السبت 06 ابريل 2024
20°اسطنبول
27°أنقرة
31°غازي عنتاب
26°انطاكيا
29°مرسين
20° اسطنبول
أنقرة27°
غازي عنتاب31°
انطاكيا26°
مرسين29°
34.44 ليرة تركية / يورو
40.21 ليرة تركية / جنيه إسترليني
8.78 ليرة تركية / ريال قطري
8.53 ليرة تركية / الريال السعودي
31.98 ليرة تركية / دولار أمريكي
يورو 34.44
جنيه إسترليني 40.21
ريال قطري 8.78
الريال السعودي 8.53
دولار أمريكي 31.98

بسبب الفقر بمناطقهم.. ميليشيات الأسد تبيع مسروقاتها من إدلب بمناطق السُنّة

27 أكتوبر 2020، 02:27 م
بسبب الفقر بمناطقهم.. ميليشيات الأسد تبيع مسروقاتها من إدلب بمناطق السُنّة

بسام الرحال

صحفي سوري

27 أكتوبر 2020 . الساعة 02:27 م

انتهج نظام الأسد خلال سنوات الثورة في سوريا قصف المدن الثائرة على حكمه ثم اجتياحها، ثم نهب ما بقي فيها من ممتلكات منقولة، ليغدو فيما بعد مصطلح "التعفيش" ويعني السرقة سياسة ممنهجة تخطت المعنى اللغوي، وباتت عُرفاً سائداً ارتبط بالمعارك والعمليات العسكرية لميليشيات الأسد حال الانتهاء منها.

وارتبطت ظاهرة "التعفيش" بشكل أساسي بميليشيات الأسد، والتي كانت السباقة إلى ارتكاب عمليات السرقة والنهب في المناطق التي تسيطر عليها، وخاصة ميليشيا "الدفاع الوطني" التي افتتحت الأسواق في مناطقها لبيع مسروقاتهم.

مؤخراً وبعد أن سيطرت ميليشيات الأسد على مناطق واسعة جنوبي إدلب خلال العام الجاري، عمدت هذه الميليشيات كعادتها إلى نهب وسرقة ممتلكات المدنيين، عبر نقلها بسيارات كبيرة إلى مناطقها وبيعها بأسعار بخسة، إلا أن الحالة المادية المتردية للمناطق الموالية جعل هؤلاء يتجهون نحو المناطق السنية ذات الدخل المادي الجيد.

وكشف مصدر خاص لـ"آرام" في ريف حمص الشمالي، أن ميليشيا الدفاع الوطني وبالتعاون مع أشخاص محسوبين على النظام بالمنطقة، افتتحت مؤخراً أسوقاً لبيع الأثاث المستعمل والأدوات المنزلية في مدينة الحولة، وذلك بسبب الحالة المادية الجيدة التي تتمتع بها الحولة مقارنة بقرى وبلدات العلوية المحيطة بالمنطقة.

وأضاف المصدر أن السوق يشرف عليه عناصر من ميليشيا الدفاع الوطني، ينحدرون من المناطق القريبة من منطقة الحولة، وهي قرى قرمص، والقبو، والغور الغربية، ومريمين، مشيراً إلى أن معظم البضائع المعروضة هي مسروقة من منازل المدنيين في معرة النعمان وخان شيخون وباقي المناطق التي سيطر عليها النظام بريف إدلب.

وأشار إلى أن أسعار أثاث المنزل والأدوات المطبخية وغيرها من البضائع المعروضة في السوق تعتبر رخيصة بالنسبة لسعرها الحقيقي، مبيناً أنك لا تستطيع أن تمشي بالسوق لكثرة البضائع المفروشة على الأرض والمبعثرة بشكل فوضوي.

وأوضح مصدرنا أن أهالي مدينة الحولة أحجموا عن الشراء من السوق الذي أطلقوا عليه اسم "سوق الحرامية"، بعد معرفتهم أن مصدر هذه البضائع يعود إلى ممتلكات مدنيين في المناطق التي سيطر عليها النظام بريف إدلب خلال العام الجاري.

ولفت إلى أن هناك قلة من الأهالي تلجأ إلى السوق لشراء حاجياتها وخاصة الكهربائية منها، وذلك بسبب انخفاض سعرها، إلا أن الشريحة الأكبر من الأهالي أكدوا خلال جلسات خاصة فيها بينهم أن شراءها يعتبر خيانة لإخوانهم في الشمال السوري.

اقرأ أيضاً: افتتاح أول مركز لجراحة القلب في إدلب ونجاح أول عملية

وكان ناشطون سوريون تداولوا على مواقع التواصل الاجتماعي بوقت سابق، صوراً جوية توضح قيام نظام الأسد وميليشياته بهدم أسطح المنازل بمناطق جنوبي إدلب التي سيطرت عليها، بغرض نزع أسياخ الحديد مِن داخل "البيتون" المسلّح وبيعها لاحقاً إلى جانب ما تسرقه من أثاث تلك المنازل.

سراقب.jpeg

وذكر الناشطون أن ميليشيات الأسد بعد سيطرتها على المناطق هناك، عملت على إدخال عناصر وعمّال مهامهم "تعفيش" ممتلكات المنازل، وتفكيك جميع ما يمكن بيعه مِن أسياخ حديد وأسلاك كهربائية وأدوات صحيّة وغيرها.

وتغاضى النظام طوال السنوات الماضية عن مختلف عمليات السرقة و"التعفيش"، والتي وثقها عناصر ميليشيات الأسد بتسجيلات مصور، كما سهلت حواجزه المنتشرة بشكل كبير مرور المسروقات، رغم الحجم الكبير الذي تشغله والآليات التي تحتاجه لنقلها.

من الجدير بالذكر أنه لا يوجد مرادف لكلمة "تعفيش" في اللغة العربية، إلا أنه مصطلح متعارف عليه بالعامية السورية، أساسه من عفش البيت (الأثاث المنزلي)، وكل ما يتصل به من تجهيزات وممتلكات ضمن المنازل والمحال التجارية والمصانع والمستودعات والبضائع.

شاهد إصداراتنا: