الأحد 05 مايو 2024
20°اسطنبول
27°أنقرة
31°غازي عنتاب
26°انطاكيا
29°مرسين
20° اسطنبول
أنقرة27°
غازي عنتاب31°
انطاكيا26°
مرسين29°
34.92 ليرة تركية / يورو
40.78 ليرة تركية / جنيه إسترليني
8.89 ليرة تركية / ريال قطري
8.62 ليرة تركية / الريال السعودي
32.35 ليرة تركية / دولار أمريكي
يورو 34.92
جنيه إسترليني 40.78
ريال قطري 8.89
الريال السعودي 8.62
دولار أمريكي 32.35

عدسة على الإدمان الرقمي.. مخاطر وواجبات (2)

02 مارس 2023، 11:07 م
الإدمان الرقمي- جهاز كمبيوتر
الإدمان الرقمي- جهاز كمبيوتر

محمد عثمان - آرام 

 هل وجدت نفسك يوماً ما أنك غير قادر على الاستغناء عن وسائل التواصل الاجتماعي؟

هل شعرت أنك بحاجة لتصفح الإنترنت من وقت لآخر؟

هل وجدت نفسك تمضي ساعات طويلة أمام شاشات الحاسوب أو الهاتف الذكي دون أن تشعر؟

أريد أن أخبرك أنك لست وحدك من يعاني من هذا الموضوع، وأنك غالباً تعاني من آفة شديدة الانتشار في وقتنا الحالي تدعى بالإدمان الرقمي.

  • تطور ونشوء الإدمان الرقمي:

ربما بدأت وسائل التواصل الاجتماعي كطريقة للتواصل بين الأصدقاء والعائلة، وفيما بعد تطورت لتصبح هواية يمارسها مختلف أفراد المجتمع، لكن كيف يمكن أن تتطور هذه الظاهرة كي تصبح إدماناً؟ وماهي أبرز أسبابها وأعراضها؟

  • أسباب الإدمان الإلكتروني:

هناك العديد من الأسباب التي تؤدي لهذا، أولها أنه مثل كل أنواع الإدمان السلوكي، يكون لدى الإنسان غالباً استعداد مسبق للإدمان، ومع قضاء الوقت بتصفح الشابكة والاعتياد على هذا، يظهر لديه ما يشبه التفكير والوسواس القهري الذي يدفعه للاستمرار.

ثانياً، نجد أن الواقع الافتراضي قد يسد الحاجات النفسية أو الاجتماعية لدى مستخدمه، حيث يجد المدمن في هذا العالم الوهمي ملاذاً يهرب إليه من ظروف الحياة الواقعية أو يكسر به الروتين اليومي والرتابة وعدم التجدد.

ثالثاً، تبين أن بعض الاضطرابات النفسية كالاكتئاب، العزلة، القلق والشخصيات الخجولة التي لا تستطيع تكوين علاقات اجتماعية، تقود إلى جعل الإنسان يمضي وقتاً أكبر على وسائل التواصل الاجتماعي لكسر ظروف العزلة، أو تكوين علاقات وصداقات.

  • أعراض الإدمان الإلكتروني:

أما عن أعراض هذا الإدمان، فأود أن أذكر أنه يتشابه في أعراضه مع الإدمان على المخدرات، والتي من أهمها:

  1. التحمل: فيحتاج المدمن وقتاً أطول لإشباع الرغبات التي كانت تشبعها ساعات أقل في الماضي.
  2. الانسحاب: وهو المعاناة من أعراض نفسية وجسدية كالقلق والتوتر النفسي الحركي، عند الابتعاد عن الإنترنت، والشعور بضرورة الاتصال به.
  3. زيادة الحاجة للنوم نتيجة التعب من الاستخدام المتواصل، وإهمال المستخدم لحياته الاجتماعية.
  • أخطار الإدمان على نواحي الصحة:

ومما لا شك فيه، ولا بد من ذكره، هو الأضرار التي خلقها هذا الإدمان، فقد أنتج للشباب خاصة ولأفراد المجتمع عامة ما يكاد لا يعد ولا يحصى من الأخطار على جميع أصعدة الحياة،  الجسدية والنفسية والعقلية والاجتماعية.

