الأحد 07 ابريل 2024
20°اسطنبول
27°أنقرة
31°غازي عنتاب
26°انطاكيا
29°مرسين
20° اسطنبول
أنقرة27°
غازي عنتاب31°
انطاكيا26°
مرسين29°
34.44 ليرة تركية / يورو
40.21 ليرة تركية / جنيه إسترليني
8.78 ليرة تركية / ريال قطري
8.53 ليرة تركية / الريال السعودي
31.98 ليرة تركية / دولار أمريكي
يورو 34.44
جنيه إسترليني 40.21
ريال قطري 8.78
الريال السعودي 8.53
دولار أمريكي 31.98

بين الكذب والحقيقة .. هل شارك الجيش الوطني في أذربيجان؟

01 أكتوبر 2020، 04:03 م
السوريون في أذربيجان
السوريون في أذربيجان

عائشة صبري – آرام

تضجُّ وسائل الإعلام المعادية لتركيا والجيش الوطني السوري، بنشر الأخبار حول ذهاب سوريين من الجيش الوطني للقتال إلى جانب أذربيجان في حربها ضد أرمينيا حول التنازع على منطقة "قره باغ" التي تسيطر عليها الأخيرة.

ويجري استغلال الضخ الإعلامي بشكل مماثل لما حدث قبل أشهر عندما شارك مقاتلون سوريون من الجيش الوطني إلى جانب حكومة الوفاق بحربها ضد قوات الانقلابي "حفتر" في العاصمة الليبية طرابلس.

وباتت الصور تتوارد يومياً حول سوريين على جبهات أذربيجان، أو صور قيل لقتلى منهم، فالحذر بات ضرورياً في التأكد من تلك الأخبار قبل نشرها وتبنّيها، وحاولت شبكة "آرام" التواصل مع عدد من العسكريين في الجيش الوطني والجميع لم يرغب بالتصريح.

واكتفى المتحدث باسم الجيش الوطني الرائد يوسف حمود بالقول لـ"آرام": إنَّه "ضمن الحملة الإعلامية الممنهجة علينا، تابعنا تصريحات أرمينيا والردود الأذربيجانية بالنفي حول إرسال مقاتلين من الجيش الوطني لأذربيجان"، معتبراً أنَّ هذا النفي الرسمي هو أكبر دليل على عدم صحة تلك الأخبار.

وانتشرت منذ حوالي شهر، أنباءً بين عناصر في الجيش الوطني تناقلوها عبر تطبيق "واتساب" عن إمكانية التسجيل للذهاب إلى أذربيجان مقابل راتب شهري قدره 1500 دولار أمريكي، وللتأكد من تسلسل المجريات التي شهدها الشمال السوري حول ذلك.

أوضح ناشطون محليون لشبكة "آرام"، أنَّ بداية الأمر تحدث ناشطون عن بدء التسجيل للذهاب إلى القتال في أذربيجان، فأخذ بعض الشباب الموضوع على محمل الجد وبدأوا يستفسرون عن طريقة الذهاب وتجهيز أنفسهم.

حقيقة الذهاب

وأضافوا أنَّ "التسجيل كان عبر مركز بمنطقة دوار معراتة بمدينة عفرين شمال حلب، وبدأ تشكيل مجموعات، كما سجلت بعض الفصائل عدداً من مقاتليها إضافة إلى تسجيل بطريقة غير مباشرة، مثل فلان يقول لآخر أعطني بياناتك الشخصية وأنا أسجل لك، دون أن يعرف المسجل عن طريق من سيذهب".

وأردفوا "بعدها قامت الاستخبارات التركية بنقل الشباب المسجلين إلى مقراتها في منطقة حوار كلس، وشوهدت شاحنات قاطرة ومقطورة محملة بالشبان خلال مرورهم بمنطقة أعزاز، وكان الانطلاق بعد منتصف الليل".

وتابعوا أنَّه بعد ذلك تم اختيار المقاتلين من خلال التزكية وكان الأغلبية من فصيلي فرقة السلطان مراد وفرقة الحمزة، والعدد المنتقى من نحو ألفي مُسجّل كدفعة أولى لا يتجاوز الخمسمئة عنصر، فيما تجمعت الدفعة الثانية ليومين في معبر مدينة الراعي قبيل الدخول إلى الأراضي التركية، حسب الناشطين.

وتشير الأنباء إلى أنَّ الشبان المقبولين يخضعون لتدريبات في معسكر بتركيا لمدة شهر، ولكن لا يُعلم إن كان هؤلاء سيذهبون لأذربيجان أم لعودتهم إلى سوريا، خاصةً أن تركيا تدرّب بالعادة الجيش الوطني، ولا يوجد مؤشرات رسمية تؤكد صحة أنهم بدأوا المشاركة بالمعارك هناك.

وتناقلت صفحات ومجموعات إخبارية صوراً لشباب قيل أنهم قتلوا في حرب أذربيجان، وسرعان ما تم نفي تلك الصور من قبل ناشطين، والتأكيد بأن أصحاب الصور على قيد الحياة وموجودين في الداخل السوري.

