دعا الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، الدول الأوروبية للمشاركة في تحمل أعباء اللاجئين السوريين المتواجدين بالأراضي التركية، مؤكداً على الدور المهم لتركيا في محاربة الإرهاب، ومشيداً بالعلاقات بين البلدين.

وقال ترامب، خلال مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره التركي رجب طيب أردوغان، في البيت الأبيض بالعاصمة واشنطن، الأربعاء: إن "أوروبا لم تساهم مادياً بما فيه الكفاية بموضوع اللاجئين بتركيا"، مذكّراً باحتضان تركيا  لـ 4 ملايين لاجئ.

وأضاف أن أنقرة أنفقت عليهم 40 مليار دولار، في حين ساهمت أوروبا بـ3 مليار فقط، داعياً الدول الأوربية لتحمل مسوؤلياتهم بشل أكبر وأن يعيدوا معتقلي "داعش" إلى بلادهم.

"منطقة آمنة"

ويسعى أردوغان إلى إقامة "منطقة آمنة"، بعمق 32 كيلومتراً في شمال شرق سوريا ستسمح للاجئين السوريين في تركيا "بالعودة لأرضهم وتسمح بالوفاء بكل احتياجاتهم من تعليم وصحة ومأوى، وطالب أوروبا في دعم هذه المنطقة.

وكانت وقعت تركيا مع الاتحاد الأوروبي اتفاقاً لتزويدها بستة مليارات يورو لدعم جهودها في استضافة اللاجئين السوريين، إلا أن أردوغان بينَّ أن هذا المبلغ غير كاف وتنفيذ الاتفاق بطيء للغاية، مهدداً "بفتح الأبواب" أمام اللاجئين السوريين إلى أوروبا.

وترى الدول الأوروبية أنها دفعت الكثير من المبالغ للاجئين السوريين وترفض تقديم المزيد من الدعم لهم، فيما حاولت دول الاتحاد الأوروبي تقسيم اللاجئين بينها وهو ما واجه رفضاً من بعض الدول بالاتحاد.

محادثات بنّاءة

وخلال زيارة رسمية لأردوغان إلى واشنطن -بدأت أمس الأربعاء وتستمر ليومين- وبيّن ترامب أنه ونظيره التركي، أجريا محادثات بناءة وصريحة خلال اللقاء وبحثا جملة من المواضيع الهامة جداً من بينها الوضع في سوريا.

وأضاف الرئيس الأمريكي أن "تركيا هي حليف عظيم في حلف شمال الأطلسي (ناتو) وشريك استراتيجي للولايات المتحدة، وعلاقتنا الاقتصادية تستمر بالتوسع".

وأشار إلى أن "تركيا لديها ثاني أكبر قوة مسلحة في الناتو بعد الولايات المتحدة، وتزيد من إنفاقها الدفاعي بالحلف بخلاف الكثير من الدول".

كما شدد على أن "التحالف الأمريكي التركي يمكن أن يكون قوة كبيرة من أجل تحقيق الأمن والاستقرار ليس فقط بالشرق الأوسط بل أبعد من ذلك ".

تركيا ومحاربة الإرهاب

وفي سياق آخر، أكد الرئيس الأمريكي أن نظيره التركي "يحارب الإرهاب تماماَ مثلما نحاربه نحن"، لافتاً إلى أن تركيا ساعدت الولايات المتحدة كثيراً في ملف زعيم تنظيم "داعش"، أبو بكر البغدادي.

وفي 27 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، أعلن ترامب، عن مقتل البغدادي في عملية خاصة نفذتها قوات بلاده، شمال غربي سوريا، بالتنسيق مع تركيا وروسيا والعراق.

وفي سياق متصل، لفت ترامب إلى نجاح المفاوضات التي حصلت بين كبار مسؤولي بلاده وتركيا فيما يخص عملية "نبع السلام" التي أطلقتها أنقرة في شمال شرقي سوريا، بأكتوبر/تشرين أول الماضي.

وقال ترامب: إن "تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار في شمال شرقي سوريا مستمر على قدم وساق".

وفي أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، توصلت أنقرة وواشنطن إلى اتفاق لتعليق عملية "نبع السلام" العسكرية، التي أطلقتها تركيا، ويقضي الاتفاق بأن تكون المنطقة الآمنة في الشمال السوري تحت سيطرة الجيش التركي، وسط انسحاب للعناصر "الإرهابية" من المنطقة، ورفع العقوبات عن أنقرة.