  • أخطاره على الصحة النفسية:

أما الأخطار والأضرار الجسدية فتتمثل بلائحة طويلة من الأمراض من أهمها:

  1. الأرق وقلة النوم، وما يترتب عليه من نقص في الإنتاج، وإهمال في الواجبات، وتأخر في العمل.
  2. الإجهاد العضلي، متمثلاً بضعف وتشوه في عضلات الظهر والرقبة خاصة وقد يطال أيضاً عضلات الأطراف، حتى أنه وبسبب زاوية انحناء الرقبة عند الكتابة خاصة، ظهر مصطلح طبي سموه بـ text neck  والذي نتج عن تشوه شكل العضلات المساهمة برفع الرأس.
  3. أما عن الهيكل العظمي والعضلي، فقد ازدادت نسبة الأمراض التنكسية كالديسك وانقراص الفقرات، بسبب الجلوس المطول أمام الشاشات والذي أيضاً سبب ضعفاً واختلافاً في الحركة الطبيعية.
  4. ولقد أثبتت دراسات جديدة زيادة معدل البدانة وكمية الشحوم والكوليسترول في الجسم، بسبب انخفاض حرق السعرات الحرارية، وهذا ما سيؤدي لأمراض جهازية ووعائية قد تؤدي لمضاعفات خطيرة.
  • أضراره على الصحة النفسية:

وإذا أردنا ذكر الأمراض والاضطرابات النفسية التي يتسبب بها هذا الإدمان، فحدث ولا حرج:

  1. أولاً، لقد ازدادت معدلات الاكتئاب واضطرابات الشخصية بشكل ملحوظ خلال الفترة الأخيرة، وقد كانت وسائل التواصل الاجتماعي من أبرز مسبباتها.
  2. تفاقم حالات العزلة والتوحد، وترك النشاطات الاجتماعية بمختلف أشكالها.
  3. انشغال الفكر وتشتت الذهن، حيث إن التعلق بمنشوراتك وما ينتج عنه من إحباط عندما لا تتلقى ردود فعل أو تفاعلات كافية، إضافة لحالة التوتر النفسي التي ترافق نشرك تغريدة أو صورة جديدة وانتظارك ما سيقول الناس عنها، كل هذه الممارسات تزيد من معدل تعرضك لاضطرابات نفسية.
  4. تعزيز وسائل التواصل الاجتماعي لثقافة المقارنة، فقد تعتقد أن معظم الناس يعيشون حياة أكثر سعادة وتشويقاً منك، والذي سيجعلك تشعر بالوحدة وعدم الكفاءة والحسد.
  • أضراره على الصحة العقلية:

وقد لوحظ أن معظم مستخدمي الإنترنت هم من فئة المراهقين والشباب، فمما لا شك فيه أنه يحمل أضراراً جسيمة على الصحة العقلية، من أهمها:

  1. الضعف في التركيز والذاكرة، بسبب كثرة المنشورات التي يتم تصفحها في وقت قصير، هذا ما يجعل ذاكرتك ممتلئة، وتبدأ عندها بقولك إنك أصبحت كثير النسيان والتشتت.
  2. تبدد المشاعر والأحاسيس وتضاربها، فأنت عندما تفتح أحد هذه المواقع، ترى عدداً ضخماً من المنشورات المختلفة، والتي ستجعل دماغك يتفاعل مع كل منها بطريقة مختلفة، هذا ما سيؤثر سلباً على مساحة وعيك وإدراكك.
  3. لقد أثبتت الدراسات الحديثة أن وسائل التواصل الاجتماعي تؤدي لضمور في القشرة المخية، وتلف في الفصوص الدماغية، مما سيقلل من إنتاجية الفرد ومستواه العلمي.
  • آثاره على الحياة الاجتماعية:

