العنكب الحزين
25 يناير 2021
التعريف بالكتاب
كامل كيلاني
ملخص الكتاب
خرجَ «صَفاءٌ» و«سُعادُ» يَتَنَزَّهانِ — عَلَى عادَتِهِما — في الدَّسْكرَةِ. وما زالا فِي تَجْوالِهما حتى تَعِبا مِن المشْي، فجلَسا فِي الحَدِيقةِ، واستَلْقَيا على أَرْضِها السُّنْدُسِيَّةِ البَهيجةِ.
فاسترْعَتْ بصرَهُما عَنْكبةٌ جميلةُ الشكلِ، وَأَدهَشهُما ما رأَياهُ من هَندَسَةِ بَيتِها، ودِقَّةِ خُيوطهِ، وبراعةِ نَسجهِ. وظلّا يَتَأَمَّلانِ بَيتَ العَنْكَبُوتِ الحاذِقةِ ساعةً، ويُنْعِمانِ النَّظَر والفِكْرَ في دقائِق هذه النَّسَّاجةِ الذكيَّةِ، الصَّناعِ الْيَد، ويُطيلانِ التَّأَمُّلَ في بدائع المُهَنْدِسَةِ البارعَةِ المُتفنِّنةِ. وقدِ امتلَأتْ نَفساهُما دَهَشًا وإِعجابًا بِصَبْر هذِهِ الْحَشَرَةِ الضَّئِيلَةِ ومُثابَرتِها.