الخميس 02 مايو 2024
20°اسطنبول
27°أنقرة
31°غازي عنتاب
26°انطاكيا
29°مرسين
20° اسطنبول
أنقرة27°
غازي عنتاب31°
انطاكيا26°
مرسين29°
34.73 ليرة تركية / يورو
40.58 ليرة تركية / جنيه إسترليني
8.89 ليرة تركية / ريال قطري
8.63 ليرة تركية / الريال السعودي
32.37 ليرة تركية / دولار أمريكي
يورو 34.73
جنيه إسترليني 40.58
ريال قطري 8.89
الريال السعودي 8.63
دولار أمريكي 32.37
...

الاندماج وتبادل الثقافات وتقبل الأخر

26 نوفمبر 2019، 10:28 ص

في بادئ الأمر ليست بالمهمة السهلة ولا المهمة الصعبة، موضوع هام لا يخلو بيت في العالم من الحديث عنه أو التطرق إليه منقسمين في طرحه مابين مؤيد ومابين معارض.

الكثير غفل عن مبدأ الاندماج، ظاناً منه ان الإندماج هو التخلي عن الهوية الحقيقة، والتمحور بقالب جديد أشبه بعملية غسيل الأدمغه، لكن الموضوع بحد ذاته هو تبادل أفكار وخبرات وثقافات الشعوب، والخطأ الشائع أن يعد وينظر للاندماج على إنه تبعية أوتخلف أو التأخر بالاستقلال الذاتي والخضوع المجتمعي.

الاندماج بأبسط شرح له، هو تقبل الفكر الآخر، وتقبل ثقافة الشعوب، وعاداتهم ونظرتهم لمهام حياتهم والتعلم بما يفيد منهم.

لا يوجد نظام ثابت في الأفكار والعادات والتقاليد لذا من الجميل أن نأخذ كل جميل نراه من غيرنا ونطور من منظومة حياتنا هذه التقاليد الجديده، خاصة وإن كانت هذه العادات والتقاليد نابعة من دول عملية في شؤن حياتها ومنظمة ودقيقة في تفاصيلها الشخصية.

وكما قيل الإختلاف في الرأي لا يُفسد للود قضية، والموضوع يبدأ ويُبنى وينشأ من القاعده الذهبية إلا وهي احترام الآخر، فالجميع سواسية في التشكيل الجسدي لكنما يأتي الاختلاف في الأفكار والعقائد المتبناه.

ومن وجهة نظر أخرى من منظور واقعي، لا أحد يستطيع ان يتحكم في طريقة تربية الآخرين أو البيئة التى نشأوا فيها واكتسبو منها نشأتهم الاولى، وهى من العوامل المؤثرة على سلوك الإنسان، لذا علينا أن نتقبل الآخرين كما هم، ليس لأنهم نشأوا في بيئات مختلفة وإنما لأننا نحن نحترم الاختلاف ونقدر جميع الظروف.

وتقول إحدى الدراسات الاستشارية التربوية للدكتورة رشا عطية استشارى العلاقات الأسرية في مصر"إن إدراكنا ليس بالضرورة هو الحقيقة، فالإدراك هو تعبير عما يدور بداخلك، ففى بعض الأحيان نستيقظ ونحن نشعر بالتفاؤل، فى حين نجد كل يوم آخر أننا نشعر بالحزن بدون سبب، والذى تغير هو إدراكنا للأمور، فعند اختلافى فى وجهة نظر مع شخص ما، كل ما على إدراكه هو حقيقة اختلاف الادراك بينى وبينه".

ومن المهم أن يدرك الانسان الناضج فكراً، وعقلاً، واستيعاباً، لما حوله من الاختلافات والادراكات على أن أفضل الاختيارات المُتاحة بواقعية والمدروسة بنضوج فكري متمثل بالقاعده الذهبية هي أن التسامح يبدأ من نفسك والآخرين واحترام وتقبل جميع الأشخاص مفتاح نجاح لامثيل له في موضوع الاندماج وتقبل الآخر.

قالت السيدة سنا وهي طالبة في كلية العلوم في مدينة كولن الألمانية عن تجربة الاندماج وتقبل الآخر" أرى جميع من أمامي بنظرة الإنسانية بغض النظر عن لونه وعرقه وأصله ومنظومة معتقداته فقط هو إنسان والإنسان أخو الإنسان كما لي من حقوق الاحترام له أيضا ذات الحقوق".

أما السيدة هالة وهي لاجئة سورية في بريطانيا وطالبة في كلية الاجتماع بمدينة مانشستر تقول "جميعنا نكمل بعضنا وكأننا نرسم لوحه مليئة بالالوان المبهجة، ما ينقصني أجده فيمن أتعامل معهم وما ينقصهم يجدوه أيضا في بعض ما أكمله في العلم، أو في العمل، لن تكتمل الكعكة لو صنعت فقط بصنف واحد، ولن ترسم لوحه فقط بلون واحد، دوماً نحتاج الى ما يختلف عن منظومتنا الفكرية، والشكلية، والعقائدية، لنتكامل معاً، وهكذا نُشكل مع بعضنا البعض باختلافنا وجوهرنا أجمل لوحه مليئة بألوان قوس قزح.