الجمعة 05 ابريل 2024
20°اسطنبول
27°أنقرة
31°غازي عنتاب
26°انطاكيا
29°مرسين
20° اسطنبول
أنقرة27°
غازي عنتاب31°
انطاكيا26°
مرسين29°
34.44 ليرة تركية / يورو
40.21 ليرة تركية / جنيه إسترليني
8.78 ليرة تركية / ريال قطري
8.53 ليرة تركية / الريال السعودي
31.98 ليرة تركية / دولار أمريكي
يورو 34.44
جنيه إسترليني 40.21
ريال قطري 8.78
الريال السعودي 8.53
دولار أمريكي 31.98

الاحْتياجات التُّركيّة من #الغاز تَكْلِفته، فاتُورته ومَصادِره

28 يناير 2021، 01:17 م
الاحْتياجات التُّركيّة من #الغاز تَكْلِفته، فاتُورته ومَصادِره

يحيى السيد عمر

كاتب سوري

28 يناير 2021 . الساعة 01:17 م

تَحْتلّ #تُرْكيا المَرْتَبة التّاسِعة عالَميًّا في استيراد الغاز، فهي من كِبار المُسْتَوْرِدين والمُسْتَهْلِكين لِحَوامل الطّاقة، فما هي كَمّيّة الاستيراد وما هي تَكْلِفته وما مَصادِره، وما تَأْثير الاكْتِشافات الغازية على فاتُورة الاسْتيراد، وما التَّأْثير على المُوازَنة التُّرْكيّة وعلى مُخْتَلِف مُؤَشِّرات الاقْتِصاد الكُلّي التُّرْكيّ.

ازْدادَت حاجة تُرْكيا للطّاقة عُمومًا وللغاز الطَّبيعي خُصوصًا في العَقْدَيْن السّابقَيْن، نتيجة التَّطوُّر الصِّناعي المُتَسارِع في البِلاد، فمنذ عام 2002م تَضاعَفَت حاجة تُرْكيا للغاز بما يُقارِبُ ثلاثة أَضْعاف، وفي الجَدْول التّالي بَيان لحاجَة تُرْكيا من الغاز في العَقْدَيْن السّابِقَيْن.

العَام الاحتِياجات السَّنويّة من الغاز الطَّبيعي / مِلْيار مِتْر مُكعَّب

2002م 16,7

2005م 22,3

2007م 36,2

2011م 40,1

2016م 42,3

2020م 45

ومن المُتَوَقَّع أَنْ تَبْلُغ احْتياجات تُرْكيا السَّنَويّة من الغاز الطَّبيعي 72 مِلْيار مِتْر مُكَعَّب بحُلُول عام 2030م، وذلك نَظَرًا للتَّوَسُّع الصِّناعي الَّذي تَشْهَدُه البِلادُ.

تَسْتَحْوِذ فاتُورة اسْتيراد الغاز على حِصّة كَبيرة من قِيمة الوارِدات التُّرْكيّة الإِجْماليّة، ففي عام 2019م بَلَغتْ الوارِدات التُّرْكيّة 202 مِلْيار دُولار أَمْريكي، وبَلَغتْ قِيمة وارِدات الغاز الطَّبيعيّ 40 مِلْيار دُولار، بِما يُشَكِّلُ ما يُقارِب من 20% من إِجْماليّ الوارِدات، وهو ما يُساهِم في العَجْز التِّجاريّ الَّذي بَلَغ 30 مِلْيار دُولار في ذات العامِ.

تَتَعدَّد مَصادِر الوارِدات التُّرْكيّة من الغاز، وتَسْتحوِذ رُوسْيا وإيران وأذربيجان على الحِصّة الأَكْبَر من الوارِدات، وحِصّة هذه الدُّوَل الثَّلاث غالِبًا ما تَتغيَّر، فخِلال السَّنَوات الماضية كان لرُوسْيا الحِصّة الأَكْبَر إِلّا أَنَّها تَراجَعتْ على حِساب أذربيجان، وهذا التَّغَيُّر في خَريطة الدُّوَل المُورِّدة يَتغَيَّر تَبعًا لِمُعْطَيات الاقْتِصاد السّياسيّ.

تُشَكِّل حَوامِل الطّاقة أَحَد أَهمّ النِّقاط الَّتي تُبْنَى عليها التَّحالُفات الإسْتِراتيجيّة الدَّوْليّة، وتَرَى تُرْكيا أَن حاجَتَها لِلطّاقة تُقَيِّد حُرّيّة قَرارِها السّياسي، لِذلك تَسْعَى لِتَغْيير خَريطة الدُّوَل المُوَرِّدة بِما يَمْنَحُها حُرّيّة أَكْبَر لِلتَّحَرُّك السّياسي والعَسْكَري في مُحيطِها الإِقْليمي، ولِهذا من المُتَوَقَّع أَن تَشْهَد خَريطة الوارِدات التُّرْكيّة من الغاز تَغَيُّرات جَذْريّة في السَّنَوات القادِمةِ.

تَنْتَهي عُقُود تَوْريد الغاز إلى تُرْكيا في السَّنَوات القادِمة، فَفي العام الحالي يَنْتهي عَقْد شَرِكة بروم الرُّوسيّة وقِيمته 8 مِلْيارات مِتْر مُكَعَّب، ويَنْتَهي عَقْد نيجيريا بِقيمة 1,3 مِلْيار مِتْر مُكَعَّب، ويَنْتَهي عَقْد الجَزائِر في 2024 م بِقيمة 4,4 مِلْيار مِتْر مُكَعَّب ويَنْتَهي عَقْد بلو ستريم الرُّوسي بِقيمة 16 مِلْيار مِتْر مُكَعَّب عام 2025م.

تُشَكِّل خُطُوط نَقْل حَوامِل الطّاقة القادِمة من قزوين والَّتي تَعْبُر من تُرْكيا أَهَمّيّة خاصّة على المُسْتوَى العالَمي عُمُومًا ولِتُرْكيا خُصُوصًا، وهي خُطُوط باكو – تبليسي – جيهان وخَط باكو – تبليسي – أرضوم، وهي تَمُرّ من تُرْكيا، إِلّا أَنّ الخَطّ الأَهَمّ لتُرْكيا هو الخَطّ العابِر للأَناضُول "تاناب" والَّذي يَحْمِل أَهَمّيّة خاصّة لِتُرْكيا.

الخَطّ العابِر للأَناضُول "تاناب" يُشكِّل أَحَد أَهمّ خُطُوط الطّاقة في العالَم، وهذا ما يُفَسِّر تَسْميته ب "طَريق الحَرير لِلطّاقة"، وبَدَأ تَشْغيل هذا الخَط عام 2020م وهذا ما يُفسِّر تَراجُع الاعْتِماد التُّرْكيّ على الغاز الرُّوسيّ، ومن المُتَوَقَّع تَراجُع دَوْر رُوسْيا إيران في سُوق الطّاقة التُّرْكيّ بَعْد تَشْغيل هذا الخَطّ بِطاقَته القُصْوَى.

تُشَكِّل الاكْتِشافات التُّرْكيّة الأَخيرة للغاز الطَّبيعي في مياهها الإِقْليميّة دَعْمًا لِسُوق الطّاقة التُّرْكيّ، وما زالَت الاكْتِشافات غَيْر واضِحة الكَمّيّة بِشَكْل دَقيق، وتَتَعَدَّد التَّقْديرات لها بين 320 مِلْيار قَدَم مُكَعَّب و800 مِلْيار قَدَم مُكَعَّب، إِلّا أَنّ المُرَجَّح أَنَّها تَبْلُغ بِحُدُود 300 مِلْيار قَدَم مُكَعَّب، وهو ما يُخَفِّض من قيمة فَاتُورة الطّاقة التُّرْكيّة.

تُشَكِّل الاكْتِشافات الغازية في تُرْكيا 10% من الاسْتِهْلاك التُّرْكيّ، ومن المُتَوَقَّع أَنْ يَبْدَأ الإِنْتاج التُّرْكيّ عام 2023م وذلك لِمُصادَفة هذا العام مِئَويّة الدَّوْلة التُّرْكيّة الحَديثة، إِلّا أَنّ الإِنْتاج الكامِل قَد لا يَبْدَأ قَبْل عام 2026م، وهذا الإِنْتاج من شَأْنِه دَعْم الميزان التِّجاريّ التُّرْكيّ ودَعْم الاقْتِصاد واللّيرة التُّرْكيّة على المَدَى الطَّويل.

تُدْرِك تُرْكيا أَن سُوق الطّاقة وخُطُوطه تُشَكِّل أَحَد أَهَمّ مُتَغَيِّرات الاقْتِصاد السّياسيّ، ولهذا تَسْعَى للبَحْث عن مَصادِر لِلطّاقة تَمْنَحُها حُرّيّة واسِعة للتَّحَرُّك إِقْليميًّا، ولهذا من المُتَوقَّع عَدَم تَجْديد بَعْض عُقُود الطّاقة طَويلة الأَجَل في السَّنَوات القادِمة أو على الأَقَل تَخْفيض قِيمة هذه العُقُود.