الشيخ أبو حامد الغزالى

تحتل قضية التربية والتعليم مكاناً بارزاً في حياة جميع الأمم، وتأخذ نصيب الأسد في جهود الصالحين، لما لها من آثار إيجابية أو سلبية مباشرة على الأمة، ونتائج خطيرة على مختلف المستويات الفكرية والسياسية والحضارية، ولهذا أولوها كامل عنايتهم. غير أن الأفكار البشرية اختلفت من كيفية علاج هذه القضية، ونوعيته، وتنوعت في اعتبار ما هو الأنفع والأجدى، وبعدت الشقة والمسافة بينها حتى لم يلتق بعضها ببعض. حيث اتجهت بعضها نحو الطرق التربوية التى تعتنى بالناحية المادية والعلمية فقط، في حين كان الاتجاه الثانى نحو الخوض في الجانب الروحى بل التطرف فيه. فجاء الإسلام فربط بين العقيدة والعلم ربطاً وثيقا، ومزج بين تربية الروح وتربية الجسد.