تشهد مدينة دمشق جنوبي سوريا، حالة من الركود غير المسبوق في أسواقها الرئيسية، بسبب ارتفاع الأسعار بشكل خيالي، وزاد الطين بلّة أفواج الزوار الشيعة التي وصلت لإحياء ذكرى عاشوراء.
وبحسب مصادر في دمشق، فإن أشهر وأعرق الأسواق في المدينة، مثل سوقي الحميدية والحريقة، تعاني من انخفاض كبير في حركة البيع وتكبد خسائر كبيرة لأصحاب المحال التجارية.
وفي سوق الحميدية، الذي يعتبر وجهة شهيرة للسكان المحليين والزوار، بدت حركة المارة ضعيفة جداً مقارنة بما كانت عليه في السابق.
وتحدث أصحاب المحال عن انخفاض كبير في الإقبال على الشراء، حيث يبدأ سعر الطقم الرجالي من 300 ألف ليرة وهو ما يعادل ضعف متوسط الرواتب والأجور في سوريا.
وفي سوق الحريقة، الذي يتخصص في بيع الأثاث المنزلي والألبسة الجاهزة والأقمشة، لوحظ غياب الزبائن تقريباً عن معظم المحال.
وبات أصحاب المحلات يشتكون من ندرة الزبائن، ويقولون إن عمليات البيع تقتصر على القلة الميسورة الحال.
ووفقاً للمصادر، لم تسهم حركة الزوار الشيعة الذين جاؤوا من دول مختلفة لإحياء ذكرى عاشوراء في تحسين الحالة الاقتصادية للأسواق.
بالعكس، قلة المارة والحراسة الأمنية المكثفة التي ترافقت مع وجود الزوار الشيعة، أثرت سلباً على حركة المارة، حيث يتجنب الناس زيارة الأماكن المرتبطة بتواجدهم.
وتعكس الحالة الاقتصادية الصعبة في دمشق انعكاساً واضحاً لانهيار الليرة السورية وارتفاع مستوى التضخم، مما يؤدي إلى ارتفاع الأسعار وتراجع القدرة الشرائية للمواطنين.
وتحسن في الأيام الماضية سعر الصرف نسبياً، وسجل في السوق الموازية في دمشق 12700 للمبيع و12600 للشراء، دون أن ينعكس ذلك على أسعار السلع التي ارتفع أغلبها بنسبة 100 في المئة خلال موجة الانهيار الحالية.
ورأى خبير اقتصادي في دمشق أن هذا الانهيار يأتي رغم محاولات "مصرف سوريا المركزي" ضبط سعر الصرف، من خلال تعديلات يجريها على أسعار تسليم الحوالات للحاق بسعر السوق الموازية، مما يدل على فشل هذه السياسة، حسبما نقلت "الشرق الأوسط".
اقرأ أيضاً:
شاهد إصداراتنا: