الإثنين 22 ابريل 2024
20°اسطنبول
27°أنقرة
31°غازي عنتاب
26°انطاكيا
29°مرسين
20° اسطنبول
أنقرة27°
غازي عنتاب31°
انطاكيا26°
مرسين29°
34.44 ليرة تركية / يورو
40.21 ليرة تركية / جنيه إسترليني
8.78 ليرة تركية / ريال قطري
8.53 ليرة تركية / الريال السعودي
31.98 ليرة تركية / دولار أمريكي
يورو 34.44
جنيه إسترليني 40.21
ريال قطري 8.78
الريال السعودي 8.53
دولار أمريكي 31.98

خُطف في لبنان وسُلّم للأسد .. والدة الضابط محمد ناصيف تروي تفاصيل مبكية عنه

17 يناير 2021، 05:53 م
المعتقل محمد ناصيف
المعتقل محمد ناصيف

بسام الرحال - آرام

لم تتوقف والدة الضابط المنشق، محمد ناصيف، عن ذرف دموعها الحارة وهي تتكلم عن ولدها، وأجهشت بالبكاء عندما قالت إنها: "لا تعلم مصيره، وهل هو حيّ أم ميت"، وخصوصاً أن معلومات وصلت إليها في وقت سابق عن تصفية نظام الأسد جميع الضباط المعتقلين في معتقلاته.

شبكة "آرام" تواصلت مع والدة النقيب "محمد ناصيف" التي تقيم حالياً في تركيا، للوقوف حول مستجدات قضية ولدها، حيث استقبلت الاتصال بصوت متقطع ومرتجف، واستبشرت خيراً عندما ذكرنا اسم ولدها ظناً منها أننا "نحمل أخباراً سارة عنه".

وبدأت الوالدة المكلومة حديثها والعبرات تخنقها، بأنها ذهبت إلى لبنان برفقة أطفال ولدها الثلاثة بعد حادثة الاختطاف، وذلك بعد أن علمت أن "محمد" في سجون ميليشيا حزب الله اللبناني، ليتبيّن لاحقاً أن "الحزب" سلّمه إلى نظام الأسد في سوريا قبل شهرين، ما دفعها إلى توكيل المحامي اللبناني طارق شندب لمتابعة قضية ولدها.

وكانت ميليشيا "حزب الله" اختطفت النقيب "ناصيف" عام 2015، وتم تسليمه إلى نظام الأسد في سوريا، وبعد أن تمكنت السلطات اللبنانية من إلقاء القبض على الخاطفين، أطلق القضاء اللبناني سراحهم، بالرغم من اعترافاتهم.

ولجأ النقيب "ناصيف" إلى لبنان عام 2014 بعد انشقاقه عن نظام الأسد، إلا أن عصابة من منطقة "مجدل عنجر" استدرجته إلى "بريتال" في قضاء بعلبك في يناير/كانون الثاني 2015 بحجة أن "حزب الله يتعقّبه".

وعرض عليه الخاطفون تهريبه مع ثلاثة من السوريين إلى سوريا فاقتنع، واستقل معهم السيارة، إلا أن الخاطفين سلموهم لحاجز تابع لـ"حزب الله" عند مدخل "بريتال"، الذي سلّمه بدوره إلى نظام الأسد.

وقالت والدة الضابط: إن "المحامي استطاع خلال السنوات الماضية تأمين أربع زيارات إلى سجن صيدنايا (مكان اعتقال محمد)، حيث زارته شقيقته دون أن تتمكن أمه من زيارته لأسباب أمنية، قبل أن تنقطع أخباره مع بدء تفشي فيروس كورونا، حيث منعت بعدها الزيارات إلى سجن صيدنايا".

وأكدت أنّها لا تريد شيئاً من الدنيا إلا أن يرجع لها ولدها، الذي ينتظره أولاده الثلاثة، مناشدة العالم والمجتمع الدولي بالعمل على الإفراج عن جميع المعتقلين في سجون الأسد.

وأرسلت تسجيلاً يظهر تلاوة مميزة لأحد أبناء المعتقل الذي يبلغ من العمر عشر سنوات وهو يقرأ القرآن، بعد أن طلب والده المعتقل من شقيقته أثناء زيارتها له أن يقرأ طفله سورة "لقمان".

وختمت والدة النقيب محمد ناصيف حديثها، بـ"الدعاء أن يفرج الله عن ولدها ويرجعه لعائلته، وأن ينتهي الظلم في سوريا، وأن يخرج جميع المعتقلين من السجون، ويعودوا إلى منازلهم ويفرحوا بأطفالهم".

بدوره، كشف المحامي اللبناني طارق شندب بتصريحات سابقة عن اختفاء الملف القضائي العائد لقضية موكله النقيب محمد ناصيف، بهدف التمويه على هذه القضية التي اتُهم فيها خمسة من عناصر حزب الله وأُفرج عنهم بعد أيام.

وذكر المحامي المعروف بدفاعه عن حقوق السوريين المعارضين للأسد، أن أهل ناصيف تقدموا عن طريقه بشكوى جزائية أمام القضاء اللبناني وحققت شعبة المعلومات في قوى الأمن الداخلي بالموضوع، وأوقفت خمسة أشخاص اعترفوا اعترافاً تاماً وصريحاً بخطفهم للضابط "ناصيف".

وبعد توقيف هؤلاء الأشخاص مورست ضغوط من قبل حزب الله على القضاء اللبناني، وكان هناك بعض القضاة المتحيزين له، فتم إخلاء الموقوفين المتهمين بعد أسبوع من توقيفهم من قبل القاضي "أسعد جدعون"، وفقاً للمحامي.

ورداً على ذلك رفع "شندب" كتاباً إلى الدوائر المعنية بملفات الخطف والتعذيب في الأمم المتحدة ادّعى فيه على الدولة اللبنانية لجهة مسؤوليتها عن خطأ أحد قضاتها طالباً الاستفهام منها عن دورها في تطبيق النظام والأمن على أراضيها.

وأوضح المحامي، أن القاضي خالد العبد الله، استلم الملف بعدها وأصدر في 7 يناير/ كانون الثاني2017 قراراً ظنياً بحق هؤلاء الموقوفين، اتهمهم فيه بتشكيل "عصابة إرهابية" خطفت الضابط محمد ناصيف وابتزت أهله.

وطلب "العبد الله" بإحالة الملف إلى الهيئة الاتهامية في زحلة لمحاكمة المتهمين الخمس، ولكن الملف اختفى بعد صدور قرار من الهيئة الاتهامية التي طلبت إحالة الملف إلى محكمة الجنايات في زحلة.

وقال "شندب": إنه "علم بالتواتر من خلال المتابعات والمراجعات أن بعض الموظفين المنتمين لحزب الله داخل سلك القضاء، وفي قلم دائرة التحقيق والهيئة الاتهامية والنيابة العامة الاستئنافية ومحكمة الجنايات في زحلة، تحديداً هم من قاموا بإخفاء الملف".

وأضاف أنه تقدم بصفته القانونية كـ"وكيل عن أهل الضابط المخطوف"، بشكوى أمام التفتيش القضائي وأمام النيابة العامة التمييزية لمعرفة مصير هذا الملف، وخصوصاً أن هناك قراراً اتهامياً يُبنى عليه.

وطالب النيابة العامة التمييزية وهيئة التفتيش القضائي بالتحقيق مع رؤساء الأقلام الأربعة، والادعاء عليهم، وملاحقتهم قضائياً مع كل من يظهره التحقيق، وكشف مصير الملف المفقود وإنزال أشد العقوبات بالمرتكبين.

اقرأ أيضاً: فاتورة ضخمة تنتظر التسديد بعد وفاة سورية بـ"كورونا" في لبنان

وقبل أيام، وردت معلومات من الأمن العام التابع لـ"حزب الله" في لبنان، عن إعطاء الأمر باعتقال المنشقين عن نظام الأسد المتواجدين في الأراضي اللبنانية وتسليمهم للنظام في سوريا، حيث تم تسليم ثلاثة منشقين في الثامن من الشهر الجاري.

شاهد إصداراتنا