انشغلت وسائل التواصل الاجتماعي في العديد من الدول العربية، بالأخبار التي تحدثت عن "فيروس جديد قاتل تنقله الخفافيش" في الصين.
وتناقل المغردون تقارير تفيد بأن الفيروس الذي يدعى "نيباه" يثير "مخاوف العلماء من تفشي وباء جديد، وإن شركات الأدوية العملاقة ليست مستعدة للوباء القادم".
وأوضحت شبكة "BBC" البريطانية، الأحد، أن انتشار خبر فيروس "نيباه" أثار قلقاً كبيراً بين رواد التواصل الاجتماعي، ونشرت وسائل إعلام عربية تفاصيل عديدة نسبت معظمها إلى صحيفة الغارديان البريطانية.
وتداول كثيرون أخباراً تقول: إن فيروس "نيباه" هو فيروس جديد اكتشف حديثاً في الصين وبدأ بالانتشار، لكن الحقيقة أن "الغارديان" نشرت مقالاً قبل أيام تحدثت فيه "عن غياب العلاج لفيروس خطير موجود منذ أعوام، ويمكن أن يشكل خطر وبائي على العالم".
وقالت الدكتورة في البيولوجيا الجزيئية والعلوم السرطانية والباحثة في المركز الوطني للأبحاث العلمية في تولوز في فرنسا، أصالة لمع، في تغريدة على حسابها في تويتر: إن "المقال لم يتحدث أبداً عن جائحة حالية كما حرفت معظم الأخبار الأمر".
وأضافت أن "هدف المقال هو إلقاء الضوء على غياب الأبحاث وتكرار الأخطاء التي ارتكبناها مسبقاً، وأن نستبق أي جائحة مقبلة"،
وأوضحت أن "فيروس نيباه ليس جديداً، بل ظهر منذ عام 1999، وينتشر بشكل محدود منذ ذلك الحين في جنوب آسيا".
وتقول مديرة مركز العلوم الصحية للأمراض المعدية الناشئة التابع لجمعية الصليب الأحمر التايلاندي، سوبابورن واشارابلوسادي: إن "هذا الفيروس مصدر قلق كبير لأنه ليس له علاج، ومعدل الوفيات الناجم عن الإصابة به مرتفع".
وأردفت أن معدل وفيات فيروس "نيباه" يتراوح بين 40 في المئة و75 في المئة، بحسب المكان الذي يتفشى فيه.
وتناقل المغردون بكثرة أن مصدر الفيروس الجديد هو الصين مجدداً، فسخر البعض من الخبر، لكن مقال "الغارديان" لم يذكر أن مصدر الفيروس الأساسي هو الصين.
بل إن بعض التقارير تشير إلى أن فيروس "نيباه" قد تفشى في الماضي في الهند وبنغلادش وأن الأخيرة سجلت 11 حالة تفشي له من عام 2001 إلى 2011، أسفرت عن إصابة 196 شخصاً، مات منهم 150 مصاباً.
وتعد آسيا بؤرة للكثير من الأمراض المعدية الناشئة المكتشفة مؤخراً لأسباب عديدة، منها أن المناطق الاستوائية التي تتميز بثرائها بالتنوع الحيوي، تغص بمسببات الأمراض التي تهيء الفرص لظهور فيروسات جديدة.
وأسهمت الزيادة السكانية وتزايد فرص الاحتكاك بين البشر والحيوانات البرية في هذه المناطق في زيادة مخاطر انتقال العدوى، ودعا عدد من المغردين إلى التخلص من الخفافيش وإبادتها منعاً لأي خطر مستقبلي من انتشار أمراض وفيروسات.
ولم يُجمع العلماء حول إذا ما كانت الخفافيش هي نقلت عدوى فيروس "كورونا" إلى البشر بجانب حقيقة أن الخفافيش وإن كانت تحمل أمراضاً -مثلها مثل كافة الحيوانات- لكنها تساعد أيضا في مكافحة بعض الأمراض التي تنتشر بين البشر من خلال تناول الحشرات.
اقرأ أيضاً: إعلان مخيمات الشمال السوري مناطق "منكوبة بالكامل"