الأحد 05 مايو 2024
20°اسطنبول
27°أنقرة
31°غازي عنتاب
26°انطاكيا
29°مرسين
20° اسطنبول
أنقرة27°
غازي عنتاب31°
انطاكيا26°
مرسين29°
34.92 ليرة تركية / يورو
40.78 ليرة تركية / جنيه إسترليني
8.89 ليرة تركية / ريال قطري
8.62 ليرة تركية / الريال السعودي
32.35 ليرة تركية / دولار أمريكي
يورو 34.92
جنيه إسترليني 40.78
ريال قطري 8.89
الريال السعودي 8.62
دولار أمريكي 32.35

العراق والتعليم وكورونا.. مصير المجهول

09 ديسمبر 2020، 02:52 م
التعليم في العراق
التعليم في العراق

ثامر الحجامي

كاتب عراقي

09 ديسمبر 2020 . الساعة 02:52 م

ثامر الحجامي

  لا يختلف العراق عن غيره من بلدان المنطقة والعالم، في تعرضه لموجة جائحة فايروس كورونا، وبلوغ الإصابات فيه أرقامًا عالية، بسبب عدم الالتزام الشعبي بصورة رئيسية من جانب، وسوء إدارة الأزمة من قبل الحكومة من جانب آخر.

   هذه الأزمة انعكست على قطاعات كثيرة، منها ضعف الخدمات الصحية، وتدهور الأوضاع الاقتصادية حتى جعل الدولة غير قادرة على دفع رواتب الموظفين، لكن الجانب المهم الذي عانى الإهمال ولم توجد له حلول ومعالجات لغاية الآن هو الجانب التعليمي وكيفية تلقي ملايين الطلبة لدروسهم خلال هذا العام.

   حالة من الارتباك والفوضى سائدة في أروقة وزارة التربية وزارة التعليم العالي، والقرارات التي تم اتخاذها قرارات ارتجالية، جعلت المؤسسات التعليمية غير قادرة على أداء مهامها، وتركت وحيدة تغرد بمفردها دون وضع آليات محددة لإدارة العملية التعليمية، فهي من جهة غير قادرة على الإيفاء بالشروط الصحية لمواجهة الوباء، ومن جهة أخرى ملزمة بقرارات وزارة التربية ووزارة التعليم العالي.

   وزارة التعليم العالي يبدو أنها قد حسمت أمرها، وتركت الأمر إلى الجامعات في وضع آلية التدريس التي يبدو أنها لا تختلف عن آلية العام الماضي، عن طريق التعليم الالكتروني باستثناء بعض المراحل، وهي طريقة أثارت الكثير من الانتقادات، سواء في أسلوب إيصال المعلومة، أو حجم النجاح في المراحل الدراسية، مما يضع كثيرًا عن علامات الاستفهام حول المستوى التعليمي المتدني لكثير من طلبة الكليات والمعاهد.

  الكارثة الكبرى في وزارة التربية، وفشلها الكبير في اتخاذ قرار التعليم من عدمه لهذا العام، ورمت كل فشلها على خلية إدارة الأزمة الحكومية، فهي قررت أن يكون الدوام في المدارس ليوم واحد في الأسبوع لكل مرحلة! رغم أن هذا اليوم كاف لانتشار الوباء وبالتأكيد لا يكفي للتعليم.

   أعداد الطلبة كبيرة ولا تكاد الصفوف المتهالكة تستوعبها، وأغلب المدارس تعاني من نقص في كوادرها التدريسية، ولم تطبع كتبًا منهجية جديدة لهذا العام، ولا تتوفر الشروط الصحية في أي مدرسة حكومية، فلم يتم توفير المستلزمات الطبية والمعقمات، بل إن حمامات المدارس تخلوا حتى من المنظفات والصابون!

   المنصات الإلكترونية التعليمية غائبة عن أذهان الكثيرين، وهي مهملة لدى العوائل العراقية لأسباب كثيرة منها عدم توفر الأجهزة أو ضعف شبكة الإنترنت، وعدم معرفة استخدام المواقع من الطلبة بل وحتى من الهيئات التدريسية، والكل يترقب قرارات ارتجالية أخرى من وزارة التربية، لا أحد يتكهن بما هي ولا يعرف إلى ماذا ستفضي.

  إذا كانت الوزارات التعليمية غير قادرة على التعامل مع الأوضاع الحالية، وعدم إيجاد آلية لإدارة العام الحالي، فلا بأس باستنساخ تجربة من البلدان المجاورة التي تعاني نفس أوضاع العراق والحرص على تطبيقها بنجاح، أو اتخاذ قرار شجاع باستمرار الدوام بشكل طبيعي، أو التعطيل بشكل كامل وتحمل النتائج.