أكدت منظمة "أطباء بلا حدود" أنّ النظام الصحي في محافظة إدلب شمالي غربي يتحمّل فوق طاقته وتنقصه الكثير من الإمدادات، غير أنّ صعوبة تقديم الرعاية ستتفاقم مع انتشار مرض "كورونا" (كوفيد 19).

وأشارت المنظمة في بيان لها أمس الجمعة، إلى أنّ الاستجابة الصحية في إدلب "ضعيفة للغاية" مستندة في ذلك إلى بطء في الاستجابة مع مريض يبلغ من العمر 65 عامًا ظهرت عليه عوارض الإصابة بالفيروس، ومع ذلك فإنهم لم يتمكنوا من استقباله على وجه السرعة في مشفى.

وقالت: إنّ "مستشفى تشترك أطباء بلا حدود في إدارته في إدلب استقبل مريضًا يبلغ 65 عامًا يعاني من مرض قلبي، وظهرت عليه عوارض الإصابة بكوفيد١٩، يوم الأربعاء الماضي، حيث تمت معاينته فورًا وتلقى الأوكسجين وأفضل رعاية ممكنة في انتظار نقلّه إلى مرفق يُعنى بمتابعته".

وأضافت أنّه "لم تتوفّر لدى المرفق الصحي الأوّل الإمدادات اللازمة لعلاجه، والثاني لم يكن مجهزّا بالكامل بعد لاستقبال المرضى المشتبه إصابتهم بكوفيد 19 أو الذين تأكّدت إصابتهم، أما خدمة الإسعاف التي تم الاتصال بها من أجل نقل المريض، فلم تكن هي الأخرى جاهزة بعد كذلك".

وأوضحت المنظمة أنّه وبرغم الرفض المتكرّر الذي واجهه الفريق الطبي، إلا انّه استمر في البحث عن حلول لرعاية المريض، وبعد ساعة، جاء فريق مراقبة الأمراض التابع لمنظّمة الصحة العالمية لجمع عينة اختبار أكّدت بعد 24 ساعة أنّ المريض ليس مصاب.

وشدّد منسّق أنشطة أطباء بلا حدود في شمالي غربي سوريا، كريستيان ريندرز، أنَّ "أطباء بلا حدود سلّطت الضوء مرارًا على الوضع الحرج في المنطقة، وعلى القيود التي نواجهها نحن والجهات الفاعلة الطبية الأخرى في سعينا للاستجابة بشكل كافٍ للاحتياجات وتقديم العلاج مناسب للمرضى".

وأردف "نعمل جميعًا قدر الإمكان لكن عدم القدرة على زيادة حجم أنشطتنا بإدلب في مواجهة هذه الحالة الصحية الطارئة، نجدّد نداءاتنا للسلطات التركية المعنية لتسهيل العبور العاجل للإمدادات الأساسية والموظفين إلى شمال غرب سوريا للسماح بتوسيع نطاق استجابتنا الإنسانية والطبية".

وكان وزير الصحة في الحكومة السورية المؤقتة نفى في تسجيل أي إصابات بفيروس كورونا في إدلب، مؤكدًا أنَّ عدد العينات المأخوذة يوم الخميس الفائت بلغ 11 حالة، ليكون العدد الكلي للحالات المختبرة 92 حالة، وجميع الاختبارات كانت سلبية.

وسبق أن شرح المنسّق الميداني لأنشطة أطباء بلا حدود في شمالي غربي سوريا، في تقرير، يوم 3 نيسان/أبريل الجاري، تبعات الوضع الإنساني في إدلب في حال انتشار مرض كوفيد-19. لقراءة التقرير (اضغط هنا)