لارا أحمد:

تناقل نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي وتحديداً على موقع الفيسبوك تدوينة لنائب رئيس الحركة الإسلاميّة في فلسطين 48 كمال الخطيب.

في هذه التدوينة، انتقد الخطيب السعوديّة بسبب تصنيفها لمنظمة الإخوان المسلمين تنظيماً إرهابيّاً. كما انتقد هذا القياديّ أيضاً خطباً لأئمة سعوديّين في مساجد مكّة والمدينة بسبب تشويههم المتعوّد لتنظيم الإخوان تاريخاً وقيادةً، حسب ما ورد تدوينته.

انتقد كمال الخطيب، نائب رئيس الحركة الإسلاميّة في فلسطين 48 عدداً من أئمة السعوديّة على خلفيّة إلقائهم خطباً تعمّدوا فيها ضرب صورة الإخوان المسلمين لدى المصلّين، وذلك عبر تكفير قياداتها وتشويه تاريخها وتحريف حاضرها. هذا وقد رفض الخطيب اختزال تنظيم الإخوان المسلمين في كليشيه الإرهاب والعنف.

من جهتها، نفت هيئة كبار العلماء في السعوديّة عن حركة الإخوان صفة الاعتدال، ووصفتها بأنّها حركة إرهابيّة ذات ميولات انفصاليّة، وأنّها لا تسعى لخدمة الدّين الإسلاميّ، بل تهدف لإحداث توتّر سياسيّ حيثُ ما ذهبت بغاية الوصول إلى السّلطة، وهو ما يتعارض مع تعاليم الدين الحنيف، حسب البيان المشترك الذي أصدرته الهيئة.

وقد أكدت الهيئة أيضاً في البيان الذي أمضى عليه رئيسها و16عضواً من أعضائها أنّ جماعة الإخوان مثّلت عبر تاريخها مناخاً مناسباً لتنشئة "جماعات إرهابية عاثت في البلاد والعباد فساداً".

في المقابل انتقد كمال الخطيب هذه التوجّهات السعوديّة، واعتبرها غير صادقة ولا يُعتدّ بها لأنّها مبنيّة على تحيّزات سياسيّة بالأساس، لا على مراجعات دينية عميقة.

من الناحية الأخرى، تحفّظ بعض المسؤولين في حركة حماس على تصريحات الخطيب، واعتبرها بعضهم تعميقاً للأزمة السياسيّة بين السعوديّة وحركة المقاومة الإسلاميّة حماس.

وقد لفت بعضهم إلى أنّ هناك الكثير من أعضاء حركة حماس قابعون في الوقت الحاليّ في سجون السعوديّة، وتصريحات الخطيب المتهجمة على هذه الدولة من شأنها تعقيد الوضع لا الدّفع به نحو الانفراج.

من الواضح أنّ العقلاء من قيادات حماس يرفضون هذا التوجّه التصعيدي بينهم وبين السعوديّة لأنّه من شأنه أن يضرّ بالمصالح الداخليّة للحركة ويُراكم أسباب أزمة دبلوماسيّة شديدة بين الطّرفين.