عائشة صبري – آرام

أطلق ناشطون عرب وأجانب في مجال حقوق الإنسان ومهتمون بمتابعة الوضع في سوريا، حملة "الأسد مجرم القرن الحادي والعشرين" على مواقع التواصل الاجتماعي تحت وسم (Assad2icc).

وقالت عضو فريق التنسيق المتعدد الجنسيات، ملك شلبي، المتواجدة في أمريكا بتصريح خاص لـ "آرام" الثلاثاء: إنَّ الحملة هي مبادرة شبابية مستقلة تسعى لعمل محايد من الرأي العام في أوروبا وأمريكا لإرسال رسائل مفادها "لا يمكن السماح بالمزيد من القتل وارتكاب الجرائم ضد الإنسانية، ولا بدَّ من محاسبة المجرمين حتى لا تكرر المعاناة".

وأضافت شلبي، أنَّ الحملة تهدف إلى "حشد الرأي العام العالمي والضغط على النظام السوري، مستغلة تجمُّعات الناس المحتفلة برأس السنة الجديدة لتذكيرهم بمن يحتاج مساعدتهم، كي تكون الأمنيات لعام 2020 هي إحضار بشار الأسد إلى محكمة الجنايات الدولية".

وتابعت أنَّ "الهدف من الحملة، إعادة تسليط الضوء، وإعادة إشغال التعاطف الإنساني بعيداً عن المصالح السياسية، وتحييد المدنيين وعدم التهاون في إهدار حقوق الإنسان، ففي محافظة إدلب أربعة ملايين شخص مهددين بعملية إبادة جماعية، ويجب إيقاف أي حملة ضدهم".

وأوضحت شلبي، أنَّ "الحملة تُركز على فعالية فيزيائية، ومنها هذه الليلة عند دخول العام الجديد حيث سيبث القائمون عليها بثاً مباشراً من كافة نقاط الحملة في أنحاء العام، وسيحاولون تعريف المحتفلين بما يحدث في إدلب ويتمنوا الأمنية ذاتها".

وأكدت عضو فريق التنسيق أنَّ المبادرة "مستقلة ولا تتبع لأي منظمة أو جمعية، وهي مفتوحة للجميع"، قائلةً: "راسلنا العديد من المنظمات بعضها استجاب وبعضها دعمنا بأشياء أخرى".

واستدركت "اليوم عندما تواصلنا مع النشطاء وجدنا تفاعلاً كبيراً إذ تشارك 22 مدينة في الحملة الليلة، ونتلقى رسائل  من بعضهم يقولون بأنهم سيرسلون بثاً مباشراً وتسجيلات مصورة لتعذر وصولوهم إلى ساحة التجمع في هذه المدن".

وأشارت شلبي إلى أنَّ الحملة تطوعية يقوم بها نشطاء متطوعين بأفكارهم وأعمالهم للتعريف بقضية إدلب ومعاناة المدنيين، ويدعو الناشطون الناس إلى المشاركة عبر تجمُّعهم في الساحات ورفع الشموع أثناء دخول العام الجديد.

ولفتت إلى استمرار الحملة لثلاثة أسابيع مقبلة حتى يصل الوسم مستوى الترند على التويتر ومواقع السوشيال ميديا، مبينة أنَّ "موقع الحملة أنشأه أحد المتطوعين وفيه صفحة يتواجد فيها عشرين سياسياً وعشرين شخصية مؤثرة".

ونوهت إلى أن الرقم في اسم الحملة مستوحى من العام الجديد، فالزائر بإمكانه التواصل مع الشخص الذي يريده ليخبره لماذا يجب التضامن مع إدلب ومحاكمة الأسد.

وذكرت أنَّ "هذه المبادرة هي الثانية للفريق حيث كانت الأولى قبل نحو ستة أشهر وتضمنت إطلاق بوالين ورفع رسائل محبة تضامناً مع إدلب، وشهدت الحملة السابقة تفاعلاً في أوروبا".

وحول سؤالنا عن مدى فعالية الحملة في الدول رغم التقاعس الدولي عن  ما يجري في إدلب، أجابت شلبي: "ندرك تماماً التقاعس الدولي، والمزاج السياسي العام لا يتوجه لأيّ إنهاء الصراع في سوريا، ولكن نحن نثق بقدرة الرأي العام وتأثيره على صناع القرار وخاصة في أوروبا والقارة الأمريكية".

وأردفت "كون هذه الدول تخضع لآليات ديمقراطية ويؤثر فيها الصوت الحر (...)، ونحن على هذا نعوّل، إضافة إلى العمل الحقوقي والقانوني، وخطوات العدالة، إذ نريد الضغط على الأسد، مهما كان، فترك المجرم بلا عقاب، خط أحمر، لا يمكن أن تسمح به الشعوب الحرة".

ووثقت الشبكة السورية لحقوق الإنسان، الاثنين، عدد الضحايا المدنيين في سوريا خلال عام 2019، حيث بلغ ثلاثة آلاف و364 مدنياً قتلوا خلال العام، غالبيتهم على يد ميليشيا الأسد وروسيا، بينهم 842 طفلاً و747 امرأة.

وتشهد محافظة إدلب حملة عسكرية عنيفة منذ أسابيع راح ضحيتها المئات وآلاف النازحين المشردين، وما يزال القصف الجوي لروسيا والأسد مستمراً حيث استشهد أمس الاثنين، ثلاثة أشخاص أحدهم متطوع في الدفاع المدني وجُرح ثلاثة آخرون جراء قصف المروحيات بالبراميل المتفجرة على مدينة معرة النعمان جنوب إدلب.

شاهد بالفيديو: 2020 عام محاكمة الأسد