طالبت تركيا، روسيا، الوفاء بمسؤولياتها بوقف الانتهاكات الصارخة لاتفاق "سوتشي"، الذي يحدد مصير محافظة إدلب شمال سوريا، بصفتها أحد الضامنين له.

وأدان وفد تركي برئاسة المتحدث باسم الرئاسة التركية إبراهيم قالن، خلال لقاء لوفد روسي برئاسة ألكسندر لافرنتييف المبعوث الخاص للرئيس الروسي إلى سوريا، بالمجمع الرئاسي في العاصمة أنقرة، الاثنين، ممارسات روسيا بسوريا.

وأصدر مكتب المتحدث باسم الرئاسة التركية، بياناً وضح فيه إدانة الوفد التركي "بأشد العبارات"، خلال اللقاء، "هجوم ميليشيات نظام الأسد علي قوات تركية في إدلب، اليوم؛ ما أسفر عن استشهاد 5 جنود أتراك".

وأكد الوفد التركي لنظيره الروسي ضرورة الوقف الفوري للهجمات ضد القوات التركية ونقاط مراقبتها في إدلب لتعارضها مع روح مسار "أستانة" (محادثات السلام في جنيف بشأن سوريا).

كما "طلب من موسكو الوفاء بمسؤولياتها حيال وقف الانتهاكات الصارخة لاتفاق "سوتشي" بصفتها أحد الضامنين له".

وأكد البيان أن تركيا ردت بشكل "قاس" على هجوم نظام الأسد، وسترد لاحقاً في إطار حق الدفاع عن النفس"، مبيناً أن هدف أنقرة النهائي هو وقف نزيف الدماء ومنع الأزمات الإنسانية بسوريا، إضافةً إلى تفعيل المسار السياسي.

وأشار إلى عزم تركيا على اتخاذ مختلف التدابير ضد الهجمات الهادفة إلى تقويض المسار السياسي بسوريا، وعلى ضرورة تنفيذ اتفاق سوتشي، مشدداً على أن "الهجمات ضد الجنود الأتراك لن تبقى دون رد".

وفي وقت سابق الاثنين، أعلنت وزارة الدفاع التركية استشهاد 5 من جنودها وإصابة 5 آخرين بقصف مدفعي مكثف للنظام بمحافظة إدلب.

وأوضحت الوزارة، في بيان، أن القوات التركية ردت فوراً على مصادر النيران، ودمرت مواقع للنظام وانتقمت للشهداء.

وأضاف البيان أن الجهات التركية المختصة تتابع تطورات الأحداث في إدلب عن كثب، وتتخذ التدابير اللازمة.

وجدير بالذكر أن اتفاق "سوتشي" وُقع  بين الرئيسين التركي والروسي، رجب طيب أردوغان وفلاديمير بوتين، في سبتمبر/ أيلول 2018، وهو يحدد مصير محافظة إدلب شمال سوريا، وحدودها الجغرافية.

وأهم ما نص عليه الاتفاق، الإبقاء على منطقة خفض التصعيد في إدلب، وتحصين نقاط المراقبة التركية واستمرار عملها، كما فيه أن الاتحاد الروسي سيتخذ جميع الإجراءات اللازمة لضمان تجنب تنفيذ عمليات عسكرية وهجمات على إدلب، والإبقاء على الوضع القائم.

وفي الاتفاق أيضاً إقامة منطقة منزوعة السلاح بعمق 15- 20 كيلومتراً داخل منطقة خفض التصعيد.