شبّه الرئيس المشارك لـ"حزب الاتحاد الديمقراطي" في سوريا، السياسي الكردي صالح مسلم، اللقاءات التي تمت بين نظام الأسد وتركيا بـ"الزواج القسري"، مقرّاً بأنّ "فلسفة مشتركة" تجمع حزبه بـ"حزب العمال الكردستاني" المصنّف "إرهابياً" في تركيا.
وقال مسلم في لقاء مع صحيفة "الشرق الأوسط"، الأحد: إنَّ "الأطراف التي تسعى لإتمام هذا الزواج بين النظام وتركيا، سواء أكانت روسيا أو إيران، تعلم وتدرك أنه لن يدوم، ومصيره الحتمي الطلاق".
وأوضح أنَّ التناقضات كبيرة بين دمشق وأنقرة، وهي أعمق بكثير من أن تقفز فوق كل شيء لمحاربة الإدارة الذاتية، وجزء من الشعب السوري، وإذا كان هذا التقارب يحقق الحل السياسي، فهو مرحَّب به، مستدركاً: "لكن لا أعتقد أن هذا التطبيع سيتطور ويأخذ شكل العلاقات الودية، كسابق عهدها قبل 2011".
وأشار إلى أنَّه زار تركيا وقابل كبار مسؤولي وزارة الخارجية التركية، وتمحورت اللقاءات حول إلحاق "حزب الاتحاد" وقواته العسكرية، "وحدات حماية الشعب" الكردية، بصفوف "المجلس الوطني"، ثم بـ"الائتلاف الوطني السوري"، واعتبارنا ملحقاً له لا أكثر. وفق قوله.
وزعم أنَّه عقد لقاءات مع مسؤولين في الائتلاف الوطني بشكل سري، مضيفاً: "طلبت منهم، بشكل مباشر، أن يكتبوا في برنامجهم السياسي عن حل القضية الكردية بشكل عادل، في إطار وحدة سوريا، أرضاً وشعباً، لكنهم رفضوا حتى الإشارة إلى وجود قضية كردية، وأعتقد أن الرفض كان مرده ضغوط تركيا، وطرحنا رغبتنا بالانتساب إلى صفوف الائتلاف، لكنهم رفضوا بذريعة أن تركيا سترفض مشاركتنا.". على حد زعمه.
وعن المباحثات المتعثرة بين أحزاب تتبع لـ"قسد" والمجلس الوطني الكردي التابع للمعارضة، ادّعى أنَّ "المجلس الكردي" لم يكن هدفه عقد اتفاق كردي، لأنهم حتى اليوم لا يعترفون بحماية قوى الأمن الداخلي (الآسايش) لمناطق الإدارة الذاتية، كما أنهم لا يعترفون بمؤسسات الإدارة الذاتية وقوانينها وهيكليتها الإدارية. فالمجلس يتحمل عرقلة الحوارات بين الأحزاب الكردية، لأنّه موجود في الحضن التركي. وفق ادعائه.
أما عن لقاءات "الإدارة الذاتية" المباشرة مع مسؤولين في نظام الأسد، برعاية القوات الروسية، قال مسلم: "لم تعقد الإدارة أي اجتماعات مع مسؤولي النظام منذ قرابة عامين. نعم، كانت هناك محاولات روسية، لكن النظام رفض تشكيل لجان مشتركة وتطوير تلك المباحثات. ما تم طرحه حول تطوير قانون الإدارة المحلية (107) كان في الإعلام فقط، ولم نبحث في لقاءاتنا المباشرة مع النظام هذه القضايا. خلافاتنا مع النظام سياسية أكثر ما هي خدمية أو قانونية".
واعتبر "مشروع الإدارة الذاتية" أنه يصلح لتطبيقه في بقية أنحاء سوريا، فأهالي السويداء يطالبون بإدارة ذاتية مدنية، وأهالي درعا طالبوا بأنَّ الحل الأنسب يتمثل في إدارة لا مركزية، والأمر ذاته بالنسبة للساحل السوري ومحافظات الداخل.
وأشار مسلم إلى أنَّه كان نائباً لرئيس "هيئة التنسيق" المعارضة حتى سنة 2014. واعتبر سبب انسحابهم من تلك الهيئة هو نظرتها إلى "حزب الاتحاد الديمقراطي" على أنّه "انفصالي"، ورضوخ قادة "الهيئة" إلى بعض الدول التي اشترطت عدم مشاركة ممثلين من الإدارة الذاتية في مؤتمر الرياض، نهاية العام 2015.
اقرأ أيضاً: "عندما تزمجر تركيا".. أردوغان يضرب بنيرانه نظام الأسد وقسد
