كثيرةٌ هي القصص المحفزة التي رافقت حفل تخريج طلاب جامعة حلب في المناطق المحرّرة للعام الحالي 2022، في مدينة أعزاز بريف حلب الشمالي، الاثنين، تلك القصص التي تعكس إصرار الطلبة وعقليتهم التي لا تقبل بما دون المراتب الأولى، رغم ما واجههم من عقبات في طريقهم نحو منصة التخرج والمجد.
ومن القصص التي أثّرت في معظم الحضور لحفل التخرج، إذاعة أسماء ثلاثة شهداء تخرجوا من الجامعة، حيث أن القصف على المناطق المحررة، منعهم من الاحتفال مع زملائهم، لكن ذويهم كانوا حاضرين إلى جانب الخريجين البقية، الذين هتفوا بأعلى صوت "أم الشهيد، كلنا ولادك".
قصة العم حمادي الفرحات، كانت أيضاً ملهمة لكثير من الطلاب، حيث أنه أصر على إكمال تعليمه في الجامعة والتخرج منها، رغم فقده للبصر إثر قصف ميليشيات الأسد، أثناء وجوده في بلدته حاس بريف إدلب الجنوبي.
العزيمة تصنع المستحيل
قال رئيس جامعة حلب في المناطق المحرّرة، الدكتور عبد العزيز الدغيم، إن الطالب حمادي الفرحات من بلدة حاس بريف مدينة معرة النعمان جنوبي إدلب، وهو من الشباب الرائعين والثوار الشرفاء، فضلاً عن كونه وجهاً اجتماعياً مرموقاً في المناطق المحرّرة.
وأضاف الدكتور في تصريح خاص لـ"آرام" أن الطالب أصيب جراء قصف ميليشيات الأسد لبعض المواقع أثناء رباطه على الجبهات، ما أدى لفقده البصر.
وأشار إلى أن الفرحات أكمل دراسته في كلية الشريعة في جامعة حلب في المناطق المحرّرة، وتخرج منها، ثم تابع في الدراسات العليا (الماجستير).
وأكد الدكتور أن الجامعة ساعدت ووقفت إلى جانب الطالب للوصول إلى الدراسات العليا، مضيفاً أنه لا مستحيل مع مواصلة السعي وقوة العزيمة والإصرار.
التحق بالثورة في أيامها الأولى
ذكر الفرحات، في تصريح خاص لـ"آرام" أنه التحق في الثورة السورية منذ بدايتها في شهر آذار/مارس عام 2011، عبر التنسيق للمظاهرات السلمية، ومع شدة القمع للمظاهرات من قبل نظام الأسد، ساهم الفرحات في تشكيل مجموعات عسكرية لحماية المدنيين من بطش النظام.
وأضاف أنه أصيب 4 إصابات بقصف النظام، نتج عن آخرها فقد البصر بشكل كامل، إضافة لكسر في الفك السفلي، وكسر في قاعدة الجمجمة.
وفي عام 2014، قرر الفرحات إكمال مسيرته التعليمية، ويقول إن الثورة السورية قضية يمكن خدمتها في عدة مجالات، سواء بالعلم أو السلاح أو المظاهرات، لإيصال القضية إلى العالم.
وتقدم الفرحات للشهادة الثانوية في عام 2016، وحصل عليها، وعند تأسيس جامعة حلب في المناطق المحرّرة، بدأ الدراسة في كلية الشريعة.
وأضاف: "كان نظام الأسد يحاول قصف وضرب كل الصروح العلمية في الثورة السورية، ونتج عن ذلك عدة مجازر، وهذا كان دافعاً لي لمواصلة التعليم، لإفشال مخططات النظام بنشر الجهل وحرمان المدنيين من التعلم".
الصعوبات لم تمنعه من الاستمرار
أكد الفرحات أنه واجه عدة صعوبات، منها احتلال نظام الأسد لبلدته وتهجير أهلها منها، لكنه أكد أن الإصرار يلعب دوراً في تذليل المعوقات، إضافة لتشجيع الأصدقاء على متابعة السير في طريق العلم.
ولفت إلى أنه نشط بعد الإصابة في تنسيق المظاهرات والحراك السلمي ضد النظام، وخدمة الثورة بكل السبل والوسائل المتاحة.
جامعة حلب في المناطق المحرّرة
تأسست جامعة حلب في المناطق المحررة بقرار من الحكومة السورية المؤقتة في عام 2015 وبدأت أعمالها بأكثر من 13 كلية وأربعة معاهد.
ومن أهم أهداف الجامعة توفير التعليم العالي والمعرفة للشباب السوريين، وتمكينهم من إعادة بناء ما دمره نظام الأسد بحربه على الشعب السوري الأعزل، والحفاظ على الطاقات الشبابية في الداخل السوري وعدم هجرتهم وضياعهم في دول ومجتمعات بعيدة تجبرهم على الانضواء تحت تنظيمات بعيدة عن أهداف الثورة السورية وغايتها.
اقرأ أيضاً:
• جامعة حلب في المناطق المحررة تحتفل بخريجيها للعام الحالي
• قرار جديد للجيش التركي يخص الدوريات المشتركة مع الروس في سوريا
شاهد إصداراتنا: