الخميس 02 مايو 2024
20°اسطنبول
27°أنقرة
31°غازي عنتاب
26°انطاكيا
29°مرسين
20° اسطنبول
أنقرة27°
غازي عنتاب31°
انطاكيا26°
مرسين29°
34.64 ليرة تركية / يورو
40.51 ليرة تركية / جنيه إسترليني
8.89 ليرة تركية / ريال قطري
8.63 ليرة تركية / الريال السعودي
32.37 ليرة تركية / دولار أمريكي
يورو 34.64
جنيه إسترليني 40.51
ريال قطري 8.89
الريال السعودي 8.63
دولار أمريكي 32.37

كيف يؤثر رحيل "بوتين المريض" عن رئاسة روسيا على سوريا؟

06 نوفمبر 2020، 10:00 م
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين

عائشة صبري - آرام

يتساءل سوريون عن مدى تغيير سياسة الروس في سورية حال استقال الرئيس الحالي فلاديمير بوتين الداعم الرئيسي لبشار الأسد.

ورغم نفي الرئاسة الروسية (الكرملن) أنباء مرض بوتين بداء "باركنسون"، نشرتها صحيفة "الديلي ميل" البريطانية، وبأنه ينوي الاستقالة من منصبه مطلع العام القادم، لم يستبعد مطلعون على الشأن الروسي مرضه لوجود مؤشرات عليه.

مرض "باركسون" هو "مرض طبيعي وعادي" يصيب أغلب كبار السن وكثير من الأدوية تخفف من آثار هذا المرض.

وبرأي الأمين العام لرابطة السوريين الأحرار في أوروبا هيثم عبد اللطيف، لـ"شبكة آرام" أنَّ ما نشرته الصحف الروسية المعارضة عن استقالة بوتين بسبب هذا المرض هو "عارٍ عن الصحة" وتحمل الأنباء في خلفيتها حقائق ستتضح لاحقاً.

مؤشرات للمرض

مؤشرات عدّة تدل على المشكلة الصحية لبوتين، فالعام الماضي ألغى اللقاء المعتاد والمطول السنوي مع الصحفيين، وهناك كثير من الخبراء الروس أطلقوا تصريحات منذ أشهر، بأنّ الرئيس بوتين مريض بمرض خطير بالعمود الفقري، ويتصاعد تأثيره ببطء، وأصيب به نتيجة ممارسته لرياضة الجيدو.

وباعتقاد الأكاديمي والخبير السياسي في الشأن الروسي، د. محمود الحمزة، أنَّ بوتين لو كان مريضاً فعلاً، فهو "على قناعة بأنهم يجهزون بديلاً عنه".

وتحدث "الحمزة" لـ"آرام" عن مؤشرات تدل على أنّه مريض بالفعل، ومنهم من راقب حركاته أثناء الجلوس وكيفية مسكه للقلم والكأس، لكن يبقى الموضوع "تخمين"، لافتاً إلى أنَّ الصحف البريطانية نشرت الخبر بشكل واسع بسبب مناقشة مجلس الدوما الروسي قانون يعطي الحصانة لبوتين بعد خروجه من الرئاسة.

والتعديلات الدستورية التي أجرتها القيادة الروسية في نيسان/أبريل الماضي تخللها مادة تقول إنَّ المحاكم الروسية سترفض قرارات المحاكم الأوروبية المتعلقة بالشخصيات الروسية، إذا كانت لا تتناسب مع القوانين الروسية، ويومها علّق الخبراء والمحللون بأن المادة لتحصين بوتين كونه متهم بقتل أناس في أوكرانيا وسوريا وغيرها ويطلبونه للمحكمة. حسب "الحمزة".

الوجود الروسي بسوريا

ويؤكد سوريون بأنَّ الوجود الروسي مرتبط بشخص بوتين، ويوضح "عبد اللطيف" أنَّ روسيا لا تُدار بمؤسسات ديمقراطية، بل بـ"قبضة أمنية بيروقراطية دكتاتورية تسلطية إرهابية"، بقيادة رأس الهرم المافياوي رئيس المخابرات العامة للاتحاد السوفيتي السابق فلاديمير بوتين.

وبذهاب المجرم بوتين أو موته تنهار المخططات الخارجية للاتحاد الروسي، فوجود الروس في سورية هو نوع من "المقامرة السياسية والعسكرية لبوتين الذي تردد عدّة مرات بالبقاء أو الانسحاب من سورية".

