لارا أحمد:
نقلت مواقع إخبارية فلسطينية بالإضافة إلى بعض صفحات مواقع التواصل الاجتماعي تصريحات القيادي بحركة حماس خليل الحية. اتّهم الحية في تصريحاته هذه حركة فتح بالتخاذل وبتراجعها عن المكتسبات الفلسطينية الوطنيّة عبر استئنافها التنسيق مع سلطات الاحتلال.
اعتبر القيادي البارز في حركة المقاومة الإسلاميّة حماس خليل الحية أنّ الخيار السياسي باستئناف التنسيق مع إسرائيل قد جاء على خلاف الانتظارات الشعبيّة للكتلة الفلسطينية الوطنيّة. كما قد اعتبر هذا الأخير الخطوة الأخيرة للسلطة الفلسطينية برام الله خطوة في مسار التطبيع السياسي مع دولة الاحتلال، وهي لا تختلف كثيراً عن تطبيع دولة الإمارات أو البحريْن الأخير مع إسرائيل.
من الواضح أنّ الخلاف على أشدّه بين قيادات حركة حماس وقيادات حركة فتح. لم تفلح هاتان الحركتان في التوصل إلى اتفاقات حقيقيّة حيال القضايا الحسّاسة والجدليّة بالنسبة للشعب الفلسطيني، وهو ما يجعل الكثير من المحللين السياسيّين يعتقدون بفشل محادثات المصالحة، رغم عدم الإعلان عن إلغاء المشروع بصفة رسميّة إلى حدّ اللحظة.
لقاء العاصمة المصريّة الأخير قد أثار فتيل الجدل بخصوص الخلاف القائم بين فتح وحماس، حيثُ نقلت مصادر موثوقة أنّ التوتّر قد طغى على مجريات هذا اللقاء، وقد اتهم بعض القيادات الفلسطينية الوطنية ومن بينهم حسين الشيخ حركة حماس بتعمدها إفشال هذه المحادثات بمصر.
هذا وترى قيادات فتح أن تصريحات قيادات حماس المتمركزة في غزة تكشف بشكل بين لا لبس فيه أن حماس لم تراهن حقيقة على مسار المصالحة وأنها لم تكن تسعى لإنجاحه بقدر سعيها لزيادة شعبيتها استعداداً للانتخابات المقبلة.
تمرّ المحادثات الفلسطينية بأصعب فتراتها في الأسابيع والأشهر الأخيرة. يرجح كثيرون انهيار هذه المحادثات في حين يعمل آخرون على إصلاح ما يمكن إصلاحه ومواصلة المسار الذي بدأته الطبقة السياسية الفلسطينية.
