اجتمعت وفود اللجنة الدستورية السورية، الجمعة، في ثالث لقاء لها بعد استئناف الاجتماعات أمس الخميس في العاصمة السويسرية جنيف، ورفض وفد نظام الأسد أي مقترح لتمديد الجلسات الحالية لأسبوع إضافي.
وجدد رئيس وفد النظام أحمد الكزبري، رفضهم أي مقترح لتمديد الجلسات الحالية لأسبوع إضافي كما سبق وأن اقترح وفد المعارضة ذلك "من أجل إتاحة الفرصة لمناقشة أكبر عدد ممكن من الملفات وتحقيق انجاز حقيقي بعد نحو عام على إطلاق اللجنة".
ووصف "الكزبري" اجتماع المبعوث الأميركي الخاص إلى سوريا جيمس جيفري، مع وفدي المعارضة السورية والمجتمع المدني في جنيف بـ"التدخل العلني في عمل اللجنة الدستورية".
وقال إن "التدخلات الأميركية التي كانت تتم في الاجتماعات السابقة من تحت الطاولة، أصبحت في هذه الجولة علنية"، مؤكداً أن آخر جلسة من الاجتماع الحالي ستعقد السبت القادم، وسيغادر بعدها وفد النظام عائداً إلى سوريا.
في حين بيّن "الكزبري" أن وفد النظام سمّى نفسه "وطنياً" لأنه قادم من دمشق، وليس من الرياض ولا من إسطنبول ولا من القاهرة ولا من موسكو، قائلاً: "عندما أقول الوفد التركي فأنا أرد على تصريحاته رغم أنها حقيقة وليست تسمية جزافية".
وحول مصابي فيروس "كورونا" الأربعة من أعضاء الوفود الثلاثة، اعتبر "الكزبري" أن هناك شيئاً "غير مفهوم في المسألة وخصوصاً أن فحوصات الـ PCR في جنيف للأشخاص الأربعة بينت أنهم مصابون ليتبين لاحقاً عدم وجود إصابة".
وأضاف "فوجئنا البارحة بمنعهم من حضور الجلسات.. يقولون إنهم غير ناقلين للعدوى وإصابتهم سلبية.. يعني يوجد شيء غير صحيح وغير واضح بهذا الخصوص"، لافتاً إلى أن "الأشخاص الذين أعلنت إصابتهم لا يوجد لديهم أي عارض من الأعراض المعروفة التي تصيب الشخص بكورونا".
من جهته، صرّح الرئيس المشارك عن وفد المعارضة هادي البحرة مساء اليوم، أن "القضايا الأساسية التي تمت مناقشتها، مثل جوهر الهوية الوطنية، وسيادة الدولة، واستقلال القضاء، وفصل السلطات، والعلاقة بين الدولة والمواطن".
وتابع "من جانبنا فقد بدأنا هذه المحادثات بنية طيبة، نحن نحاول إيجاد القواسم المشتركة بيننا وبينهم لذلك قمنا بتلخيص النقاط المشتركة ونأمل أن يتم إدراجها في جدول الأعمال".
بدروه عضو وفد المعارضة باللجنة يحيى العريضي، قلّل من "أهمية ما تحقق في الجلسات السابقة"، مشيراً إلى أن الجولة الحالية تمحورت حول السرديات ذاتها في الهوية الوطنية.
وأردف "وضرورة توحيد أجندة عمل الجلسات وعدم الخروج عن برنامج العمل المحدد ..الخ، وهي أمور كلّ يراها من زاويته، بالإضافة طبعاً إلى المناكفات المعروفة".
وينزعج وفدا المعارضة والمجتمع المدني من أداء وفد النظام الذي يمنع تحقيق أي تقدم في عمل اللجنة، إذ استطاع هذا الوفد فرض أجندته على الجلسات، وحصرها بمناقشة الأسس والمبادئ الوطنية، وقصرها على خمس جلسات فقط.
يذكر أن المبعوث الأممي إلى سوريا غير بيدرسون أعلن، الاثنين الفائت، تعليق أعمال الدورة الثالثة لمحادثات "اللجنة الدستورية" بعدَ اكتشاف إصابات بفيروس "كورونا" بين أعضاء قادمين من دمشق.
اقرأ أيضاً: إيران تبني قاعدة عسكرية "متطورة" شرقي دمشق
