عائشة صبري - خاص آرام

قال الناطق باسم شبكة عين الفرات المحلية أمجد الساري إن: "مرض اللشمانيا عاد إلى الانتشار مجدداً في قرى ريف دير الزور بشكل كبير وغير مسبوق، وخاصة بين الأطفال".

وأضاف الساري في تصريح خاص لـ"آرام" الجمعة، "سُجّل مئات الإصابات خلال الفترة الماضية في قرى ريف دير الزور الشرقي، وخاصة في قرى هجين والسوسة والبحرة والباغوز، وهي القرى التي شهدت سابقاً معارك بين قسد وداعش".

وتشهد محافظة دير الزور شرقي سوريا، انتشاراً كبيراً لمرض اللشمانيا، وخصوصاً في المناطق التي شهدت معارك بين تنظيم داعش وميليشيا قسد وسط نقص حاد بالأدوية والعقارات اللازمة للحدّ من هذا الوباء.

وحول أسباب انتشار المرض أوضح الساري، أن السبب الرئيسي يعود إلى وجود الجثث المتفسخة التي لم يتم انتشالها، وأيضاً تراكم القمامة والنفايات، مؤكداً أن ذلك أدى إلى انتشار المرض وتفشيه بشكل كبير.

وحمّل الناطق الإعلامي "قسد" المسؤولية بالدرجة الأولى كونها هي الجهة التي تسيطر على المنطقة، مشدداً على أنها أهملت المنطقة بشكل كبير لذلك بدأت الأمراض بالانتشار في تلك المناطق.

وتابع "هناك نقص كبير في الأدوية والعلاج، وإن توفرت فهي بأسعار باهظة تفوق قدرة الأهالي على دفعها، حيث تبلغ أجرة المعاينة فقط 2000 ليرة سورية، والجلسة العلاجية 10 آلاف ليرة وقد لا يُشفى المريض من أول جلسة".

ونوّه إلى أن أعداد المصابين في تزايد مستمر، ولا يوجد في المنطقة مراكز متخصصة لعلاج هذا المرض، لافتاً إلى مناشدات عديدة أطلقتها الكوادر الطبية الموجودة في ريف دير الزور.

وكانت الكوادر الطبية قد طالبت المنظمات الدولية بالتدخل بشكل فوري للحد من هذا الوباء، مؤكدةً ضرورة تأمين الأدوية اللازمة وتقديم الدعم لهم من أجل وقف انتشار هذا المرض وعدم تحوله لكارثة إنسانية حقيقية.

وشدد الساري أن الكوادر الطبية في حالة استنفار في منطقة الشعيطات والعديد من القرى الأخرى التي شهدت ازدياد في أعداد المصابين، إضافة إلى تشكيل فرق طبية للحد من المرض، منوهاً إلى أن الإمكانيات ضعيفة جداً وتحتاج إلى دعم من المنظمات الطبية، وسط نقص في الكوادر الطبية.

وتعاني محافظة دير الزور من انتشار الكثير من الأوبئة والأمراض الجلدية، كمرض التهاب الكبد الوبائي واللشمانيا، بالإضافة للعشى الليلي والكوليرا، وكل ذلك دون توفر الرعاية الصحية اللازمة لهم، نتيجة إهمال متعمد من قبل ميليشيات قسد ونظام الأسد.

ويعود سبب انتشار مرض "الليشمانيا" إلى تراكم النفايات والمقابر الجماعية ما جعل المنطقة بيئة مناسبة لحشرة "ذبابة الرمل" المسؤولة عن المرض، وهي حشرة صغيرة لا يتجاوز حجمها ثلث حجم البعوضة العادية.

شبكة عين الفرات نشرت تسجيلاً مصوراً ناشد خلاله المنظمات الإنسانية.
 

كما نشرت لقاء مع أحد الكوادر الطبية في ديرالزور للحديث عن اجتياح وباء اللشمانيا لريف ديرالزور الشرقي.