بينما نشرت شبكة "نهر ميديا"، أمس الأربعاء، صورة لمقاتل يدعى "قاسم مصطفى الجذمور" من فصيل "السلطان مراد"، وقالت: إنّه "قُتل مع عدد من عناصر الفصيل، بقصف من الجيش الأرميني أثناء الاشتباكات الدائرة في إقليم ناغورني كرباخ، وهو من أبناء محافظة دير الزور".

كذلك أوردت صحيفة "جسر" المحلية اسم قتيلين ينحدران من ريف حمص هما "عبد الرزاق أبو هريرة" و"أبو شادي العكاري"، وادعت مقتلهما مع ثلاثين آخرين من فصائل الجيش الوطني قبل أيام في معركة ضد أرمينيا خسروها نتيجة سوء التخطيط وغياب التغطية المرافقة لتقدمهم. حسب ادعاء الصحيفة.

دوافع الشباب

الصحفي السوري عقيل حسين، رأى أن دوافع السوريين الذين ذهبوا إلى القتال في ليبيا سواء من جانب المعارضة أو نظام الأسد، هي الحاجة الماسة بسبب الفقر المدقع "البطالة"، فاتخذوا هذا القرار، واليوم نرى تكرار هذه التجربة في حرب أذربيجان ضد أرمينيا.

واستدرك، "لكن الجيش الوطني لم يعقب على الأمر، وتركيا نفت إرسالها سوريين إلى أذربيجان، ويبدو أنَّ الأمر يتعلّق بتجنيد مقاتلين خارج المؤسسات الرسمية، من خلال شركات أمن خاصة".

وتابع "حسين" قوله: إنَّ "السوري لا ناقة له ولا جمل في القتال خارج حدود سوريا، خاصة نتحدث عن مقاتلين في الثورة يفترض أن يحملوا مبادئ تتعلق ببلدهم ومستقبلهم، ونأمل أن لا يكون السوري بحاجة لاتخاذ مثل هذا القرار".

ويرى محللون عسكريون بحديثهم لـ"آرام" أنَّ السياسات الخاطئة للقادة السياسيين والعسكرين أدت إلى عزوف الكثير من الشباب عن العمل في مجالات الثورة السورية، كما دفعت جزء من هؤلاء للسفر إلى أوروبا.

وأضافوا: أنَّ "قسماً لم تساعده ظروفه إلا بالبقاء في المناطق المحررة، ونظراً لخضوع كل جزء من الجغرافيا السورية لطرف إقليمي أو دولي، وجد الطرف السوري نفسه مضطراً لمحاباة سياسة الدولة الداعمة له، حتى لو أدخلته في صراعاتها خارج حدود الدولة السورية".

وأردفوا "وعليه فإن تجنيد الشباب السوري في الشمال المحرر ونظراً لقلة فرص العمل، والفساد الإداري والمالي المستشري في المؤسسات الإغاثية والعسكرية والمدنية من شأنها أن تخلق تربة مناسبة وخصبة لأولئك الشباب بالقبول بأي عمل".

وأشاروا إلى أن "دور الفصائل يأتي من خلال تعيين وسيط بينها وبين الشباب، وهذا الوسيط ليس من الضرورة أن يكون منتسبا لفصيل ما، ويبتز الشباب بنشر الدعاية بالذهاب إلى ليبيا أو أذربيجان وأن العدد محدود، ليصل إلى درجة يدفع  فيها الراغب بالذهاب المال للوسيط ليتم قبوله".

وحول فتوى جواز القتال إلى جانب القوات التركية في أذربيجان، قال الشيخ محمد عز الدين خطاب، لـ"آرام": إنَّ "القتال تحت الراية والرعاية التركية جائز حيثما كان العمل بأي مكان في العالم في هذه المرحلة من الوقت".

اقرأ أيضاً: هل السوريون الذاهبون إلى ليبيا وأذربيجان مرتزقة؟

يشار إلى أن سفير أرمينيا في موسكو فاردان توغانيان، زعم الاثنين الفائت، أن تركيا نقلت إلى أرض المعركة في قره باغ نحو 4000 مقاتل من معسكرات التدريب في سوريا، ودخلوا ساحة المعركة في قره باغ.

وأعلنت الحكومة الأرمينية عبر حسابها الرسمي في تويتر، الأحد الفائت، إصابة 81 شخصاً على الأقل من "المرتزقة" السوريين الذين تم إرسالهم إلى أذربيجان، حسب ما نقل موقع "independentarabia".

وجاء ذلك في وقت نفت فيه السلطات الأذربيجانية صحة الأنباء التي تتحدث عن نقل مقاتلين سوريين كـ"مرتزقة" من تركيا إلى أذربيجان، واصفة الموضوع بأنه "هراء"، كما نفت وكالة الأناضول التركية خبر وصول مقاتلين من الفصائل السورية إلى أذربيجان.

وأكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الأحد، أن القيادة والشعب في تركيا يقفون بكل إمكانياتهم إلى جانب أذربيجان في كفاحها ضد الاحتلال الأرميني.

فيما أعربت وزارة الخارجية الروسية عن قلق موسكو إزاء تقارير عن نقل مسلحين من سوريا وليبيا إلى "قره باغ" لإلحاقهم بالقتال هناك.

شاهد إصداراتنا