محمد سكيك - آرام
سنوات من الحرب الضروس في سوريا، راح ضحيتها الآلاف بين شهيد وجريح، حتى أنها لم تبقِ شيئاً على حاله إلّا عاثت به خراباً ودماراً، لكنهم قالوا "العزائم لا تحدها الظروف".
سامر الحمصي من مواليد دمشق عام 1977، اتخذ من المقولة أعلاه نهجاً، فأصر على الحفاظ على حديقة حيوان يمتلكها على طريق مطار دمشق الدولي، رغم ما أصابها من دمار وأضرار.
خسارة مادية ومعنوية، لم يستسلم لها الرجُل وشرع بتحويل منزله الوحيد إلى مكان لنقل تلك الحديقة وما بها حيوانات مفترسة وفريدة، فأصبح وأسرته الأغرب حول العالم!.
يقول الأربعيني، بعد أن أطلق تنهيدة طويلة: "بدأت هوايتي في تربية الحيوانات عقب اقتنائي قطة، فشاهدتها كيف تكبُر وتتكاثر أمام عيناي فأشعل ذلك في نفسي عشقاً لتربية الحيوانات".
ويروي في تقرير مصور نشره موقع "سبوتنيك روسيا"، أنه بدأ باستيراد وجلب الحيوانات، ومن ثم أخذ يشارك بها في العديد من المسابقات والمهرجانات، كمهرجان "شام بتجمعنا".
ويضيف "جلبت أسداً صغيراً وربيته، ورويداً رويداً، تطور الأمر إلى أن أصبحت أمتلك حديقة حيوان تعج بالحيوانات المفترسة، التي لطالما وجدتها حيوانات أليفة من وجهة نظري".
وعن تربية الحيوانات المفترسة، بين الحمصي أنه في بداية الأمر لم يكن هدفه سوى اقتناءها وتربيتها، لكن تكاليف إطعامها وأجور العمال لديه أصبحت عبئاً كبيراً عليه مما دفعه لبيع صغار حيواناته لتعويض ذلك.
وعند سؤاله عن طريقة إطعام الحيوانات، صمت لبرهة وقال: "من تجمعني بهم علاقة طيبة كثيرين، ويوجد العديد من مزارع المواشي والدواجن في سوريا، فمن تموت لديه بقرة أو دجاجة يأتي بها لي ويبيعوني إياها بسعر مقبول".
وتابع "الأسد والنمر يحتاجان يومياً لنحو عشرين كيلو من اللحم لكل منهما، ومع ما أمتلك من حيوانات أخرى أحتاج يومياً إلى طنٍ من اللحم لإطعامهم".
وعن الصعوبات التي يواجهها، بيّن أنه عانى كثيراً لإنتاج سلالة من الحيوانات النادر، كما أنه لا يمكن وضع مجموعة من الحيوانات المفترسة مع بعضها البعض في مساحة ضيقة.
وفيما يتعلق بما يمتلكه، يروي "أمتلك حديقة كاملة متكاملة بها ستة أسود بيضاء من أندر عشر حيوانات في العالم، ومجموعة من الدببة والنمور وغيرها، كما استورد الطيور من ألمانيا وأعمل على تهجينها للحصول على أنواع جديدة".
سامر ختم حديثه، بالتأكيد على سعيه المستمر خلف حلمه متحدياً كافة الظروف، من أجل إنشاء حديقة حيوان في وطنه سوريا لينافس بها على مستوى الشرق الأوسط.
وتعيش سوريا حرباً منذ نحو 8 سنوات عقب انطلاق احتجاجات شعبية سلمية عارمة معارضة لسياسات نظام الأسد الذي بدأ بقمعها عسكرياً، الأمر الذي حول المتظاهرين المدنيين إلى مُسحلين للدفاع عن أنفسهم وانتزاع حقوقهم.
