأضاف أنه في الاجتماع الذي عقد في أواخر شهر مارس/ آذار، قدم نعيم قاسم، نائب حسن نصر الله، للسعوديين قائمة مطالب كشرط للالتزام بوقف إطلاق نار مباشر في اليمن.
وتضمنت المطالب، وفقاً للمقال، إقالة الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، ورفع الحصار المفروض على ميناء الحديدة وعلى مطار صنعاء، وتبادل للأسرى، موضحاً أن هؤلاء ليسوا جميعاً يمنيين، بل كان بعضهم من الشيعة المسجونين في البحرين وفي دول الخليج الأخرى.
وبعد ثلاثة أسابيع، تمت الاستجابة لمعظم تلك المطالب، رغم أن السجناء الذين وردت أسماؤهم في قائمة نعيم قاسم لم يطلق سراحهم جميعاً.
في تلك الأثناء، جاءت استقالة هادي في الثامن عشر من إبريل/ نيسان، ونقل صلاحياته إلى مجلس رئاسي، من حيث لم يحتسب، وذلك بعد ثمانية أعوام من الدعم السعودي للرئيس اليمني.
ونشرت صحيفة "ذي وول ستريت جورنال" حينذاك تقريراً جاء فيه، أن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان أجبر هادي على التنحي من منصبه ووضعه فعلياً رهن الإقامة الجبرية.
ولكن ظل مجهولاً حتى اليوم السبب الذي من أجله اتخذ الحاكم الفعلي للسعودية ذلك الإجراء، ربما فيما عدا الرغبة في تخليص نفسه من تدخل عسكري مكلف وغير مجد استمر لسبعة أعوام كان قد شنه ضد الحوثيين في واحد من أوائل أعماله كوزير للدفاع.
وقال الموقع البريطاني أنه لدى وصول الوفد السعودي إلى بيروت قيل له بأن نعيم قاسم، وليس نصر الله، هو من سيلتقي معهم، رفضوا ذلك وعادوا مباشرة إلى فندقهم، وفي اليوم التالي اتصل بهم حزب الله وأقنعهم بالاجتماع مع نعيم قاسم.
واستغرق الاجتماع 25 دقيقة، وهذا يعني أنه كان قصيراً إذا ما أخذنا بالاعتبار تعقيدات ما كان مطروحاً للنقاش.
وبدأ الوفد السعودي بعبارات دبلوماسية معهودة في الشرق الأوسط، مثل القول: "إننا جميعاً عرب، وكلنا إخوان، وعلينا أن نجتمع"، إلا أن نعيم قاسم نحى كل ذلك جانباً حين أخرج ورقة وقدمها للسعوديين.
اقرأ أيضاً: القصة الكاملة لمقتل المذيعة المصرية شيماء جمال على يد زوجها
احتوت الورقة على قائمة من حوالي عشرة مطالب أو يزيد، كان على رأسها إقالة هادي وتعيين مجلس رئاسي ذي قاعدة عريضة، ثم تبع ذلك مطلب تبادل الأسرى ورفع الحصار المفروض على الحديدة ومطار صنعاء.
وفي تصريح لـ"ميدل إيست آي"، قال مصدر مطلع على تفاصيل ما جرى أثناء اللقاء: "سأل السعوديون نعيم قاسم: ماذا سيكون رد الحوثيين فيما لو تمت الاستجابة لهذه المطالب؟ فأجاب قاسم: بمجرد أن تدركوا أننا جادون فسيكون هناك وقف مباشر لإطلاق النار".
وبعد ثلاثة أسابيع بدأ السعوديون في تنفيذ تلك الإجراءات وأعلن الحوثيون وقفاً لإطلاق النار.
شاهد إصداراتنا:
