أثار حذف ملفات الجنسية التركية الاستثنائية لآلاف السوريين في تركيا، ردود فعل متباينة بينهم، وأعلن مدير مخيم نزيب للاجئين، جلال دمير، السبت، أنه تم إيصال ملاحظة الملفات المزالة من "السيستم" إلى وزير العدل أثناء زيارة له إلى مدينة غازي عنتاب.

وقال "دمير" على صفحته في "فيسبوك" مساء اليوم: إن "وزير العدل توعد بدوره بإيصالها لوزير الداخلية سليمان صويلو ومستشار الرئيس أردوغان ياسين أقطاي، وبعض المسؤولين الآخرين"، مضيفًا: أنه "لم ولن نسمح لمن يريد أن يستغل الوضع ويهاجم تركيا من وراء ملف التجنيس".

وذكر نصيحة وصفها بـ"أخوية" وهي: "عدم توكيل أي محامي أو دفع أي مبلغ مالي للمحامي أو غيره لأجل هذا الموضوع لأن هذا الموضوع ليس موضوع قضائي بل إداري".

وأضاف "عليكم الانتظار والصبر لمدة قصيرة حتى تظهر النتيجة بشكل أوضح، فعسى أن يوصل الأشخاص أو الجمعيات الخبر إلى المسؤولين ويتم تصحيح الأمر".

ولفت إلى أنه وفي حالة "لم يتم أي تطور أو أي تصحيح في هذا الموضوع، ينصح بالمراجعة عن طريق شخص آخر من العائلة لم يأتِ الرفض باسمه، إضافة إلى عدم الكلام الغير المناسب وإعطاء الفرصة للفاسدين".

وفي سياق متصل رصدت "تركيا بالعربي" ردود فعل واسعة من قبل السوريين على خلفية حذف مديرية النفوس التركية العامة ملفات كثير من السوريين المرشحة أسمائهم للجنسية التركية الاستثنائية.

وقال سوريون على وسائل التواصل الاجتماعي: إن "جميع الطلبات المحذوفة كانت فيما تعرف بين السوريين بالمرحلة الرابعة"، وجاء في الرسالة التي صدمت السوريين أثناء الاطلاع على مرحلة الجنسية التركية  مساء أمس الجمعة: "تم إلغاء طلبك للحصول على الجنسية التركية بشكل استثنائي".

وكتب اللاجئ السوري محمد الباري، في منشور على موقع "فيسبوك": "بعد انتظار ثلاث سنوات ونصف بالمرحلة الرابعة، وأخيراً، وبعد مجهود وعمل متواصل من قبل الجهات المختصة تمت إزالة ملفي بنجاح".

وبدروه كتب الباحث في مركز "جسور" للدراسات عبد الوهاب عاصي، بتغريدة على تويتر: "بإزالة آلاف ملفات الجنسية، بدون مراجعة وتدقيق وتقييم حقيقي، تعود تركيا لترتكب نفس الخطأ الذي قامت به عام 2015، حينما دفعت سياساتها في التعامل مع ملف الهجرة لمغادرة آلاف العقول السورية إلى دول الاتّحاد الأوروبي التي استفادت منهم في مختلف القطاعات لا سيما الصحي منها مع انتشار فايروس كورونا".

وأضاف: "كان أحمد داوود أوغلو يقول في كتابه العمق الاستراتيجي، إنّ موقع تركيا الجغرافي لا بد من تحويله إلى فرصة، وليس مجرّد باعث للخوف والحذر. وأستطيع القول لا بدَّ من التعامل مع ملف الهجرة بنفس الطريقة إذا ما أرادت تركيا أن تلقى قبولاً إقليمياً وتصبح أكثر تأثيراً ووصولاً، ودون ذلك ستواجه الكثير من الصعوبات".

كذلك علّق مدير مركز "جسور" للدراسات محمد سرميني بقوله: "فوجئ كثير من أهلي السوريين في تركيّا اليوم بإلغاء ملفّاتهم من قائمة التجنيس بالرغم من الانتظار الطويل لكثير منهم –تتجاوز ثلاث سنوات لبعضهم- كانوا يحلمون ويخططون لمستقبل أفضل، يبحثون عن وطنٍ يرمّم جراح الذاكرة التي حفرت عميقًا في وجدانهم".

وتابع: "كثير منا يشعر بالقهر، ليست المصيبة في صواب القرار من عدمه، عِظَم المصيبة في أنها سببت القهر والخوف والندم لسبعة آلاف عائلة دارت رحى الحياة بها وتوقّفت عند لحظة الشتات اليوم".

وأوضح أنه "لا بدّ من إيصال الأمر للمسؤولين عن هذا الملف، وتبيين الخسارة الاستراتيجية إثر هذا القرار، ومنح المرفوضين فرصة التقدّم مرة أخرى والتدقيق في ملفاتهم على نحو يمنحهم أفضلية وسرعة في الوقت والقرار، إلا إن كان في الملف ما يضر بمصلحة تركيا الاستراتيجية".

من جهته قال جلال دمير لموقع "تركيا بالعربي": إنه "وبعد تواصله مع أحد المسؤولين في مديرية النفوس العامة للاستفسار عن سبب إزالة ملفات كثير من السوريين من موقع الجنسية التركية الاستثنائية فقد أجاب الأخير أن معظم الذين أزيلت ملفاتهم من السيستم هم الذين أثبتت اللجنة المختصة بأن أوراقهم مزورة".

وفي هذا الصدد، أكد الطبيب مصطفى بجاموس بقوله: "أنا طبيب وزوجتي طبيبة، وأنا موظف كطبيب بمراكز المهاجرين، ولدي إذن عمل فكيف مزور شهادة أو عليّ شيء أمني، ولي اسم طبيب في معبر باب الهوى وعفرين".

يشار إلى أنه لم تعلّق أي جهة رسمية مثل "وزارة الداخلية أو مديرية النفوس العامة أو إدارة الهجرة التركية " عن السبب وراء حذف ملفات سوريين بشكل نهائي.

اقرأ أيضًا: المياه تعود للحسكة بعد إعادة الكهرباء لمحطة رأس العين

شاهد إصداراتنا