كشف الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، تفاصيل خطة السلام بين "إسرائيل" والفلسطينيين التي أعدتها إدارته، المعروفة باسم "صفقة القرن"، وسط رفض فلسطيني لها ودعوات للمواجهة مع الاحتلال رداً على إعلانها.

وقال ترامب، في مؤتمر صحفي مشترك مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بالبيت الأبيض، الثلاثاء: "إسرائيل مكان مقدس ووعد غليظ بالنسبة للإسرائيليين، ورؤيتنا للسلام تختلف تماماً عن المقترحات السابقة، وسنعمل على تحقيق اتصال جغرافي بين أراضي الدولة الفلسطينية".

وأضاف "خطتي توفر فرصة للفلسطينيين والإسرائيليين، ضمن حل الدولتين وهي مختلفة عن خطط إدارات أمريكية سابقة"، مؤكداً أن القدس المحتلة "ستبقى عاصمة موحدة غير مجزأة لإسرائيل".

وتابع إن "الخطة فرصة لن تتكرر للفلسطينيين وستضمن دولة متصلة الأراضي لهم، كما ستمنح الفلسطينيين عاصمة في القدس الشرقية حيث سنقوم بافتتاح سفارة لنا فيها".

وأردف الرئيس الأمريكي "سنشكل لجنة مشتركة لتحويل خريطة الطريق الخاصة بالسلام، وفق خطتي إلى خطة تفصيلية"، مشيراً إلى أن "العديد من الدول تريد المشاركة في توفير 50 مليار دولار لمشاريع جديدة في الدولة الفلسطينية المستقبلية".

ولفت إلى إنه "أرسل إلى الرئيس الفلسطيني محمود عباس رسالة مفادها أن لدى الفلسطينيين 4 سنوات لدراسة خطة السلام"، مضيفاً "قلت لعباس إذا قبلتم بخطتي سنكون إلى جانبكم لمساعدتكم في بناء دولتكم".

وتطرق في كلامه إلى استعداده للتعاون مع كل الأطراف لتحقيق هذه الرؤية والعديد من الدول مستعدة للتعاون مع بلاده، منوهاً أن "الأراضي المقدسة يجب أن تكون رمزاً للسلام لا ميداناً للنزاع".

ووجه ترامب في ختام خطابه الشكر للإمارات والبحرين وعمان، قائلاً: "العمل الرائع الذي قاموا به وإرسال سفرائهم للاحتفال معنا اليوم".

وكان الرئيس الفلسطيني محمود عباس استبق إعلان ترامب بالدعوة إلى عقد اجتماع طارئ للقيادة الفلسطينية، مساء الثلاثاء، في مقر الرئاسة بمدينة رام الله، في ظل استعداد الرئيس الأمريكي لإعلان "صفقة القرن".

بدوره أكد عزام الأحمد، عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، أن القيادة الفلسطينية ستتخذ "قراراً مدروساً وعملياً" يؤدي إلى إفشال كل ما تطرحه الإدارة الأمريكية حول "صفقة القرن" المزعومة.

وشدد الأحمد، في حديث لوكالة "الأناضول" التركية، على أن الوقت حان للتحلل من كافة الاتفاقيات المبرمة بين السلطة و"إسرائيل" رداً على الخطة الأمريكية.

وأضاف: "المؤشرات تقول إن الصفقة تتضمن إقامة كيان فلسطيني منزوع السلاح، وعاصمة لهذا الكيان في بلدة شعفاط شمالي مدينة القدس، دون أي حديث عن دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة".

يُذكر أن الإدارة الأمريكية كانت قد أعلنت قرارها بنشر الخطة، بعد أشهر طويلة من الانتظار، وهو ما أكده ترامب، الاثنين.