الجمعة 05 ابريل 2024
20°اسطنبول
27°أنقرة
31°غازي عنتاب
26°انطاكيا
29°مرسين
20° اسطنبول
أنقرة27°
غازي عنتاب31°
انطاكيا26°
مرسين29°
34.44 ليرة تركية / يورو
40.21 ليرة تركية / جنيه إسترليني
8.78 ليرة تركية / ريال قطري
8.53 ليرة تركية / الريال السعودي
31.98 ليرة تركية / دولار أمريكي
يورو 34.44
جنيه إسترليني 40.21
ريال قطري 8.78
الريال السعودي 8.53
دولار أمريكي 31.98

التَّنَمُّر العُنْصريّ ضد السُّورِيّين في دُوَل اللُّجُوء، إلى أين؟؟

28 ديسمبر 2020، 11:21 ص
التَّنَمُّر العُنْصريّ ضد السُّورِيّين في دُوَل اللُّجُوء، إلى أين؟؟

يحيى السيد عمر

كاتب سوري

28 ديسمبر 2020 . الساعة 11:21 ص

تَكثُر حَالَات التَّنَمُّر الَّتي يَتَعَرَّض لها #اللاَّجِئُون_السُّوريُّونَ في دُوَل اللُّجُوء لا سيّما في دُوَل الجوار السُّوريّ، وأكثرها فظاعةً تلك المرتبطة بالتَّنَمُّر الجَمَاعيّ، ولعلّ حادثة إحراق مخيَّم للَّاجئين في مدينة #المنية اللبنانيَّة أكثر الحالات فظاعةً، وتأتي هذه الحوادث في ظلّ صَمْتٍ محلِّيٍّ ودوليٍّ مُريبٍ، فحتَّى دعوات الاستنكار قلَّما تجد طريقاً لآذان السُّوريِّينَ.

بَعْد سنوات طِوَال من عُمْر #الأَزْمَة_السُّورِيَّة واستِمْرار مَلايِين #السُّوريِّينَ في الإقامة في دُوَل اللُّجوء مع تركُّز غالِبيّتهم في دُوَل الجِوَار السُّوريّ، يمكن القول بأن #اللَّاجِئِينَ قد شَهِدوا في بِدَاية لُجُوئهم تعاطُفًا دَوْليًّا واسِعًا شَعْبيًّا وحُكومِيًّا، إلَّا أنَّ هذا التعاطُف بَدَأ بَعْد عِدَّة سَنَوات في التَّراجُع لِتَحُلّ مَحلَّه مَوْجة من التذمُّر والتَّنَمُّر والتَّمْيِيز العُنْصريّ.

قَلَّما تَخْلو دَوْلة أو مَدِينة يَقْطنها #اللاجِئون من أحَدْاث قائِمة على التَّمْييز ضِدّ #السُّوريِّينَ، البعض منها وَثَّقها الإِعْلام والبعض الآخر لم تَجِد طَرِيقًا للإِعْلام، وتَواتَرتْ هذه الأَحْداث، ومنها ما بَلَغ حدّ الجَرِيمة، كحادثة الاغتِصاب الجَماعيّ للطِّفل السُّوريّ محمد في لُبْنان، إضافةً لأحْدَاث أُخْرى في تُركِيا والأُرْدن وغيرها.

يَحتَجّ بَعْض المُناهِضين للوُجُود السُّوريّ في دَوْل اللُّجوء بأَنَّهم أصبحوا عالَةً على المُجتَمعات المُضِيفة وأنَّ اقتِصاد بلادِهم لا يَقْوى على احتِضانهم، وهؤلاء يتجاهَلُون أنَّ التقارير الاقتِصاديَّة العَالَميَّة تُشِير إلى أنَّ السُّوريِّينَ قدَّموا لاقتِصاد الدُّوَل المُضِيفة أكثر ممَّا استفادوا منها.

فالسُّوريُّون افتَتَحوا في تَرْكيا وَحْدها ما يَزِيد عن 15 ألف شَرِكة، وفي أَلْمانيا 4 آلاف شَرِكة، وبَلغتْ قِيمة استِثْمارات السُّوريِّينَ في تركيا ما يَزيد عن 1,5 مليار دولار، كما أكَّدت دراسة صادرة عن مركز الهجرة القَسْريَّة التابِع لجامِعة أُكْسفورد أنَّ اللَّاجِئِينَ السُّوريِّينَ ساهَموا بزِيادة النَّاتِج المَحلِّيّ الإجْماليّ لدُوَل اللُّجوء بما يُقارِب 25 مِلْيار دولار.

إنَّ هذه المُساهَمة الاقتِصاديَّة يَبْدو أنَّها لم تَشْفع للَّاجِئين في مُجتمَعاتهم الحالِيَّة، وللأسف فإنَّ استِفادتهم من هذه المُساهَمة تُعْتبر زَهِيدةً مُقابِل الاستِفادة الكُبْرى لأَرْباب العَمَل من السُّكّان المُحلِّيِّينَ، وهنا لا نَسْعى لتَصْوير اللَّاجِئِينَ على أنَّهم مِثالِيُّون، فلَدَيْهم سُلُوكيَّات خاطِئة لكنَّها لا تَخْرج عن النِّطاق الفَرْديّ فالمُجتمَعات المُضِيفة هي الأُخْرى لديها أخطاء مِثْلها.

وهنا يفرض التساؤُل نَفْسه: ما الإِجْراءات الَّتي اتَّخَذتها قِيادات المُعارَضة السُّوريَّة، لا سيَّما الائِتلاف لمعالَجة ظاهِرة التَّمْييز، الحَقِيقة المُفْجعة أنَّها لم تَقُمْ بأيِّ دَوْرٍ حَقِيقيٍّ في هذا المَجال، حتَّى لم يُلْحَظ أيّ إِدانَة أو استِنْكار لهذه التصرُّفات، فأيُّ إِجْراء اتُّخِذَ لم يَرْقَ لمُسْتوى الحَدَث.

والجَدِير بالذِّكْر هُنا أنَّ السُّوريِّينَ احتَضَنُوا جَمِيع اللَّاجِئِينَ من دُوَل الجِوار في نَكَباتهم، كاللَّاجِئِينَ اللُّبْنانِيِّينَ والعِرَاقِيِّينَ والفِلَسْطينيِّينَ، فالفِلَسْطينيُّون لهم في سُوريا ذات الحُقُوق للسُّوريِّينَ، فالسُّوريُّون اعتَادوا على احتِضَان من جَارَ الدَّهْر عليه، أمَّا عِنْدما جَار الدَّهْر عليهم يَبْدو أنَّ الأَبْواب أُوصِدَت دُونَهم.

إحراق مُخيَّم اللَّاجِئِينَ في لبنان يَرْقَى لجريمةٍ موصوفةٍ، فهو عقوبةٌ جماعيَّةٌ لعَشَرات العوائل المُهَجَّرَة، ومِن المُؤَكَّد أنَّ هذه الحادثة لن تكون الأخيرة، فخلال السَّنوات السَّابقة كانت حالات التَّنَمُّر في ازديادٍ بعددها ونوعيّتها، فالتّهاون المحلِّيّ والدوليّ مع هذه الحالات دفَع المُتَنَمِّرين للتَّمَادِي في أفعالهم.

الصُّورة العامَّة للَّاجِئينَ السُّوريِّينَ على أنَّهم عالةٌ اقتصاديَّة حرَّضَت بشكلٍ غير مُباشِر على ارتفاع مُعدَّل حالات التَّنَمُّر العنصريّ، وهنا يبرز دور المُنَظَّمَات الدوليَّة الأُمَمِيَّة وغيرها في حماية حقوق اللَّاجِئِينَ لا سيَّما حقوق الأطفال والنِّساء والفئات الأشدّ ضعفًا، كما أنَّ الجهات المانحة تتحمَّل جزءاً من المسؤوليَّة لناحية التأكُّد من وصول الدَّعْم المادِّيّ والمعنويّ لمستحقِّيه.

اقرأ أيضاً: نظام الأسد يكافئ مجرم حرب بتقليده منصباً هاماً في حمص

إحراق #مخيّم_اللَّاجِئِينَ كأحدث حالة تنمُّر وتمييز عنصريّ لا يجب أن تَمُرَّ دون عقابٍ للفاعلين، فعلى #الحكومة_اللُّبنانِيَّة أن تكون حازمةً تِجَاه هذه القضايا، وذات الأمر يجب أن يتوافر لدى جميع الحكومات المحتَضِنَة للَّاجِئِينَ، وبالتَّأكيد فإنَّ الدَّور الأساس في هذا الأمر يقع على عاتق #الائتلاف و #الحكومة_السُّوريَّة_المؤقَّتة من خلال التَّنْسِيق مع الحكومات والمنظَّمَات الدَّوليَّة.

وممَّا يَحزّ في النَّفْس أنَّ المُضْطَهدِين هم من أَبْناء جِلْدَتِهم ويتقاسَمُون معهم التَّاريخ والجغرافيا والدِّين، وهنا نَتذكَّر #نيلسون_مانديلا مُخلِّص الأفارِقة من الاضْطِهاد العُنْصريّ مع فارِق جَوْهريّ أنَّ المُضْطَهدين هناك لم يكونوا من أَبْناء جِلْدة الضَّحايا، فالأفارِقة وَجُدوا في #مانديلا مُخلِّصًا لَهُم، أمَّا السُّوريُّون فلا مانديلا لهم.

شاهد إصداراتنا: