مارست قناة العربية الفضائية الكذب من جديد باعتبارها عدداً من الشبان السوريين "مرتزقة" لصالح تركيا لمجرد غرقهم في المياه الإقليمية الليبية اليوم.
واستغلت القناة خبر وفاة سبعة شبان سوريين في مياه بحر مدينة بنغازي الليبية بهدف مهاجمة تركيا وفصائل الثورة السورية والحديث عن مشاركتهم بمعارك ليبيا.
وزعمت القناة أن أولئك الشبان الذي وصفتهم بـ"المقاتلين" جاؤوا بأوامر تركية إلى ليبيا، وأنهم تعرضوا للخداع وكانوا في طريقهم للهروب إلى أوروبا عبر البحر.
ونقلت عما يسمى بـ"المرصد السوري لحقوق الإنسان" أن الشبان السبعة هم من مقاتلي الفصائل السورية الموالية لأنقرة، حيث ادعى قائلاً: "إن أتباع تركيا باتوا يتخذون من المياه الليبية طريقاً للوصول لأوروبا".
وواصل المرصد كذبه مضيفا: "إن الأيام القليلة الماضية شهدت وصول نحو 550 مقاتلاً سورياً موليين لتركيا إلى ليبيا بهدف المشاركة في المعارك ضد ميليشيات حفتر".
اقرأ أيضاً: "ماكرون" متراجعاً: لست مؤيداً للرسوم المسيئة ونتفهم مشاعر المسلمين
بدورها، أكدت مصادر سورية لـ"آرام" أن الشبان السوريين الذي غرقوا في بحر بنغازي الليبية، هم من المدنيين الذي كانوا يعملون في المدينة ولا علاقة لهم بأي نشاط عسكري هناك.
وشددت على أن حادثة الغرق عرضية ولا دخل لها بمسألة الهجرة إلى أوروبا، مبينة أن حياتهم في ليبيا كانت بهدف البحث عن عمل بعد أن خرجوا من سوريا بسبب صعوبة الأوضاع الاقتصادي.
من جهته، نشر أحد أبناء الضحايا السوريين تأكيداً لما ذكرته المصادر لـ"آرام" حول أن الغرقى هم مدنيون ولا علاقة لهم بالعمل العسكري أو تركيا والفصائل.
وأشار "نبيل" نجل الغريق حسن الدغيم، أن والده كان خلال السنوات السبعة الماضية في الغربة داخل ليبيا، وقد حاول أكثر من مرة دخول تركيا دون جدوى.
وقال "الدغيم" عبر فيسبوك إن والده قرر ركوب "قارب الموت" باتجاه إيطاليا للعثور على طريقة هناك تمكنه من العودة، إلى أنه رحلته لم يكتب لها النجاح.
وأشار إلى أنه بعد فقدانه لمدة شهر في البحر، وصلهم اليوم خبر غرقه في المياه الإقليمية الليبية برفقة مجموعة من رفاقه المدنيين، وهما ما يخالف رواية "العربية" الكاذبة.
يذكر أن "العربية" ووسائل إعلام أخرى مناهضة لتركيا تحاول الترويج لمسألة إرسال أنقرة سوريين إلى ليبيا سراً، في ظل أن تركيا نفسها لا تخفي دعمها لقوات حكومة الوفاق المعترف بها دولياً.
وكان وزير الدفاع التركي خلوصي أقار، أكد أن بلاده تساعد في تأسيس جيش نظامي في ليبيا، بهدف تمكين الليبيين من تحقيق الوحدة في بلادهم وإفشال مخططات الانقلابين.
في حين لا تذكر "العربية" وتلك الوسائل أخبار تلقي بشار الأسد أمراً من روسيا لإرسال دفعة جديدة من ميليشياته للقتال إلى جانب قائد الانقلاب المشير خليفة حفتر ضد حكومة الوفاق الليبية.
وفنّد وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو، مزاعم منح جنسية بلاده إلى جنود الجيش الوطني السوري، مقابل قتالهم في ليبيا، مبيناً أن العلاق مع حكومة الوفاق وجيشها قائمة على اتفاقية تتماشي مع قرارات الأمم المتحدة والقانون الدولي.
اقرأ أيضاً: شبكة لإسقاط الفتيات في دمشق لتشغيلهن بالدعارة داخل لبنان
وفي وقت سابق، قال المتحدث باسم الجيش الوطني الرائد يوسف حمود لـ"آرام" إنَّهم في الجيش وهيئة الأركان بالحكومة السورية المؤقتة لم يعلموا بخبر إرسال جنود منهم إلى ليبيا إلا من وسائل الإعلام، مؤكداً عدم صحة تلك الشائعات.
وصرح الرئيس التركي رجب طيب أردوغان مؤخراً، حول ذات الموضوع أن تدخل بلاده العسكري في ليبيا أفشل مخطط قوات الانقلاب بقيادة "حفتر" لاحتلال طرابلس، وساهم في تحقيق الأمن لليبيين.
شاهد من إصداراتنا:
