آرام – عائشة صبري

يعتزم الفنان الداعم لنظام الأسد، وفيق حبيب، إحياء حفلات بمناسبة رأس السنة الميلادية أيام الـ23 و24 و31 من الشهر الجاري، في مدينتي بادن الألمانية ولاهاي الهولندية، وسط محاولات من أحرار الثورة السورية لمنعه من إقامة حفلاته.

وفي تصريح خاص لشبكة "آرام" يقول مستشار فريق أحرار هولندا الدكتور في تحقيق المخطوطات، محمد ربيع الجنيدي: إنَّ الأحرار السوريين، أصدروا عريضة للتوقيع على منع حفل موسيقي لوفيق حبيب في 24/12/2022 في صالات "أوبرا" بمدينة لاهاي، وذلك لأنَّه مطرب يشتهر بتمجيد الديكتاتور بشار الأسد، فهو شريك لمجرم حرب وداعم له. 

ويضيف الجنيدي، وهو مقدّم برامج، أنَّ معظم الأشخاص الذين يحضرون هذا الحفل هم أيضاً من مؤيدي بشار الأسد، موضحاً أنَّ السماح لمناصري الأسد بالدخول إلى الأراضي الهولندية "أمر غير مقبول ومخالف للقانون والعدالة".

ويؤكد أنَّ دعم نظام الأسد هو عمل "غير أخلاقي وضد العدالة بكلّ أشكالها"، خاصّة وقوف الأسد مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في حربه ضد الشعب الأوكراني، فهذا المغنّي "يُشكّل خطراً على هولندا كلّها". حسب وصفه.

ويشير الجنيدي، إلى أنَّ مثل هذه الحفلات الموسيقية لمطربين مواليين للأسد في هولندا ليست الأولى من نوعها، مستدركاً: "لكنّنا لن نتوقف أبداً عن مكافحة هذه الأعمال حتى تنتهي، ونتواصل مع الأحرار في فرنسا للعمل على فرض حظر رسمي على المطربين الذين يمجدون الديكتاتوريين، لذلك إذا وقفنا جميعاً معاً، فسنحقق شيئاً ما".

وعن العريضة التي وقعها منذ السادس من الشهر الجاري حتى الآن 155 شخصاً في هولندا، يوضح الجنيدي، أنَّها تهدف إلى جمع أكبر عدد ممكن من التوقيعات من الأشخاص الذين لا يشعرون بالراحة والأمان مع هذا المطرب.

ويعرب عن أملهم في أن تأخذ الحكومة الهولندية المتمثلة بالبلدية والشرطة في لاهاي هذا الالتماس على محمل الجد ولا تدع هذا العرض الغنائي يمضي قدماً، كما يصمم فريق أحرار هولندا وبعض الناشطين على أخذ مواعيد رسمية من أجل ذلك.

رابط العريضة للتوقيع: وفيق حبيب غير مسموح له بالغناء في هولندا

جهود في الإعلام الهولندي

قد بذلت بعض الجهود في الإعلام الهولندي للضغط لمنع هكذا حفلات لمجرمي حرب، ونشرت صحيفة فوربورغ الهولندية الرسالة التي وجهها السوريون الأحرار إلى رئيس بلدية لاهاي "جان فان زانين" مطالبينه بإلغاء حفلة مغنّي الشبيحة وفيق حبيب.

وقالت الصحيفة: إنَّ أداء الفنان السوري وفيق حبيب في لاهاي أثار اضطرابات في صفوف اللاجئين السوريين، وكتب الصحفي السوري كاوا رشيد في رسالته لرئيس البلدية: "المطرب يدعم الدكتاتور السوري الأسد ويحرض على الكراهية عبر وسائل الإعلام السورية، وغنّى في قواعد عسكرية سورية".

وحذّر رشيد رئيس البلدية من العواقب المحتملة لهذا الإجراء، ومنها مطالبة سوريين في لاهاي بالتظاهر للتعبير عن غضبهم من وجود هذا المطرب، مناشداً بشكل عاجل حظر الحفل "برسالة واضحة للأسد مفادها أنَّ لاهاي مدينة السلام والعدل وليست لمن ينادون بالحرب ويساعدون الديكتاتوريين".

وفي هذا الصدد، يلفت الجنيدي، إلى أنَّ أهمية هذه الصحيفة، تأتي بأنَّها مختصة في شؤون مدينة لاهاي حيث يسعى مغنّي الشبيحة لإحياء حفله فيها، مضيفاً: إنَّ "لاهاي هي مدينة محكمة الجنايات الدولة التي تحاسب مجرمي الحرب وليست مدينة يُغنّي فيها مطربو أولئك المجرمين".