ويضيف "عبد اللطيف"، لذلك كنا نرجح في تحليلنا السياسي بأنَّ هناك "عملية إغراق أمريكية ولبعض الدول الأوروبية لبوتين في سورية"، وهذا الإغراق كان بدفع مال خليجي لبوتين في بداية الأمر ليواجه التمدد الإيراني.

ويستدرك، لكن هو في حقيقة الأمر مؤامرة أمريكية - أوروبية بأيدي عربية، لإغراق بوتين في الوحل السوري لإضعاف الاتحاد الروسي وتفكيكه عبر "حصار واستنزاف اقتصادي".

ويوافق "د. الحمزة" بأنَّ الوجود الروسي في سورية مرتبط بشكل كبير بشخص الرئيس، فالنظام الروسي نظام فردي شمولي القرار المطلق بيد رأس النظام، وإذا رحل بوتين هناك مراكز قوى أخرى.

ويعتقد بأنَّ القرار سيكون لوزارة الدفاع وأجهزة الأمن وليس لوزارة الخارجية، وهم لن يتخلوا عن نظام الأسد، فالدفاع متمسكة بالأسد أكثر من بوتين، فبتالي "لن يتغيَّر الوجود الروسي في سورية".

إلا في حال جاء رجل ليبرالي مثل "مدفيدت" للحكم، فممكن أن يتخذ قرار الخروج من سورية لكن الترتيبات لتغيير الرئيس ستجري بشكل محكم وتحت إشراف الدفاع والأمن. وفق "الحمزة".

الطغاة لا يستقيلون

من وجهة نظر أخرى، يعتقد كثيرون أنَّ بقاء بوتين، أو رحيله لن يؤثر على الدور الروسي في سوري، ولا يعتقد الناشط السياسي المقيم في الشمال السوري، سامر الحمصي، بأنَّ "شخص كبوتين غيّر الدستور ليستمر بحكم روسيا إلى الأبد على غرار طغاة العرب، سيستقيل أو يترك السلطة لغيره كون الطغاة لا يستقيلون".

ويردف، بوتين ينفذ سياسة ستستمر روسيا بالسير عليها لعشرات السنين وإن رحل، فالقواعد والوجود العسكري الذي من خلاله سيطر على البحر المتوسط واستطاع تقويض سيطرة حلف الناتو من خلال قواعده الصاروخية في مناطق الساحل السوري وقربها من تركيا أحد أهم أعضاء الناتو.

ويضاف إليها الاستثمارات الاقتصادية التي شملت المرافئ والثروات السورية كالنفط والغاز والفوسفات وما ينتج من تصنيع جانبي لها من يورانيوم وكادميوم، فكلّ تلك المكاسب ستربط الوجود الروسي في سورية لعقود قادمة وستجعل روسيا جزءاً من أيّ حل في سوريا سواءً بوجود بوتين أو رحيله. وفق "الحمصي".

ولكن رحيله قد يؤثر على طريقة التعامل مع القضية السورية، كالتنازل عن وجود النظام السوري مقابل ضمان مصالح روسيا واستمرار وجودها، والذي قد يشكل بدايةً لحل المأساة السورية ولكن ذلك يعتمد على من يُخلفه بالحكم.

هذا سناريو متفائل جداً ومستبعد، ويقول الناشط: "أنا شخصياً لا أعول على رحيل أو بقاء بوتين في السلطة، وأرى أنَّ أيّ من هذه التغيّرات لن تؤثر على مأساتنا التي تتفاقم يومياً بالشمال السوري".

يشار إلى أنَّ بوتين يسيطر على مفاصل نظام الأسد في سوريا، ويتحكم بالقرار العسكري والسياسي والاقتصادي، كما استولت روسيا على مرافق سياحية داخل مدينة اللاذقية شمالي غربي سوريا وغيّرت اسم بعض المنتجعات بعد وضعِ يدِه عليها.

ودعت "الشبكة السورية لحقوق الإنسان" في تقريرها السنوي الخامس عن انتهاكات القوات الروسية منذ تدخلها العسكري المباشر في سوريا 30 أيلول/سبتمبر 2015، إلى فرض عقوبات أممية ودولية على روسيا لارتكابها جرائم حرب في سوريا.

اقرأ أيضاً: هل ستتغير السياسة الأمريكية تجاه سوريا؟

شاهد إصداراتنا