أما عن تأثيرها على العلاقات الاجتماعية، فقد اتجه البعض إلى تسميتها بوسائل الفصل الاجتماعي، لشدة ما تسببه من تفكك أسري، وقطع في العلاقات، وإهمال النشاطات والواجبات. وأن من أكثر ما يثير القلق حول هذا الجانب، هو فقدان الحس الاجتماعي، فنجد الشخص المدمن منطوياً منغلقاً على نفسه، لا يحاول الانخراط في تجمعات العائلة والأصدقاء، لا يشارك أحداً قراراته واختياراته، هذا ما سيؤدي إلى خسارته جزءاً هاماً في حياته، ألا وهو دعم محيطه له ومساعدته على تخطي المشكلات.

  • آثاره على الهوية الدينية والقومية وأخلاق الجيل الناشئ:

الآن، أود أن أطرح سؤالاً على القارئ، هل برأيك أن هذه المواقع قد تؤثر على الهويات القومية والدينية؟ وهل تؤثر في أخلاق وتوجهات الجيل الناشئ؟                                                                                                      

إن إجابة هذا السؤال بالتأكيد نعم، حيث إن ما تبثه من سموم في عقول الشباب والجيل الجديد يؤثر بشكل كبير على توجهاتهم الدينية والقومية، فنجد أن معظم ما يدور في عقول الشباب هو الفهم الخاطئ لمسمى الحرية الشخصية، والتي تم تصديرها على أنها انسلاخ عن المبادئ والعادات والتقاليد، والتي تميز الهوية القومية للبلدان العربية، هذا سيؤثر على هويتهم القومية وروح الانتماء، وانحراف تفكيرهم وتناقص قيمهم.

أما عن أضرارها على الأطفال، فإنها تمتد لتصل جميع نواحي حياتهم، بدءاً من زيادتها لمعدل التوحد واضطرابات النطق والتواصل، وصولاً إلى الجانب الأخلاقي والذي يعتبر واحداً من أخطر الأسباب التي تدمر الأمة، فهي تسهم في انحلال أخلاقي يؤدي لخلق جيل ضعيف أخلاقياً ودينياً، لا يؤمن ولا يعتقد بالأفكار السليمة القويمة، بل إن جل تفكيره سيكون محصوراً بالدنيا وملذاتها بعيداً عن أي ضوابط أخلاقية ودينية.

  • الخاتمة:

وبعد الحديث عن مخاطر إدمان وسائل التواصل الاجتماعي، ارتأيت أنه يجب أن أذكر بعض المقترحات والوسائل للتخلص منه والتقليل من أضراره.

يعد اقتناع المدمن بمشكلته وعزمه على حلها من أهم ما عليه فعله، فيجب أن يكون على مستوى من الوعي والثقافة تمكنه من مناقشة أخطائه ومشاكله، وفي هذا الأمر، يمكنه أن يستشير شخصاً ذو علم ومعرفة يساعده على تجاوز هذه المعضلة.

كما أن وضع برنامج زمني فيه وقت محدد لتصفح الإنترنت يعد ذا أثر مذهل على تطوير أسلوب ونوعية الحياة. إضافة إلى ضرورة العمل تدريجياً على تركها واستبدالها بأشياء ونشاطات مفيدة تعود بالنفع على الفرد والمجتمع.

  • المصادر:
  1. موقع pumped الطبي
  2. موقع Health line
  3. كتاب مخاطر مواقع التواصل الاجتماعي للدكتور أسامة فخري الجندي.

المقالات المنشورة تعبّر عن رأي كتّابها ولا تعبّر بالضرورة عن رأي شبكة آرام ميديا

اقرأ أيضاً: الجزء (1) مخاطر الإدمان الرقمي

شاهد إصداراتنا: