الخميس 04 ابريل 2024
20°اسطنبول
27°أنقرة
31°غازي عنتاب
26°انطاكيا
29°مرسين
20° اسطنبول
أنقرة27°
غازي عنتاب31°
انطاكيا26°
مرسين29°
34.44 ليرة تركية / يورو
40.21 ليرة تركية / جنيه إسترليني
8.78 ليرة تركية / ريال قطري
8.53 ليرة تركية / الريال السعودي
31.98 ليرة تركية / دولار أمريكي
يورو 34.44
جنيه إسترليني 40.21
ريال قطري 8.78
الريال السعودي 8.53
دولار أمريكي 31.98
...

ماوراء الطبيعة و -١٢٣ أكشن

18 نوفمبر 2020، 08:11 م

بعد الجدل الذي أحدثه مسلسل ماوراء الطبيعة على نتفلكس وهل هو مسلسل جيد أم لا والفلم السعودي ١٢٣ أكشن الذي لم يشاهده سوى تسعة أشخاص في صالة السينما. استحضرت مذكراتي ، لكي أعرف سبب الهوة السينمائية التي نحن فيها، قبل ٤ أعوام تقريبا كنت في حضرة مخرجين من هوليوود جون لوزينهوب مخرج أفلام الحركة وجاك بيندر أحد مخرجي مسلسل صراع العروش الشهير، بعد ساعة ونيف من الحديث استطردتهم بسؤال لا زلت أتذكره لهذه اللحظة. ماالذي يميز سينما هوليوود عن بقيتها؟ لماذا أبقى مفعما بالدهشة والشغف ، بفلم من إنتاج الخمسينات ، وأشعر بأنه يلامس اهتماماتي المختلفة ، ويلعب مع العقل  "خلاويص"؟. قد تظنون للوهلة الأولى بأنه سيجيب عن التصوير أو تصميم المشهد أو التمثيل لكنه أشار إلى (موضوعية الأفلام) المثيرة للتحدي. وحينما تختار موضوعك جيدا فانظر لبقية التفاصيل الفنية. 

نحن لازلنا تائهون في الموضوع السينمائي لم نجد بوصلتنا الخاصة بل دائما مانشاهد أفلاما ومسلسلات تقلد هوية هوليوود. لو شاهدنا فلما او مسلسلا عربيا تمت صناعته بطريقة جديدة على عين المشاهد العربي يبدأ التهليل والتمجيد ويكأننا صغنا هويتنا السينمائية الخاصة. وآخر شي يتضح بأنه إكليشيه أو عقم في الموضوع. 

الموضوعية القوية التي نشاهدها في الأفلام الجزائرية أو المغربية أو اللبنانية والتونسية والأردنية وترشح وتفوز بجوائز الأوسكار وغيرها لاتلقى بالاحتفاء مقارنة بالأعمال التي نصنع لها ضجة وهي بدون موضوعية وكأن المشاهد العربي تعود على نمط فني معين وهذا شيء يدعو للخيبة والأسف . 

ماهو المفهوم الخاص بصناعة السينما العربية وبين قوسين إن كانت تسمى صناعة سينما فعلا. لماذا غابت الهوية السينمائية. هل الخلل في سيكولوجية فهمنا للسينما.

عندما نشاهد فيلما أمريكيا أو أوروبيا نشعر بوجود تماثل بين ماتحدثه السينما من متعة وبين سياق الأحلام التي نتخيلها ونحن نشاهد ذلك . لكن هذا لايحدث عندما نشاهد شيء عربي. 

ماوراء الطبيعة والمقتبس من رواية د. أحمد خالد توفيق يرحمه الله عندما تحولت لمسلسل ربما لا يكون الأمر الجوهري أن يكون المسلسل مخلصا على نحو صارم للرواية . ما يمكن للأدب بالفعل أن يجلبه للسينما والمسلسلات ليس مستودعا للموضوعات المهمة بقدر ما هو إحساس بماهية  (الحكي)  . وما يهم هو فصل العمل الفني عن القراءة . حتى يمكنه في النهاية التواصل مع المشاهد كصورة مروية . 

نحاول أن نلملم شتاتنا السينمائي لكن ما نلبث إلا أن نلاقي ١٢٣ أكشن الفلم السعودي والذي هو خيبة أمل كبيرة، لايوجد فلم سينمائي في التاريخ حضره تسعة فقط، أي سقطة هذه؟. لحقت بسينما لديها عقل وروح ولاتصنعها النقود فقط. 

 يجب علينا إعادة صياغة السينما العربية بموضوعية، بما يجعلها تحضر في كل المحافل الدولية، يجب علينا أن نجعل غيرنا يحتفي بأفلامنا ومسلسلاتنا. ونوفر لها مناخ الحرية ، الحرية التربة الخصبة للإبداع والخيال والفن.  

في زمن العقاد ، قدمت فنون الصورة الناضجة أفلاما ساعدت السينما العربية الناشئة في النضوج . واليوم ، وبعد أن اكتسبت مكانتها بفضل الأفلام العربية التي بدأت تصارع على الجوائز العالمية ، فإن حيوية وقوة السينما يجب أن تأتي باتصالنا للكتب والروايات والموسيقى والثقافات العربية لصياغة هوية خاصة بنا . لن تحتفظ السينما العربية بنضوجها الذي عملت على تحقيقه لعقود ، بمجاراة الثقافة الأمريكية أو الأوروبية ؛ ولا ينبغي لها أيضا التقهقر إلى ملاذ الأفلام ذات القيمة الفنية العالية  . بدلا من ذلك ، يجب على السينما العربية المضي قدما في القرن الجديد باستيعاب الهوية وتوفير الحرية كأفق للإبداع، وهي ثقافة وسيطة و جديدة قد تساعد السينما العربية على الخروج من مأزقها والذهاب نحو العالمية ، سنصنع سينما مختلفة عن التي عرفناها ، لكنها ستكون سینما جديرة بماضيها إلى درجة أنها تحافظ على ما قد تكون أفضل تسمية لها هي الروح السينمائية ، ما ورثه العقاد هو مسار أكثر منه مذهبا، توجه مترعا بالفضول والتلقائية والاستجابة لواقع ينظر إليه إلى ما لا نهاية على أنه مبهم ويستحق الاهتمام والشغف.