حفل مماثل في ألمانيا

في سياق متصل، دعا سوريون في ألمانيا للتفاعل مع حملات هولندا وفرنسا التي تسعى لمنع مطربي الأسد من إقامة الحفلات، حيث من المزمع أن يحيي وفيق حبيب حفلتين في مدينة بادن الألمانية في 23 و31 كانون الأول/ديسمبر 2022 مع اللبنانية دومنيك حوراني ومطربين عراقيين.

وعلى غرار هولندا، نظّم أحرار سوريا باللغة الألمانية عريضة للتوقيع تطالب السلطات الألمانية بمنع حفلة مغني الأسد وفيق حبيب، وأكد حقوقيون ألمان أنَّهم سيوصلون الشكوى إلى الجهات المختصة لفتح تحقيق أسوةً بما فعلت وزارة الداخلية الفرنسية.

رابط العريضة للتوقيع: طلب إلغاء حفل لمغني الديكتاتورية السورية وفيق حبيب في ألمانيا

من جهته، يرى الناشط السوري في ألمانيا، عبد الرحمن الصالح، في حديثه لـ"آرام" أنَّ الجهود المبذولة لمنع وفيق حبيب من الغناء في بادن تبدو "ضئيلة وغير مجدية"، وباعتقاده لن تستجيب الحكومة الألمانية لمنعه كونها تنظر للقضية السورية على أنَّها سياسية، وهناك الكثير من موالي الأسد موظفين في دوائر حكومية ألمانية.

ومن وجهة نظر الصالح، فإنَّ الحفلات هدفها ربحي سواء لصاحب الصالة أو للمطرب حبيب، قائلاً: "هم يهمّهم ما يُجنونه من هذا الحفل الذي يبدو لي قد منحوه دعاية مجانية ليحضره أكبر عدد من المتوقع، خاصة أنَّه سبق وغنّى الشبيح علي الديك ليلة رأس السنة نهاية العام 2019 في مدينة مانهايم الألمانية، حيث رفضت البلدية حينها عريضة وقّعها السوريون لإلغاء الحفلة".

وبالتالي، فإنَّ النتيجة المتوقعة، حسب الصالح، ستكون عبارة عن مظاهرة لعشرات السوريين يرددون خلالها هتافات وأغاني الثورة أمام موقع الحفلات، مثلما فعلوا أمام الصالة التي غنّى فيها "الديك" الداعم للأسد قبل ثلاث سنوات.

اقرأ المزيد: سوريون يتظاهرون لإلغاء حفل علي الديك في ألمانيا

وسبق أن أكد المحامي زيد العظم، لـ"آرام" أنَّه رفع شكوى قضائية ضد الفنان الشبيح حسام جنيد، لمنعه من الغناء في مدينة ليون الفرنسية يوم 24 كانون الأول/ديسمبر الجاري، لافتاً إلى أنَّه ينتظر إصدار قرار إلغاء الحفل الغنائي بشكل رسمي من وزارة الداخلية التي تجاوبت مع رسالته.

اقرأ المزيد: سكة فرنسا مقطوعة أمام حسام جنيد.. زيد العظم يوضح لـ"آرام" التفاصيل

وكان إعلان "حبيب" للغناء برفقة دومنيك حوراني في مدينة إسطنبول التركية في تموز/يوليو 2019، أثار غضب إعلاميين سوريين وأتراك، مطالبين السلطات التركية بإلغاء حفل فني في عيد الأضحى.

لكن في المقابل كرّمته الجالية السورية الأمريكية ممثلة برئيسها فرج عيسى جنوب كاليفورنيا خلال حفل مدينة لوس أنجلوس نهاية العام 2017، كما أحيا عيد الحب في فبراير/شباط 2019 في كندا.

الجدير بالذكر، أنَّ وفيق حبيب مطرب شعبي من مواليد قرية كرم المعصرة ذات الغالبية العلوية بريف اللاذقية عام 1974، يقدّم التحايا في حفلاته لبشار الأسد وجيشه الذي قتل وشرد وعذب ملايين السوريين وما يزال يمارس طقوس الإجرام على من تبقى من شعب في سوريا، وظهر بلباس عسكري في أكثر من حفل.

وقدّم العديد من الأغاني الداعمة للأسد منها: "رح ترجع تعمر، حيّوا سوريا حيّوا جيشها ورجالها"، إضافة إلى أغنية كيماوي التي يعتبرها غزلية. كما قدّم مواويل خلال حفلاته مجّد فيها بشار وماهر الأسد وغيرهم من مجرمي الحرب.

واعتبر وفيق حبيب في أحد لقاءاته الصحفية أنَّ رسالته الغنائية تشبه رسالة ميليشيات الأسد، فهم في نظره "عناصر الجيش العربي السوري يحاربون من منبرهم من أجل بلادهم وأنا أحارب من منبري".

اقرأ أيضاً: تزييف الحقائق لتلميع الأسد.. كيف تفاعل أبناء الثورة مع الطفلة شام البكور؟

شاهد إصداراتنا: