شهدت مفاوضات "اللجنة الدستورية السورية" في رابع أيام الجولة الخامسة المنعقدة في العاصمة السويسرية جنيف، استراتيجية جديدة لتعطيل نظام الأسد عمل اللجنة، وهي "إطالة وقت المداخلات"، فيما تنتظر المعارضة "ليلة ساخنة" لتبيان موقفها.
واتهم عضو اللجنة الدستورية عن وفد المعارضة طارق الكردي، الخميس، نظام الأسد برفض مقترحات المعارضة بشأن مواد الدستور، والإصرار على البقاء في "مربع المناكفات"، بعيداً عن العمل التقني لصياغة الدستور.
وقال لوكالة "الأناضول" التركية: إن "المعارضة السورية لم تقدم في اجتماعات جنيف مسودة دستور كاملة وإنما 10 مواد دستورية منضبطة الصياغة، لكن النظام رفض مناقشتها من الأساس، رغم أن جدول أعمال الجولة الخامسة يتركز على إقرار مبادئ الدستور الأساسية".
وأضاف: "ننتظر أن تضطلع الأمم المتحدة والدول الداعمة أبرزها روسيا، بمسؤوليتها حيال الضغط على النظام، للانخراط في العملية الدستورية، بهدف تخفيف معاناة الشعب السوري".
اقرأ أيضاً: وفود للدول الراعية تصل جنيف لإنقاذ أعمال "اللجنة الدستورية"
وتشهد المفاوضات في جنيف ليلة ساخنة، تتخللها اجتماعات ومشاورات كثيرة بين الأطراف المعنية، مع تلميح من وفد المعارضة بتعليق مشاركته في المفاوضات إذا لم تثمر هذه الجهود في التأثير على وفد النظام الذي يواصل سياسته في تضييع الوقت.
وأوضح الناطق الرسمي باسم هيئة التفاوض السورية، وعضو اللجنة الدستورية الموسعة، يحيى العريضي، الخميس، أنّ جلسات اللجنة في جنيف "تتوجه نحو التعليق، إذا لم تثمر هذه الجهود عن نتيجة".
وأضاف لـ"العربي الجديد"، أنه "إذا استمر وفد النظام بهذا الشكل لا بدّ من حصر المسؤولية عن التعطيل وتسمية النظام بوصفه الطرف المعطل، من خلال عدم التزامه بجدول الأعمال ومخالفة ما تم الاتفاق عليه".
وشدد "العريضي" على أنّه "إذا حدث تعليق للمفاوضات، فسيكون ذلك انطلاقاً من أمرين: الأول تحديد المسؤول عن التعطيل، وهو النظام، والثاني أن من سيقوم بإعلان التعليق هو الأمم المتحدة".
وأوضح أنّ "الليلة سوف تشهد اجتماعات ومشاورات كثيرة مع المبعوث الدولي غير بيدرسون، ووفود أخرى عديدة من روسيا وإيران وتركيا، ونحن بانتظار أن تثمر هذه الجهود عن نتيجة، وبناء على ذلك سيكون موقفنا".
في غضون ذلك، ذكرت مصادر مطلعة أنّ مفاوضات جنيف "لم تحقق أي تقدم حتى الآن، وأن الفوضى تسود الاجتماعات، حيث يطرح كل طرف ما يحلو له دون الإصغاء للطرف الآخر"، وستختتم الجولة الخامسة غداً الجمعة جلساتها.
اقرأ أيضاً: أبرز ما تداولته اجتماعات "اللجنة الدستورية السورية" اليوم الأول في جنيف
يشار إلى أن وفد النظام قدم مداخلة عن المركزية السياسية، واعتبر أن احتكار وظائف التشريع والقضاء والجيش والنقد والسياسة الخارجية وغيرها من الأمور السيادية ضرورة أساسية للدولة الحديثة.
وقدم وفد المعارضة تسلسلاً تاريخياً حول تطور فصل المبادئ في الدستور السوري، وضرورة إدراج بعض الأفكار التي كانت واردة في الدساتير السابقة، لكي تعزز مكانتها، كموضوع فصل السلطات وتداول السلطة والكرامة ومناهضة كل أشكال التمييز.
بينما طرح وفد المجتمع المدني مداخلة حول ضرورة الموازنة بين واجب الدولة في مكافحة "الإرهاب"، وواجبها في احترام حقوق الإنسان، واتباع اشتراطات المحاكمات العادلة وعدد الاختراقات التي تحصل في سوريا من وجهة نظره.
