السبت 04 مايو 2024
20°اسطنبول
27°أنقرة
31°غازي عنتاب
26°انطاكيا
29°مرسين
20° اسطنبول
أنقرة27°
غازي عنتاب31°
انطاكيا26°
مرسين29°
34.92 ليرة تركية / يورو
40.78 ليرة تركية / جنيه إسترليني
8.89 ليرة تركية / ريال قطري
8.62 ليرة تركية / الريال السعودي
32.35 ليرة تركية / دولار أمريكي
يورو 34.92
جنيه إسترليني 40.78
ريال قطري 8.89
الريال السعودي 8.62
دولار أمريكي 32.35
...

هل تتعلم المعارضة السورية من أخطائها وتشكل حزبًا موحدًا؟

12 يوليو 2020، 08:36 م

منذ بداية الثورة السورية عندما خرج الناس إلى الشوارع كان مطلبهم الوحيد هي الحرية وتغيير نظام الحكم ومع تحول الثورة من سلمية إلى مسلحة أصبح الوضع أكثر تعقيدا في سوريا ولاسيما بظهور أطراف خارجية حاولت استغلال الوضع في سوريا من أجل مصالحها الخاصة منها روسيا، تركيا والولايات المتحدة.

ما نراه حاليا في سوريا من دمار هو بسبب كل الأطراف التي دخلت في الصراع السوري مع أن  أكثر من شارك في  تدمير سوريا هو النظام السوري وروسيا ولكن المعارضة السورية المسلحة والسياسية ارتكبت آلاف الأخطاء، بسبب أولا تعاونها في بعض الأحيان مع الإسلاميين المسلحين ومنهم الذين جاؤوا من مناطق القوقاز الشمالي في روسيا و بلدان أجنبية أخرى وثانيا تواجد الكثير من الشخصيات داخل المعارضة التي كانت تعمل لصالح النظام السوري وحتى أنها كانت تستلم رواتب من النظام السوري، بوتين فعلا استفاد من تواجد الإسلاميين في سوريا و كان طرفاً في دعمهم بطريقة مباشرة أو غير مباشرة و نحن نعرف جيداً بأن روسيا بلد استخباراتي وليس من السهل لهذا الكم الكبير من الأشخاص الذين سافروا إلى سوريا أن يعبروا الحدود بسهولة بدون أن تراقب المخابرات الروسية أجهزة هواتفهم أو تحركاتهم.

المعارضة السورية مشكلتها الأساسية تكمن في أنه ليس لديها بنية موحدة أو مشروع واحد لمستقبل سوريا وأيضا ليس لديها مشروع قد تهتم روسيا فيه، روسيا عندما دخلت سوريا مهمتها الأساسية كانت إتمام صفقة بيع أسلحة مع الأطراف المتحاربة وتجربة السلاح، لأن ساحة الحرب السورية هي مكان ممتاز لتجربة الأسلحة المختلفة، أيضا لا نستطيع أن ننسى بأن الحرب السورية كانت تساعد على رفع شهرة بوتين في روسيا، فعندما دخلت روسيا الحرب في سوريا، الإعلام الروسي كان ينشر بربوغندا عن بطولات بوتين في سوريا وعن خطر داعش على روسيا وعلاقتها بالمعارضة مما ساعد بوتين في جمع أنصار ومتطوعين  كثر داخل روسيا للحرب في سوريا وإظهار بأن المعارضة السورية هي معارضة إسلامية متطرفة.

المعارضة السورية من جهتها ارتكبت أخطاء كبيرة عندما اتفقت مع روسيا لعمل هدنة في الكثير من المناطق السورية، فالمهمة الأساسية للهدنة في مناطق المعارضة هي تجهيز النظام السوري للهجوم على هذه المناطق ودراسة نقاط تمركز المعارضة المسلحة، النظام الروسي استخدم أسوأ أساليب الدبلوماسية بالخداع وتزوير الحقائق وهذا فعلا ما تتقنه روسيا منذ استلام بوتين الحكم.

ماذا يجب أن تفعل المعارضة السورية بكل أطيافها حاليا؟ أولا عليهم تشكيل جسم موحد يكون فيه أغلب الأحزاب، وثانيا عليهم الفهم بأن مكيدة كبيرة قادمة من روسيا حاليا وهي الانتخابات الرئاسية في سوريا عام 2021، روسيا تجهز من الآن لشخصية معينة، والتي سوف تستلم الدور بعد بشار الأسد أو من المحتمل أن يبقى بشار الأسد مع عمل بعض التعديلات في أجهزة الأمن والبرلمان السوري والسياسة الخارجية للنظام السوري ولكن روسيا تفهم بأن بقاء الأسد يعني عدم وصول أموال من البلدان الأجنبية لإعادة إعمار سوريا وهذا يعني بأن روسيا يجب أن تدفع هذه الأموال لسوريا ولكن روسيا لن تفعل هذا الشيء لأن روسيا تعاني حاليا من مشاكل اقتصادية كبيرة وهذا يعني بأن يبقى الاحتمال الأول  وهو وضع شخصية أخرى كبديل لبشار الأسد، لذلك على المعارضة السورية تجهيز شخصية واحدة تستطيع أن  تكون بديلاً لبشار الأسد مع المحاولة في إيجاد مشروع قد تهتم به روسيا.

المعارضة السورية يجب أن تقبل بأن روسيا لن ترحل من سوريا ولن تترك القواعد العسكرية ومواجهة روسيا عسكرياً لن ينفع أحد وسوف يعاني من هذا الشي الشعب السوري وحتى الأساليب الدبلوماسية لن تنجح أيضا، موسكو تريد صفقات بيع أسلحة أو اتفاقيات يرضى بها رجال الأعمال الذين يدعمون الحرب في سوريا من طباخ بوتين سيرغي بريغوجين إلى شخصيات أخرى مقربة من بوتين، ويجب الفهم بأن من يقود الحرب في سوريا ليس بوتين فقط بل شركاءه في المنطقة، إسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية ومع أنهم يقولون بأنهم لا يتعاونون ولكن الحقائق تقول عكس ذلك، أجهزة المخابرات الروسية استطاعت منذ بداية الثورة السورية اختراق المعارضة السورية وهي تعرف كل تحركات المعارضة السورية بسبب وجود شخصيات كثيرة داخل المعارضة تعمل لصالح النظام السوري وترسل كل المعلومات إلى قاعدة حميميم وعلى المعارضة السورية فهم هذا الشيء وأي تحرك تفعله المعارضة يعرفه الكرملين بعد ساعات.

حاليا بوتين بعد أن نجح في تعديل الدستور الروسي يمكن أن يصعِّد الوضع في الشمال السوري و خصوصا بعد تحويل متحف أيا صوفيا إلى مسجد رسمياً، الساسة الروس سوف يضغطون على بوتين لكي يُصعِّد الوضع ضد تركيا والمعارضة السورية وأيضا بوتين يجهز الوضع من أجل مسرحية الانتخابات الرئاسية في سوريا لذلك من المهم عليه السيطرة على عدد كبير من أراضي المعارضة السورية لكي يستطيع أن يأخذ تصويت عدد كبير من الناس ولكي يظهر للعالم بأنه يوجد دعم للعملية الانتخابية، لذلك من المحتمل أن تحدث الكثير من التغييرات في الساحة السورية وليس من الغريب أن تستخدم موسكو أساليب قمعية واستبدادية في سوريا فهي تستخدم نفس الأساليب ضد شعبها في روسيا لأن بوتين وأصدقاءه يطمحون للسطلة وهذا الأفكار تحولهم من صفة بشر الى صفة وحوش.