كشف تقرير صادر عن اتحاد العمال السوريين التابع لنظام الأسد، عن ازدياد أعداد المستقيلين ومقدمي طلبات الاستقالة ضمن القطاع العام منذ بداية العام 2023 الجاري.
وتأتي الاستقالات الجماعية للموظفين بسبب انتشار الفساد والاختلاس والمحسوبيات، إضافة لتدني الرواتب التي باتت لا تكفي لثلاثة أيام، في ظل تفاقم الأزمة الاقتصادية هناك.
وسجّل تقرير اتحاد العمال السوريين، استقالة 400 موظف في محافظة السويداء وحدها منذ مطلع هذا العام، بالإضافة إلى 300 آخرين في محافظة القنيطرة معظمهم من قطاع التربية.
وبلغ عدد المتقدمين بطلب استقالة في محافظة اللاذقية 516 طلباً، بينها 230 طلباً من العاملين في شركات الغزل والنسيج، و149 عاملاً في مؤسسة التبغ، و58 في قطاع الزراعة، و31 في مديرية الصحة، بالإضافة إلى 48 طلباً من موظفي بقية القطاعات الحكومية.
وقال الخبير الإداري، عبد الرحمن تيشوري، إن "القطاع العام وصل للإفلاس الإداري نتيجة ضعف الأجور والفساد ووجود عجز كبير بأداء المؤسسات وظهور حالات التسيب وعدم حماية وحراسة تلك المؤسسات".
وأضاف في تصريحات لصحيفة "تشرين" الرسمية، أن "الرقابة كشفت عن عمليات اختلاس بمتوسط 10 ملايين ليرة في اليوم الواحد".
وأشار إلى أن نصف فئة الشباب أصحاب الخبرات الواسعة هاجروا، متوقعاً زيادة النسبة في حال بقي حال القطاع العام على ما هو عليه، وعدم وجود أي ردة فعل لإنقاذ من تبقى من هذه الفئة.
وتابع: "اليوم نلاحظ تزايد طلبات الاستقالة نتيجة عدم تناسب كتلة الرواتب مع التضخم الاقتصادي، بحيث لا تغطي حتى كلفة النقل ما يجعل الموظف يعمل بشكل شبه مجاني".
وأردف: "يسهم تهالك القطاع العام فيما يخص عمليات الترقية الوظيفية في تحفيز قسم كبير من الموظفين على ترك العمل الحكومي، حيث تمنح الحوافز والترقيات لموظفين محددين".
وطالب الخبير الإداري، بـ"ضرورة معالجة كل ما هو مرتبط بقضايا الفساد لإصلاح القطاع العام ولاسيما استفحال البيروقراطية، ودفع الإتاوات، وبيع فرص العمل، وبازارات المناصب، وتضليل الإنجازات، وتضخيم الوهم".
وسبق أن أفادت صحيفة "الوطن" الموالية، بأن المشافي في مدينة دمشق، تعاني من "حالة خطيرة"، تتمثل باستقالات كبيرة بين الكوادر الطبية، بهدف الهجرة خارج سوريا.
ونقلت عن نقابة الأطباء التابعة للنظام، أن البلاد دخلت في دائرة الخطر نتيجة هجرة الكوادر، مشيرة إلى وجود 4 أطباء تخدير تحت سن الـ30 عاماً في كافة المحافظات السورية نتيجة هجرة الخريجين الجدد.
اقرأ أيضاً:
شاهد إصداراتنا:
